ثلاثة من كبار قيادات داعش يكشفون أسرار عن “سبايكر” قبل إعدامهم
نشر الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي تفاصيل عن قيادات داعش الذين أعطوا أوامر القتل وأسبابه في مجزرة سبايكر الشهيرة، عن اعترافات لقادة بارزين في التنظيم المتشدد يقبعون حالياً في السجون العراقية.
وقال الهاشمي في منشور عبر صفحته على فيس بوك اطلعت عليه(الاولى نيوز) ، “وجهت سؤالاً إلى ثلاثة من كبار قيادات داعش، في السجون العراقية، ممن ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام”.
وأضاف الهاشمي إن “الجواب الأول كان لمسؤول الهيئات والمناهج التعليمية لداعش، ابو زيد العراقي، والذي قال “من قام بأخذ ابو مسلم التركماني، ولا أحد يستطيع ان يعترض فهو مسؤول فرع العراق، وفرحة السيطرة على نينوى كانت بالنسبة له كفتح مكة، بل هي الحسنة التي تغفر له كل فعل متوحش يفعله،
من نفذ أوامر ابو مسلم التركماني، مجموعة كبيرة غالبهم من العراقيين ربما يقدر عديدهم بنحو 150-200، يختلفون تماماً عن المقاتلين الذين عرفتهم خلال فترة الزرقاوي وابو حمزة المهاجر، الذين عرفتهم كانوا قادرين على سرد تاريخيهم القتالي وصلاتهم بالعشائر والمساجد،
أما هؤلاء فغالبهم ممن يحكون قصصاً وحكايات متوحشة من افعالهم في جنوب نينوى وغرب صلاح الدين، علمت أن معظمهم من العناصر الوظيفية “المرتزقة” الذين أصبحوا بعد عام 2006 بلا جذور اجتماعية ولا عمل ولا اموال ولا هوية دينية واضحة، وكان ايمانهم الضعيف الحديث جاء عن سماعات خطب رديئة زرعت في نفوسهم الكراهية للشيعة وكل من هو ليس بمسلم سني،
كانت تلك الخطب هي السند الوحيد الذي يبرر لهم تلك الوحشية في غدر الأسير والتمثيل بجثته”.أما الجواب الثاني فكان من رئيس اللجنة المفوضة لتنظيم داعش عبد الناصر قرداش أثناء وجود البغدادي،
الذي قال، “لم اشاهد حادثة سبايكر كنت يومها والي المنطقة الشرقية في سورية وهي من جنوب الرقة وحتى شرق نهر الفرات، لكن سمعت أن القرار أحادي اتخذه ابو مسلم التركماني، ومعه القسم الأمني المسؤول عنه أبو جرناس رضوان الحمدوني، ابو مسلم التركماني بعد سبايكر التقيت به في الرقة،
وكان يقول: ان اكثر عملية بعد السيطرة على نينوى غيرت مسارات الحرب وارعبت السنة والشيعة هي سبايكر، فكثير من القرى والمدن سقطت بعد سبايكر، بايدي قوة صغيرة من مفارز التنظيم،
وهذا الرعب كان احد اسبابه هو سبايكر، فلاول مرة منذ 10 سنوات يسيطر عناصر التنظيم على قرى ومدن الصحوات والعشائر المرتدة بدون أن يجدوا من يقاومهم، وكان هذا ما جعل القوات الحكومية تستغرق وقتا طويلا من أهوال صور الاعدامات التي نشرت.
لم يكن لدينا فرصة ان نفكر الا في الوصول الى شمال بغداد واخراج السجناء من سجن التاجي، ولم نفكر ولو لحظة واحدة ان عشائر الضلوعية والدجيل وبلد وسامراء سوف يقفون مع الفصائل المسلحة الشيعية لمنع تقدمان نحو سجن التاجي،
ولذلك رفضنا فكرة ابقاء 500 من طلاب سبايكر من أجل عقد صفقة مع حكومة بغداد لاطلاق سراح سجناء التنظيم في السجون العراقي”.
وكان الجواب الثالث لعديل البغدادي وامين سره وساعي بريده محمد علي ساجت، ووالذي أشار إلى أنه، “كنت في جنوب الرقة قريباً من البغدادي ولم اطلع عن كثب على واقعة طلاب سبايكر، لكن سمعنا الاخبار من الراديو،
والبغدادي كان يسجد فرحا بهذه الاخبار، اخبار ان مفارز التنظيم اصبحت على الاسوار الشمالية لبغداد، لم اسمع من البغدادي الذي كان بقربه ابو محمد العدناني وابو محمد فرقان الا تبادل التبريكات والتهاني،
يخططون لأمر كبير، وطلب منا البغدادي ان نوصل رسائل الى جميع قادة الشرقية وعليهم التوسعة على الناس بالمال فرحا، سبايكر كانت تعني للبغدادي جيش الرعب الذي يقود مسيرتهم الى بغداد،
وابو محمد فرقان مسؤول الاعلام المركزي كان له صوت جميل ينشد الاناشيد فرحا باقتراب مفارز التنظيم من شمال بغداد، وكانوا يحضرون لاقتحام معسكر وسجون التاجي، ويخططون الى قطع طريق مطار بغداد الدولي،
لا اذكر الكثير عن سبايكر هذا فقط ما اسعفتني به الذاكرة، بالنسبة لي سبايكر وحشية مفاجئة لم يخطط لها، كان قرارا ارتجاليا لأبي مسلم التركماني ولمساعده رضوان الحمدوني، فقد كان واضحا ان قرار التركماني قد نجح في إرهاب عشرات العشائر ومئات القرى التابعة للصحوات من اخفاء سلاحها وأن يخيف مدن كبيرة في صلاح الدين،
وكانت هناك خطب رنانة وحماسات لخطباء الجمعة من انصار التنظيم تبرر وتشيد بعملية سبايكر، ففي الايام الاولى من سقوط نينوى، البغدادي كان يميل الى هكذا عمليات شديدة القسوة والوحشية من القتل بالغرق والاحراق وقطع الرؤوس والرمي من شاهق .
حيث كان يزعم أنها فرصة التمكين بالرعب ولا بد من استثمارها ونشرها إعلاميا وعلى الهيئات الشرعية برهنت ذلك بالادلة والنصوص”.
يذكر أن “مجزرة” سبايكر تحمل اسم قاعدة عسكرية قرب مدينة تكريت على بعد 160 كلم شمال بغداد، حيث أقدم مسلحون من داعش على خطف المجندين في يونيو 2014، قبل إعدامهم الواحد تلو الآخر ورميهم في النهر أو دفنهم في مقابر جماعية.