معهد اميركي: الحوار الاستراتيجي”انتصار” للطرفين.. كلاهما يحرصان على زيارة الكاظمي لواشنطن
رأت باربارا ليف، الزميلة الأقدم في معهد واشنطن، ونائبة سابقة لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون العراق، الإثنين (22 حزيران 2020) أن الحوار الاستراتيجي “انتصار” لكلا الجانبين، فيما اشارت الى أن كلاهما يحرصان على زيارة رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت ليف، بحسب موقع معهد واشنطن، “الحوار عبر تطبيق زوم، الذي أُطلق في 11 حزيران/ يونيو، يعتبر خطوة ناجحة وضرورية في المجال السياسي. وللتذكير، كان السياق السياسي العراقي محموماً، على الأقل منذ كانون الثاني/ يناير، بسبب الاغتيال المستهدف لكل من قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، والتصويت الرمزي في مجلس النواب العراقي على طرد القوات الأمريكية، ومحاولات فاشلة عديدة لتشكيل حكومة جديدة في بغداد، وجائحة “كوفيد-19″، والانخفاض اللاحق في أسعار النفط”.
وأضافت: “وفي واشنطن، سادت حالة من الغضب حول الاستهدافات المتواصلة التي تنفذها الميليشيات العراقية والتي أدّت إلى انسحاب موظفي حلف “الناتو” ودمج كبير للوجود العسكري الأمريكي، ناهيك عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الوشيكة والضغوط القائمة منذ فترة طويلة لإعادة القوات الأمريكية إلى وطنها”.
وأكملت: “وعلى الرغم من كل هذه المشاكل، أرغمت الجائحة المسؤولين بشكل قابل للفهم على حصر الحوار ببعض المسائل الاقتصادية والأمنية الأساسية. فبالنسبة للعراقيين، ساعد هذا الحوار على نزع فتيل السياسة المشتعلة المحيطة بفكرة تنظيم حدث ثنائي. كما ركّز على الأولوية التي يوليها البلدان للدعم الاقتصادي للعراق”.
وتابعت: “وبالنسبة للأمريكيين، ساعد الحوار على تعزيز شرعية المهمة العسكرية الأمريكية من خلال الاستشهاد باللغة الأصلية لـ اتفاقية وضع القوات الثنائية، ومؤخراً تبادل المذكرات الدبلوماسية لعام 2014 حول هذه القضية، مع التركيز على التأكيد على مسؤولية الحكومة العراقية في ضمان أمن هذه المهمة. كما وجّه هذا الحدث رسالة واضحة للشعب العراقي من خلال تكرار الدعم الأمريكي للانتخابات ومساءلة الحكومة. ومن هذا المنطلق، يمكن للجانبَين أن يصفا جوهر الحوار بأنه انتصار”.
واردفت: “ومع ذلك، لا يزال المسؤولون من كلا الجانبين يحرصون على رؤية الكاظمي يزور واشنطن في أقرب وقت ممكن، ويُعزى ذلك جزئياً إلى احتمال أن تؤدي مثل هذه الرحلة إلى دفع كل حكومة إلى تنفيذ وعودها والمساعدة على استئناف المحادثات العسكرية للحقبة الجديدة”.
ولفتت الى أن “دمج برنامج المساعدة الأمنية الأمريكية سيكون في إطار جهد أكبر لحلف “الناتو” أكثر استساغة من الناحية السياسية، لكن أعضاء التحالف سيرغبون أولاً في معرفة ما إذا كانت بعثة التدريب الأمريكية مستدامة وتحت أي شروط. وبالمثل، سيكون رد فعل المجتمع الدولي سلبياً إذا استمرت هجمات الميليشيات وإذا أدّت السياسة الأمريكية إلى التحفيز على سحب القوات”.
وفيما يتعلق بقضية الفساد، قالت إنه “يجب أن يركز رئيس الوزراء الكاظمي على إضفاء الطابع المهني والرقمي على القطاع المصرفي وتحديثه بهدف خلق بيئة تمنع انتشار الممارسات الفاسدة. ولم يعد السؤال المطروح ما إذا كانت الحكومة مستعدة للإقرار بالمشكلة، بل ما إذا كان بإمكانها حشد إرادة سياسية كافية لجعل السيطرة على الفساد على رأس أولوياتها.”