ماذا وراء انسحاب قوات بريطانيا من العراق !
بقلم: رائد عمر
العنوان اعلاه هو احدث الأخبار سخونةً في العراق ليوم امس , بالرغم من أنّ درجة حرارة الخبر لم تنعكس كلياً على وسائل الإعلام العراقية , وحتى المواقع الإخبارية – الألكترونية نشرت الخبر وكأنه دونما تحريرٍ صحفي وبشبه اقتضاب .خبر الإنسحابِ فاجأ المراقبين السياسيين بالرغم من مباحثات وابلاغ مسبقين للأمريكان ومنظومة التحالف الدولي , بالأضافة الى الحكومة العراقية والقيادة العسكرية العليا في العراق .. الموقف البريطاني بدا وكأنّ له اهدافاً مزدوجة ومركّبة , لكنه يحمل تساؤلاتٍ تنتشر بين ثناياه وطيّاته , ولعلّ اولى تلكُنّ التساؤلات هي توقيت الأنسحاب ! ولماذا في هذا الظرف الزمني بالذات , وعلامَ لم يكن قبل شهرٍ او بعد شهرٍ مثلاً , وإلامَ لم تبقِ بريطانيا قواتها المحدودة العدد الى ما بعد الأنتخابات الأمريكية في شهر تشرين 2 , ثمّ ما هي التأثيرات السياسية والعسكرية المفترضة لو ابقت بريطانيا على قواتها كما هي .؟في الواقع هنالك مداخلات في فهم السلوك البريطاني المفاجئ , فمن جهةٍ ما فيعتبر ذلك بالضد من رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي , لكنه بشكلٍ غير مباشر ومن خلال الأندفاع الأمريكي والفرنسي والخليجي في دعم العراق ضمن سياسة الكاظمي الجديدة في الحد من نفوذ الفصائل المسلحة ومديات انتشارها في العراق , وهو بالتالي سيكون اقرب الى الجانب الأيراني في ذلك , واستطاعت لندن من لعب دورٍ اكثر توازنا ضمن العلاقة بين طهران وواشنطن , بالرغم من أنّ هذا التوازن يقع ضمن خانة المفهوم النسبي , لكن بريطانيا لعبته وما انفكّت بمهارة دبلوماسية وبما لا يعرّض مصالحها في العراق والمنطقة الى اخطارٍ مفترضة .سحب البريطانيين لجنودهم من قاعدة التاجي التي تضم قوات امريكية وعراقية , ربما كان لإستقراءٍ مبكّر للمخابرات العسكرية البريطانية لأحتمال توجيه ضربة صاروخية اخرى ” عبر الكاتيوشا ” الى قاعدة التاجي هذه , وحيث أن تلك ” الكاتيوشات لا تصيب اهدافها بدقة , فلعلها تسقط على رؤوس الجنود الأنكليز مصادفةً ! , لكنّ هذا الإستقراء المخابراتي الأفتراضي قد يرتكز على احتمالات شبه قائمة من محاولة الميليشيات في عرقلةٍ مسبقة لنتائج زيارات الكاظمي الى الرياض وواشنطن وطهران , عبر توجيه وتسديد هذه الصواريخ وربما غيرها الى التاجي او سواها , او تفجير الأوضاع الأمنيّة بشكلٍ او بآخر ضمن الفرضيات الإعلامية .ونرى أنّ اقرب ما يوصلنا الى خلفيات صورة الأنسحاب البريطاني وأبعادها , هو ما ستتعرّض له الصحافة البريطانية في صباح هذا السبت على الأقل !