ليلة تعرية الغنوشي.. اتهامات بالكذب والعمالة وتقسيم التونسيين
واصل البرلمان التونسي، في الساعات الأولى من صباح الخميس، جلسة مساءلة رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، وسط اتهامات له بأنه “عميل لتركيا وقطر” والتسبب في تقسيم التونسيين.
واستمر مجلس النواب التونسي في جلسة مساءلة الغنوشي لأكثر من 16 ساعة، وذلك منذ انطلاقها صباح الأربعاء.
ولم يتمكن البرلمان التونسي من المصادقة على اللائحة المتعلقة برفضه التدخل الخارجي في ليبيا ومناهضته لتشكيل قاعدة لوجستية داخل التراب التونسي لتسهيل تنفيذ هذا التدخل.
ولم يستطع مجلس النواب من تحصيل 109 أصوات لتمرير هذه اللائحة، واستقر التصويت عند 96 صوتا موافقا و68 نائبًا معارضا و7 أصوات متحفظة.
كذب إخواني
وخلال مداخلتها في جلسة المساءلة، الخميس، اتهمت عبير موسى عضو البرلمان التونسي الغنوشي بـ”الكذب” على الأعضاء فيما يخص اتصاله بأطراف ليبية.
كما اتهمت موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر (صاحبة مبادرة المساءلة)، الغنوشي بالانتماء للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مؤكدة أنه لا يشرف برلمان تونس التي أسس استقلالها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
وكشفت موسى علاقات الغنوشي مع شخصيات متهمة بالإرهاب على غرار يوسف القرضاوي وعدد من شخصيات التنظيم التي تؤمن في أدبياتها بالعنف على غرار الإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج.
وتعهدت بمواصلة حزبها النضال للإطاحة براشد الغنوشي الذي يتخابر مع تركيا والتنظيمات الإرهابية في ليبيا ضد مصلحة الأمن القومي التونسي.
ودعت في نفس السياق كل القوى المدنية التونسية إلى التوحد في فكرة واحدة ضد المد الإخواني واستراتيجيات حركة النهضة، مذكرة بأن الغنوشي خدع التونسيين وهو يحمل في سجله ارتباط برشقهم بالزجاجات الحارقة في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
وتحدث عبير موسى عن مراحل الفشل الإخواني في إدارة الدولة التونسية، مشيرة إلى أن فترة حكمهم أدت لانتشار الإرهاب ولذبح الجنود في جبل الشعانبي غرب البلاد.
تعرية الغنوشي
منجي الرحوي عضو البرلمان التونسي عن حزب الوطنيين الديمقراطيين أكد بدوره أن جلسة مساءلة الغنوشي في البرلمان رفعت عنه الغطاء؛ حيث وجد نفسه عاريا سياسيا وفكريا أمام الرأي العام المحلي والعالمي.
وقال الرحوي في حديث اطلعت عليه (الاولى نيوز) إن الغنوشي اكتفى فقط بالهروب أمام سيل الانتقادات، موضحاً أن إجاباته غير مقنعة بخصوص ارتباطاته المشبوهة مع تركيا وحكومة الوفاق غير الدستورية برئاسة فايز السراج في ليبيا.
واعتبر الرحوي وجود الغنوشي على رأس البرلمان خطر على الأمن القومي التونسي ، نظرا لشبكة علاقاته المشبوهة مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
هروب من الاعتذار
أما عضو البرلمان فيصل التبيني فقال بدوره إن رئيس مجلس النواب لم يفهم تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد التي قال فيها إن تونس لها رئيس واحد في الداخل والخارج.
وأضاف التبيني: “أعتقد أن رئيس مجلس النواب لا يريد أن يعتذر على الرغم من الخطأ الذي ارتكبه، وهذا الخطأ مقصود والهدف منه تنفيذ أجندته”.
ولم يكتف التبيني بذلك بل اتهم رئيس البرلمان راشد الغنوشي بأنه “عميل” لتركيا وقطر.
تقسيم التونسيين
في الوقت نفسه، حذر عضو مجلس النواب التونسي وليد الجلاد من السياسة البرلمانية لرئيس المجلس راشد الغنوشي أدت إلى تقسيم الشعب التونسي.
ووجه الجلاد حديثه للغنوشي، قائلا: “سياساتكم أدت إلى عجز في الميزان التجاري بين تركيا وتونس”، أي لصالح أنقرة.
ولفت إلى أن رئيس البرلمان التونسي يحاول تحويل المجلس إلى مؤسسة موازية لرئاسة الجمهورية وهذا تعدي ومخالف للدستور.
سياسة المحاور
بدوره، اعتبر عضو البرلمان التونسي حاتم المانسي أن مكالمة الغنوشي لفايز السراج الهدف منها الزج بتونس في سياسة المحاور في ليبيا.
وقال: “زيارة الغنوشي إلى رجب طيب أردوغان في أنقرة تحدٍ صارخ للرئاسة التونسية وسطو على صلاحياتها”.
ولفت إلى أن الغنوشي لم يفرق بين دوره كرئيس لبرلمان وكرئيس لحركة سياسية (النهضة الإخوانية) يطغى عليها الجانب العقائدي وهذا ما سيجلب الويلات لتونس.
وشدد على أن إزاحة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان التونسي أصبحت أمرًا مستعجلا ومطلبا لا هوادة فيه.
ومن المنتظر أن تستمر جلسة مساءلة الغنوشي إلى ساعات متقدمة من يوم الخميس دون انقطاع، فيما شهد محيط البرلمان الخارجي وقفة احتجاجية لعديد نشطاء السياسة للمطالبة بتنحيه.
وشهدت أروقة البرلمان التونسي بمناسبة جلسة مساءلة رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، مشادات كلامية ومناوشات بين نواب الإخوان وباقي الأحزاب، والعديد من الاتهامات الموجهة لزعيم إخوان تونس بشأن تحركاته الخارجية المشبوهة واتصالاته التي باتت تهدد وتغضب التونسيين وتهدد دبلوماسية بلادهم.
متابعة / الاولى نيوز