تقارير وتحقيقاتحوار حر
عصام حسين يكشف لـ”الاولى نيوز” سبب الفجوة بين الناشط المدني والسياسة
الاولى نيوز/ خاص
في حوار لـ”الاولى نيوز” مع الناشط المدني عصام حسين
منذ فجر الانسانية و الصراع يتكرر جيل بعد اخر بين قوى الاستبداد و التسلط على الشعوب و المجتمعات وبين النخب الفكرية التي تريد للشعوب ان تكون صاحبة السيادة تمارس دورها الاصيل و بحرية في اختيار من يحكمها و حتى في عهد الديمقراطية و حقوق الانسان الذي انتج قانون دولي في حقوق الانسان و اتفاقيات و معاهدات دولية اخذت به الدول المختلفة في دساتيرها و قوانينها الوطنية بقى هذا الصراع مستمرا فتارة نرى قوى الاستبداد وفي غفلة من الزمن تسيطر وتصادر حقوق الشعوب وامالها في مستقبل مشرق وتارة نرى الشعوب تنتصر لحقوقها و تجبر الحاكمين على الانصياع لطموحاتها و حقها في غد افضل.
*من هو الناشط المدني؟
-
الناشط المدني: هو عمل يقوم به فرد او عدة افراد يهدف الى احداث تغيير سياسي واجتماعي وتنبيه المجتمع للاخطار المحيطة به ويكون دائما مزعج للسلطات حتى يصل الى الاهداف التي يريد غرسها في المجتمع من رفاهية وتطور. مبينا ان الناشط المدني لا يهتم لأي مضايقات يتعرض لها من السلطات من خلال دعوى قضائية او التهديد بالاعتقال وغيرها شرط ان يكون غير منتمياً لأي جهة سياسية وباحثاً عن معاني الكلمات وما وراءها ، وايصال معانيها الى الجماهير بكل شفافية وامانة .
*ماسبب الفجوة بين الناشط المدني والسياسي؟
-
واكد عصام ان الفجوة بين الناشط المدني والسياسي معروفة, لان الاول بعيداً عن الحقيقة ، ويحاول ان يصنع واقع غير حقيقي للجماهير فهو ينزعج دائما من الناشطين الذين يبينون الحقائق للجماهير ينشرون الوعي يعترضون على افكار السياسيين التي غالبا ما تكون لصالح ترسيخ سلطتهم والسيطرة على الجماهير فالناشط الحقيقي هو الذي يحاول فك الاغلال عن الجماهير وتنويرها ويكون دائما باحث عن الاشياء التي يريد السياسي ان يجعلها دائما مجهولة للجماهير ، ويعرف الجماهير بهذا المجهول ومن الطبيعي ان تحدث فجوة كبيرة بين السياسي الذي يفكر بمصالحه الخاصة ولا يهتم ان يمرر هذه المصالح عن طريق التضليل وبين الناشط الذي يحاول دائما رفع ستائر التضليل وتقديم الحقيقة كما هي.
*ما هي المدنية التي يحاول أن ينشط فيها؟
-
المدنية هي نظام اجتماعي مبني على العدالة واحترام القانون ، فالمدنية مجموعة قوانين تحكم العلاقات بين الافراد والعلاقات بين الافراد والسلطة ، والناشط المدني دوره هنا هو تبيان هذه العلاقة والحقوق التي يتمتع بها الفرد تجاه القانون والسلطة وحقوق السلطة والقانون تجاه الفرد ويحاول ان يفك اي اشتباك يحصل بين السلطة والفرد من خلال التدخل المباشر او صناعة رأي عام اذا كانت هناك مظلومية تعرض لها الفرد ، او تجاوز الفرد على سلطة القانون ، الناشط المدني يجب ان يكون دائما مع القانون ان كان منصفا بحق الفرد وضد القانون الذي يحاول تقييد حريات هذا الفرد.
*ما الرسالة التي يحاول الناشط المدني توصيلها ؟
-
عمل الناشط المدني بحد ذاته رسالة يؤديها تجاه الجماهير ، هو يحاول دائما ان يبين الثغرات في الخطاب السياسي الوقوف بوجه الافكار الدخيلة في المجتمع مثل الطائفية والعرقية ويحاول ايقافها نتيجة عمل بعض الفعاليات التي تجمع اطياف الشعب العراقي وكذلك الحملات الخيرية التي تساعد النازحين والمهجرين من كل الطوائف ، وصف الفساد الذي ينتشر بشكل كبير في مؤسسات الدولة وينبه الجماهير لخطره ، الناشط المدني يجب ان لا تحده حدود في عمله يكون شامل بأفكاره لا يغادر صغيرة او كبيرة حتى يضع له فيها رأيا ، الناشط المدني يجب ان يكون عبارة عن رسالة واعية تمشي على الارض .
