البيشمركة: تركيا توغلت بعمق 20 إلى 40 كلم وإيران توغلت بـ10 كلم داخل أراضي إقليم كوردستان
أعلن الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة أن الجيش التركي توغل في أراضي إقليم كوردستان مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومتراً، وأن إيران توغلت إلى عمق عشر كيلومترات، وأنشأتا قواعد عسكرية،
وقد تم إبلاغ الحكومة الاتحادية العراقية بانتهاك حدود وأراضي إقليم كوردستان، تحدث الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة، اللواء بابكر فقي، عن العملية العسكرية التركية التي تستهدف مواقع حزب العمال الكوردستاني داخل أراضي إقليم كوردستان، وأعلن أن الجيش التركي بدأ عمليات حربية جوية وبرية في منطقة المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وإيران،
وقال إن “هذه العملية انتهاك صارخ لسيادة الأراضي العراقية وبصورة خاصة لسيادة إقليم كوردستان”، وأضاف الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة: “ندين الموقف والعملية التركيين”. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في 15 حزيران الجاري عن بدء عملية عسكرية تستهدف مواقع حزب العمال الكوردستاني في إقليم كوردستان،
ثم باشرت بعملية برية في منطقة (حفتانين) أطلقت عليها اسم “مخلب النمر”، وأدى القصف الجوي التركي منذ 10 حزيران الجاري والذي استهدف مناطق شيلادزي وكاني ماسي، إلى مقتل خمسة مواطنين،
وفي يوم الخميس (25 حزيران 2020) أدت ضربة جوية استهدفت سيارة لمقاتلي حزب الحياة الحرة لكوردستان في منتجع (كونه ماسي) بقضاء شاربازير التابع لمحافظة السليمانية،
إلى مقتل مقاتل وجرح ستة مواطنين. وأضاف الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة، اللواء بابكر فقي، أن العملية أدت إلى قلق ساد المنطقة، وقد زودنا الحكومة الاتحادية العراقية بكل البيانات المتعلقة بها.
وعن الاجتياح العسكري التركي، قال فقي: “لم يجتز الجيش التركي الحدود من المناطق الحدودية التي تسيطر عليها الوحدة 80 لقوات البيشمركة، بل توغل من مناطق سندي وكلي وصولاً إلى مثلث خواكورك والمناطق الأخرى التي تجري فيها العملية،
حيث توغل في أراضي إقليم كوردستان مسافات تتراوح بين 20 و40 كيلومتراً”. وتقضي المواثيق الدولية بأن تقوم الدولة التي تحرك قواتها أو تنفذ عملية عسكرية بإبلاغ الدولة المجاورة لها مسبقاً، لكن الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة يقول: “لم يكن هناك أي تنسيق بين إقليم كوردستان وتركيا بخصوص هذه العملية”،
ويرى أن وجود تنسيق ضروري “لكي نبلغ الجانب المعارض لتركيا، من خلال الحوار، ونتلافى هذه الانتهاكات الصارخة التي تواجه إقليم كوردستان وسيادة الأراضي العراقية”.
ليس الجيش التركي هو الوحيد الذي بدأ أخيراً بعمليات قصف للمناطق الحدودية من إقليم كوردستان، بل أن الحرس الثوري الإيراني يقصف أراضي إقليم كوردستان أيضاً، وعن هذا قال الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة: “تزامناً مع العملية التركية هذه،
تقوم إيران بقصف مناطق حاج عمران وأطراف قنديل بالمدفعية”، وبشأن تقدم الحرس الثوري الإيراني، قال بابكر فقي: “كقوات برية، كانت لهم من قبل قوات متوغلة في أراضي إقليم كوردستان لعمق 10 كيلومترات في سلسلة جبال قنديل وأنشأوا قواعد عسكرية في تلك المنطقة”.
ويجري الحديث حالياً عن نية تركيا إقامة منطقة عازلة طولها 40 كيلومتراً تمتد من منطقة شمزينان في كفر وصولاً إلى منطقة قلباني في شرناخ وتشمل الحدود بين كوردستان تركيا وإقليم كوردستان،
وعن هذا قال بابكر فقي: “كافة دول المنطقة إن أرادت الأمان فإنه موجود، لكنها هي التي تخلق اللاأمان والقلاقل في البلد، لقد تم إخلاء العديد من القرى ونزح سكانها ولحقت خسائر بالقطاع الزراعي”.
وطالب الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة كلاً من حزب العمال الكوردستاني وتركيا باحترام سيادة أراضي إقليم كوردستان، وقال: “للأسف، بدلاً من أن ينشط حزب العمال الكوردستاني على أراضي كوردستان تركيا،
جاء ليستقر في المثلث الحدودي، ما يمنح تركيا مبررات لتنفيذ عمليات عسكرية في هذه المنطقة”. وكان الجيش التركي قد قام مساء أمس الجمعة (26 حزيران 2020) بإنزال قوات عسكرية على جبل خامتير القريب من نقطة لحرس الحدود العراقي في قرية شرانش، وعن هذا الإنزال قال مدير ناحية دركار، زيرفان موسى: “خلق إنزال تلك القوات الخوف والقلق عند سكان المنطقة”. يقع جبل خامتير في ناحية دركار التابعة لقضاء زاخو، ويبعد خمسة كيلومترات فقط عن القرى الآهلة بالسكان في ناحية دركار.
وأدت المواجهات بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي وتمركز قوات عسكرية تركية في جبل خامتير والقصف المستمر للمنطقة في الأيام الأخيرة فقط، إلى إلحاق أضرار مادية باثنتي عشرة قرية تابعة لناحية باطوفا، وإخلاء قرية بالكامل وهناك ثلاث قرى مهددة بالإخلاء.
ومنذ بداية القتال بين حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي داخل أراضي إقليم كوردستان، تم إخلاء 519 قرية، منها 363 في محافظة دهوك و118 في محافظة أربيل و40 قرية في محافظة السليمانية.