صالح: جهدنا لن يستقر حتى القضاء الناجز على فلول داعش والإرهاب والفساد
شدد رئيس الجمهورية، برهم صالح، الجمعة، على أن جهدنا لن يستقر حتى القضاء الناجز على فلول داعش والإرهاب والفساد.
ووجه رئيس الجمهورية، كلمة بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير مدينة الموصل، حصلت (الأولى نيوز) على نسخة منها.
وجاء في نص الكلمة:-
“أيها العراقيون الأباة الأحرار..
نستعيد اليوم ذكرى انتصارنا العظيم على أبشع مجرمي العصر بعد احتلالهم أم الربيعين، موصلنا العزيزة، وبعدما عاثوا فيها الفساد والقتل والسبي والخراب وأفظع ما تكون عليه الجريمة.
نستعيد الذكرى وأنتم أشد بأساً وأعلى هاماً وأوسع طموحاً.
كانت المنازلة عظيمة..
وبصمودكم وشجاعتكم وصبركم كان العار حصاد المجرمين، وكان الشرف والكبرياء من نصيبنا وبما رفع الهامات وأعزّ العراق.
كانت تضحياتنا عظيمة، وكان نصرنا وكرامتنا وهيبة بلدنا تستحق منا مثل هذه التضحية.
كانت لحظة داعش انتكاساً لقيم الإنسانية والتمدن والحضارة، وكان نصرنا على المجرمين إعلاءً لهذه القيم وكرامةً للإنسان وتسامياً للحياة.
كان ظهور داعش، ومن قبله القاعدة وكل قوى التطرف، اندحاراً نحو كهوف الظلام، فيما حقق نصرُ العراقيين قيمة الأمل الإنساني برفعة الحياة الكريمة وسلام العيش فيها.
دحرنا داعش، وحررنا الموصل واستعدنا المدن والقرى، بهذه التضحيات العظيمة، وبشجاعة الشجعان، وبإرادة العراقيين الأحرار ووحدتهم وتماسكهم في واحدة من أخطر المواجهات التي مرّ بها شعبنا وبلدنا في عصرنا هذا.
باسم العراقيين كلهم أنحني إجلالاً للمضحين العظام، للشهداء والجرحى، وللأبطال صنّاع النصر في قواتنا المسلحة، جيشاً وشرطةً وحشداً شعبياً وبيشمركة ومقاتلي العشائر وأجهزةً استخبارية وأمنية.
أحيي بتقدير واعتزاز الدور المسؤول للمرجعية الدينية في هذه المواجهة، وهو دور أساس في تحقيق النصر، كما أحيي عزم وشجاعة العراقيات والعراقيين بمختلف مدنهم وقراهم ممن انتخوا لنداء التحرير ولم يصبروا على ضيم.
باسم العراقيين أكرر الشكر لشعوب وحكومات الدول الصديقة ممن آزروا وساندوا قواتنا بالدعم اللوجستي والاستخباري والجوي، فقدموا بهذا مثالاً نبيلاً على معنى التضامن الإنساني في مواجهة التحديات.
النصر العظيم يضعنا أمام مسؤوليات أعظم، وأنتم يا رجالنا ونساءنا، أهل للصعاب.
لن يرتاح لنا بال حتى عودة آخر نازح ومهجّر ومهاجر، واستقراره في بيته ومدينته في ظروف كريمة، لن يهدأ بالنا قبل أن نعيدَ بناء المدن التي خُرِّبت وتشييد الحياة التي هُدِّمت فيها.
لن يستقر جهدُنا حتى القضاء الناجز على جميع فلول داعش والإرهاب والجريمة والفساد بمختلف تسمياتهم.
يضعنا نصرُنا وتحريرنا لمدننا أمام مسؤولياتِنا، كشعب وسلطات وقوى وطنية، للنهوض بالدولة وبمؤسساتها، وبما يعيد الثقة بهيبة الدولة ويطمئِن المواطن حيثما كان على حياته وعيشه وأمنه وسلامه ومستقبل أبنائه.
ظرفنا الراهن، بمختلف تعقيداته، يؤكد أهمية هذه المسؤولية وأولويتها، ويؤكد أيضاً أن لا خيار أمامنا إلا مواصلة التقدم بعزيمة النصر والحرية والبناء، كلّ شيء يهون أمام الإرادة الوطنية الحرة، كل الصعاب تذلل أمام إرادة الشعوب حين تنهض.
نتحمل، كسلطات، بفخر وشرف هذه المسؤولية، وكلنا ثقة في أن شعبنا معنا في هذه الإرادة، شعبنا معنا في تحدي الصعاب والتغلب عليها، من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، ومستقبل العراق الذي يستحق.
لقد قدم العراقيون عبر مختلف الحقب صوراً للبطولة والتحدي نفخر بها ويعتز بها أصدقاؤنا، وقد آن لنا جميعاً أن نتوّج المسار ببناء الدولة المقتدرة ذات السيادة على أسس عصرية وحديثة وتنظيفها من آفات الفساد والمفسدين بإرادة موحدة وعزم لا يلين.
لقد حققتم أيها العراقيون الأباة الكثيرَ مما يرفع الرأس ويعزّ النفوس. ويستحق منا العراق ما هو أكثر وأعظم.
فلنمضِ بإرادةٍ واحدة موحدة نحو مستقبلنا الذي نريد..
النصر دائماً حليفكم.