*ما سبب الادعاءات الاخيرة بحق الناشطين المدنيين ووصفهم بـ”الملحدين” كيف تتعامل معهم؟
-
واوضح ان كلمة “ملحد” للناشط المدني هي كلمة تهدف الى تسقيط شخصه والاساءة الى عمله ووضع له صفات خاصة تهدف الى ابعاد الجماهير عن الناشطين المدنيين خصوصا ان المجتمع العراقي متدين اغلبه ولديهم حساسية مفرطة تجاه هذا العنوان ، فالذي يجري اليوم من اتهام الناشطين بشتى الاتهامات يعتبر قمع فكري ، عزلهم عن المجتمع تشويه سمعتهم امام الاغلبية الاسلامية والنتيجة عدم استماع الجماهير لهم، ان يكونوا بعيدين دائما عن هذه الجماهير حتى لا يصل صوتهم لهذه الجماهير ، فالساسة يعتبرون اي ناشط او مفكر او مثقف هو خطر عليهم، خطر على وجودهم ، لذلك يتعمدون توجيه هذه الاتهامات مثل الالحاد او مثليي الجنس او ينشرون الانحلال رغم ان الناشطين المدنيين القسم منهم متدينين والاخر علماني يؤمن بوجود الله لكنه يدعوا لفصل الدين عن السياسة ، وحتى الملحدين هم في النهاية مواطنين ويجب احترام خصوصياتهم وعدم التعدي عليهم جسديا بل هم يحملون افكارهم الخاصة ويجب مجابهتهم بالافكار وليس بالقمع او القوة.
*ماسبب عدم تشريع قانون لحماية الناشطين المدنيين ؟
-
وعزا عصام الى غياب تشريع قانون لحماية الناشطين المدنيين محملاً بعض الاحزاب والكتل السياسية والحاكمة عرقلة تشريعه لانها تتكلم بأمور بعيدة عن توجهات تلك الاحزاب بل تريد جهات تتكلم لصالحها من اجل ضبط الجماهير لصالح تلك الاحزاب والحصول على تأييدها ، لذلك هم لا يضمنون ان يكون الناشط المدني يعمل لصالحهم وربما يساهم هذا الناشط بحركة تمرد ضد هذه الاحزاب او يفند اطروحاتهم وافكارهم او يصنع رأي عام ضدهم وهذا ما ترفضه السلطات والاحزاب رفض قاطع
لذلك لم يشرعوا هذا القانون حتى يكون الناشط المدني دائما في خطر ان تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها الاحزاب لصالحها ويكون عرضة للاعتقال او التغييب القسري وربما الاغتيال ، لذلك الهدف الرئيس في عدم تشريع القانون هو ان يعيش الناشط دائما في خوف وان لا يكون مزعج كثيرا لتلك الاحزاب ويكون هادئ جدا يعتني فقط في الامور الخيرية ويبتعد نهائيا عن نقاش السلطة وفسادها وفشلها.
*ما هو اصعب موقف صادفك كناشط مدني ؟
-
اصعب موقف خلال احدى التظاهرات عندما تم ضربنا بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي حيث شاهدت بعيني سقوط المتظاهرين ما بين جريح وشهيد او حالة الاغماء نتيجة استنشاق الغاز كان الموقف رهيبا وضعنا بين كماشة الغاز والاعتقال ففضلنا الغاز والرصاص الحي على الاعتقال ، كان موقفا صعبا حينها بالكاد انقذت نفسي من الاعتقال حينها .
*ما الدافع الرئيسي الذي جعلك ناشط مدني ؟
-
ان وضع البلد لا يسر احد ، حيث تم تدمير كل أسس التطور من تعليم وصحة وتغير اخلاقيات المجتمع من خلال الفساد الذي اصبح ثقافة عامة تقريبا وانتقلت عدواه الى كل مفاصل الدولة والفشل الحكومي في تدارك كل هذه الامور ، وانعدام الامان بسبب الصراعات السياسية ، حقيقة وجدت نفسي في عمق هذا الصراع وهذه المأساة لاني كمواطن عراقي يقينا اشعر بالقلق حالي حال كل عراقي لهذا السبب توجهت لإكون ناشط مدني مدافع عن حقوق العراقيين مزعج للسلطة دائما وللاحزاب ، واحراج السلطة من اجل تلبية مطالب الجماهير والقضاء على الفساد والصراعات السياسية ، التي هي مدخل الى التطور والرفاه لهذا الشعب المغلوب على أمره نتيجة تعرضه لابشع الجرائم الاعلامية التي صنعت له قناعات هجينة لم تكن في حساب هذه الجماهير يوما ما لهذه الاسباب قررت ان اكون ناشط مدني.