ايران_وامريكا_حرب_الاهداف_المنتخبة..!
احمد الياسري
الحرب سلعة خاضعة للعرض والطلب والتحقيق المريح للمصالح العالمية لا توجد حرب في التاريخ البشري حدثت دون غطاء من المبررات واهداف من المطامح السياسية لذلك ادعي ان الحرب اشبه بالسلعةالتجارية القابلة للتطوير والتحديث والعرض والطلب ، حروب الجيل الرابع المتقدم (Fourth-generation warfare)( هي وجه من اوجه التحديث الذي تفرضه الحتمية التاريخية للحظة الانطلاق في صناعات المواجهة في عالمنا الذي اصبحت به الحروب نمطاً من انماط انتقائيته للاحداث . وسيرورة من سيرورات مناهجه الارغامية الغير قابلة للرد الشكلي،فالمناهج الحربية بدأت تمتزج بالاشكال وتختار الانواع المفترضة للحروب الجديدة على مختلف المستويات ( الحروب العسكرية المباشرة .. الحروب الاقتصادية ، حروب الاخضاع المائي، وحروب الافراغ الحضاري وحروب الديمقراطية عن بعد ) كل هذه الاشكال من الحروب واقعة وتقع بعالمنا كل يوم ، لكن الذهنية البشرية تسيطر عليها الصورة النمطية للحروب الكلاسيكية التي تكون الجيوش المدججة بالقنابل صورتها المعلنة وشكلها الابرز القابل للتوقع والاندهاش والمحرض على الرغبة والاندفاع وفق اطر ومضامين الهوية الوطنية التي يعتقد ان الحرب تقوم من اجل تحقيقها .#حرب _الاهداف _المنتخبة ..!مصطلح اطلقته على الحرب التي تدور الان بين امريكا وايران والتي انطلقت منذ التفجير الاول للسفن الاماراتية في يونيو عام ٢٠١٩ وكان الشكل البحري لحرب الاهداف المنتخبةهو الشكل الاول لهذه الحرب الذي راهن المخيال الايراني على ضعف تحمس ترامب لخوضها بسبب التمثلات الداخلية في العمق لامريكي وقرب الانتخابات التي يتمنى الايرانيون ان تكون محسومة للديمقراطيين الذين دافعوا عن الاتفاق النووي واعتبروه الحل الامثل لانهاء الصراع التاريخي مع ايران ، بنفس الوقت الذي جعل ترامب يحول ركوبه لحصان الامن القومي الامريكي بعد مقتل سليماني الى مادة دعائية تدفعه بقوة الى الدخول المكرر الى البيت الابيض ومن اوسع ابوابه ،الصدمة التي احدثها استهداف السفن النفطية وضرب ارامكو في العالم كانت عميقة جداً خصوصاً وان إيران رفضت تبني تلك العمليات المنتخبة الفائقة التأثير والتي جعلت اقتصاديات العالم في مرمى التذبذب والركود واسواق الطاقة في حالة تأهب قبل ان يغزو فايروس كرونا هذا الوحش الصغير العالم ويصيب الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية بالشلل ، لذا ادركت الادارة الامريكية انها تخوض غمار حرب مبتكرة من نوع جديد تمتزج بها عناصر التقدم العسكري بمقومات الانتقاء الاستخباري وحروب الومضة او الاستهداف الخاطف الذي يوقع اكبر عدد ممكن من اصابة لاهداف نوعية بأقل خسائر تدفعها اساليب اجيال الحروب الجديدة وبالاخص الجيل الرابع المتقدم التي يتحول بها العمق الاستراتيجي الداخلي الى عمق حربي ضاغط يساعد على تحقيق النكاية العسكرية المطلوبة والاستهداف النوعي لعناصر القوة الايرانية مفاعل بارچين ونطنز وخط انابيب سربندر ومصادر الطاقة الايرانية كلها تعرضت لاستهداف منتخب خلال اقل من شهر وحققت هذه الحرب المنتخبة ما تجاوزت ان تحققه الحرب الايرانية العراقية من اصابات بليغة لاهداف في العمق الايراني دون ان تعلن امريكا او حليفتها اسرائيل اي علاقة لها بهذه الحوادث ودون ان تثبت ايران حتى الان اي علاقة للفواعل الخارجية بهذا السيل الغير منقطع من التفجيرات النوعية الذي دمر اجزاء كبيرة من البنى التحتية الايرانية ثم توسعت حرب الاهداف المنتخبة الى اهداف وميادين اخرى خارج الاراضي الايرانية في العراق استهدفت قواعد للحشد الشعبي كقاعدة الصقر ،وفي سوريا الميدان الذي تدير اسرائيل به الحرب المنتخبة ازدادت وتيرة استهداف هذه الاهداف من قبل الطائرات الاسرائيلية وفي لبنان حول انفجار مرفأ بيروت البلاد الى هيروشيما جديدة وصل ارتداد انفجارها الى قرابة ٢٤٠ كم في الاراضي القبرصية قد تبدو الرواية اللبنانية مقنعة بوجود العنبر رقم ١٢ الذي لم يخزن فيه اللبنانيون المفرقعات بالشكل المطلوب لكن لا يمكن للمحللين ان يفصلوا انفجار بيروت والطاقة التدميرية الهائلةالتي خلفها عن حرب الاهداف المنتخبة التي ادور رحاها في الشرق الاوسط والتي دمرت كل شيء دون ان يعلن عن اسبابها ودوافعها ومسبباتها#الخلاصة :.. ما يحصل بين امريكا وايران هو حرب غير نمطية اشبه بحرب العصابات التي يتم بها انتقاء الاهداف وتدميرها دون مبررات وادلة … في الداخل الايراني تستخدم مجاميع قد لا تكون مرتبطة بامريكا واسرائيل لكنها لها بواعثها في محاربة الدولة الايرانية كمجموعة الفهود الوطنية التي انكرت المعارضة الايرانية اي علاقة لها بها وبدو انها الغطاء الذي تتحرك من خلاله مجموعات غير منظمة لاستهداف البنى التحتية الايرانية كنمط متقدم من انماط المعارضة الميدانية الداخلية ولعل استهداف خط انابيب سربندر يشير الى هذا المعنى.-الهدف الغير معلن من هذه الحرب ازاحة ايران واستبدالها بلاعبٍ جديد يتجه برعاية اسرائيلية امريكية الى حدود المواجهة المؤجلة مع الدب الروسي بجنوب المتوسط وهو الدور المقنع لادارة ترامب في هذا التوقيت على اقل تقدير .. تركيا التي تدفعها انفعالاتها الداخلية الى مزيد من التوسع الخارجي الذي يسهم باستراتيجية الانكفاء الايراني بصورة غير مباشرة والعودة الميدانية الى الداخل .، بينما يبقى هدف المواجهة الامريكية المعلن هو تعديل الاتفاق النووي وعدم فسح المجال لايران يجعل دول الاتحاد الاوربي قوة موازية للقوة الامريكية التي يقودها المتهور الابيض الذي يدير معاركه واستراتيجياته الحربية من منصات تويتر .