تسييس الحج.. العالم يصفع رباعي الشر وينتصر للسعودية
دأب رباعي الشر الذي يضم قطر وإيران والإخوان والحوثيين على تسييس الحج، والتشويش على الجهود السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.
فمنذ إعلان السعودية قبل 3 أسابيع إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء المناسك من مختلف الجنسيات من داخل المملكة تماشيا مع إجراءات كورونا، وأنظمة تحالف الشر وإعلامه وذبابه الإلكتروني تواصل حملاتها لانتقاد القرار.
مؤامرة “تحالف الشر” انطلقت رغم تأكيد المملكة أن قرارها جاء حرصًا على إقامة الشعيرة ولضمان سلامة ضيوف الرحمن في ظل انتشار الجائحة ، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية.
وفيما كان يستهدف ” تحالف الشر” إثارة الفتنة وتأليب العالم الإسلامي ضد المملكة- كما طلب ذلك صراحة-، إلا أنه صدم بحجم التأييد الجارف للسعودية وقراراه من مختلف دول العالم الإسلامي، ومؤسساته الدينية، وورؤساء الجاليات الإسلامية والمنظمات الشرعية الناطقة باسمهم في مختلف دول العالم.
التأييد العالمي شكل صفعة لتحالف الشر بعد أن عزلهم وكشف مؤامرتهم ، كما عبر عن حجم الثقة في المملكة ومدى التقدير لجهودها الاستثنائية في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين.
القرار والمؤامرة
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية إنه “في ظل استمرار جائحة كورونا، وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميًا، فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة”.
وأوضحت أن المعايير الصحية ستكون هي المحدد الرئيس لاختيار حجاج موسم حج عام 1441 هـ، على أن تكون نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة هي 70% من إجمالي حجاج هذا العام، وتكون نسبة السعوديين 30 % فقط من الحجاج، على أن يقتصر حج المواطنين السعوديين على الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا.
ومنذ بيانها الأول، سارع “تحالف الشر” إلى انتقاد القرار، حيث وصفته منظمة الحج والزيارة الإيرانية بأنه “غير لائق”، فيما دخلت مليشيا الحوثي الإرهابية بدورها على خط المزايدات، زاعمة أن قرار المملكة بأنه “صد عن بيت الله الحرام”.
أما الإخوان وعلى لسان المتطرف حاكم المطيري- بطل تسريبات خيمة القذافي التي كشفت تآمره ضد المملكة – فانتقد القرار ، زاعما أنه حول الحج إلى “حج صوري”.
أما قطر فوظفت إعلامها وذبابها الإلكتروني لخدمة توجهات حلفائها في محور الشر، والترويج لدعاياتهم الخبيثة.
وكون قرار المملكة حرمها من مؤامراتها السنوية ومزاعمها بشأن تسييس الحج وأكاذيبه بشأن حرمان القطريين من أداء الفريضة، فدفعت بمذيع الجزيرة جمال ريان لإطلاق تغريدة، وصفها مغردون أنها رخيصة ومبتذلة.
وبعد أكثر من أسبوع على إعلان السعودية غرد ريان داعيا وزير الحج السعودي السماح له بالحج،قائلا “باعتباري من أصول حجازية ومقيم في بلد خليجي وعربي وإسلامي هو قطر ، أرجو الموافقة على السماح لي بالحج “برا” من الدوحة مباشرة ، إن لم يكن هناك قرار سياسي بتسييس الحج”.
كثير من المغردين أعرب عن استغرابه من التغريدة في وقت يعلم فيه العالم أجمع أن الحج مقتصر هذا العام على السعوديين من الداخل، وواعتبروا أن الهدف منها إثارة الفتنة فقط، مؤكدين أن الحج متاج لجميع المسلمين، سواء من قطر أو من غيرها، قبل هذا العام الاستثنائي فقط.
المغرد صدام الرمحي من الأردن رد على جمال ريان، قائلا:” تغريدة مبتذلة ورخيصة ومثيرة للفتن تكشف أن صاحبها ممتلئ حقدا وكراهية ولا أظنك تريد الحج ولا حتى 1% إنما هي مناكفة ومحاولة لمناطحة الكبار وليرتفع سعرك في سوق الإرتزاق الإعلامي ويوما ما ستبصحون بلا ثمن حين تنتهي الجزيرة من إستعمالكم في إثارة الفتن والفوضى”.
المغرد مصلح الشمراني، بدوره فضح تغريدة “الجزيرة “بشأن انتقاد إيران لقرار الحج، وألمح إلى تكامل الأدوار بين تحالف الشر.
وقال في هذا الصدد: “النظام الايراني ستنتقد أي قرار للحكومة السعودية وقطر ستروج لاي خطاب ايراني عن طريق الجزيرة حتى وان كان خطاب غير منطقي!هو تكامل في الادوار لمهاجمة السعودية!عموماً اذا وصل الأمر الى حماية المواطنين والمسلمين على اراضيها فالسعودية لاتلفت لاي امر اخر”.
وأعرب مغردون آخرون عن سخريتهم من “أن إيران التي لم تستطع مواجهة فيروس كورونا تقوم بتقديم نصائح حول مايجب القيام به في حج هذا العام، مشسيرين إلى أن ” كان من الأحرى أن تعمل بنصائحها لنفسها، 2020 عام العجائب!”
تأييد عالمي
كل تلك المؤامرات ذهبت أدراج الرياح – في مقابل التأييد العالمي منقطع النظير لقرار المملكة ، حيث بادرت دول العالم ومؤسسات الدينية، وممثلي الجاليات الإسلامية بالترحيب بالقرار والإشادة به.
كما أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بالقرار وبين أن المنظمة تدعمه، مؤكدا أنه مثال على “الخيارات الصعبة” التي يجب اتخاذها لوضع الصحة أولا.
وصدرت بيانات وتصريحات تأييد من كلا من هيئة كبار العلماء في السعودية، بتأييد قرار الحكومة السعودية بأن يكون الحج هذا العام بعدد محدود جداً من داخل المملكة حفاظاً على صحة الحجاج وسلامتهم.”
كما أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن قرار المملكة إقامة فريضة الحج هذا العام بعدد محدود هو قرار حكيم ومأجور شرعًا، ويراعي عدم تعطيل فريضة الحج، ويعكس الحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وإعلاء حفظ النفس التي تعد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.
بدوره أشاد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بقرار وزارة الحج والعمرة بالسعودية.
وقال رئيس المجلس الشيخ عبدالله بن بيه: “إن قرار تخصيص حج هذا العام لحجاج الداخل وتقليص أعداد الحجاج يعود لمصلحة المسلمين لما قد يواجهونه من خطر تفشي المرض بينهم فى ظل استمرار جائحة كورونا”.
وأكد التفاف المسلمين حول المملكة وتقديرهم لإدارتها وحسن إشرافها على مناسك هذا الركن العظيم من أركان الإسلام وحرصها على أمن وسلامة الحجاج على مر الأعوام.
وأشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بالجهود المخلصة التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف.
كما رحّب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، بقرار المملكة ، مؤكدا دعم القرار.
وتوالت بيانات التأييد العربية حيث صدرت بيانات تأييد ودعم وإشادة بقرار المملكة من مؤسسات دينية من مختلف دول العالم، من بينها : مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية البحريني، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية ، ووزارة الأوقاف الأردنية ، وزارة الشؤون الدينية بالسودان وغيرهما حول العالم.
كما صدرت بيانات وتصريحات تأييد من كلا من وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان نصر الدين مفرح ، ووزير العدل والشؤون الإسلامية بالقمر المتحدة الشيخ محمد حسين جمل الليل، ووزير الأوقاف والإرشاد باليمن الدكتور أحمد عطية ، ووزير الشؤون الدينية التونسي أحمد عظوم، و وزير البيئة والموارد المائية الوزير المسؤول عن شؤون المسلمين بسنغافورة مساجوس ذو الكفل.
كما أيد قرار المملكة كلا من رئيس رابطة مسلمي مولودفا سيرجيو سوكيركا ، والمفتي العام رئيس المشيخة الإسلامية في الجبل الأسود الشيخ رفعت فيزيتش، و المفتي العام رئيس المشيخة الإسلامية في جمهورية كوسوفا الشيخ نعيم ترنافا.
أيضاً مُفتي منطقة حوض الفولكا بروسيا الاتحاديّة الشيخ مقدس عباس، وإمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في درانسي شمال باريس نائب رئيس منتدى أئمة فرنسا نور الدين محمد طويل ، والأمين العام لرابطة مسلمي جُزر فيجي الشيخ سيّد حُسين، ووزير شؤون الأقليّات في حكومة الهند مختار عباس نقوي.
الاولى نيوز – متابعة