600 دار ينشر والعراق يقرأ في معرض بغداد الدولي للكتاب
انطلقت فعاليات معرض بغداد الدولي الكتاب الذي يقام على ارض معرض بغداد الدولي في المنصور ببغداد بمشاركة 600 دار نشر عربية ومحلية واجنبية توزعت على قاعتين كبيرتين شهدت حضورا جماهيريا ملفتا في أول أيام المعرض.
لا حديث في معرض بغداد للكتاب سوى حديث الكتب التي ارتفعت باعدادها الهائلة على الرفوف واصطفت على المناضد فيما كانت العيون نهمة تتطلع الى العناوين الكثيرة بالاشكال والاحجام والالوان المختلفة، اذ عرضت دور النشر مجموعة كبيرة من الاصدارات الفكرية والثقافية والعلمية والتخصصية الجديدة والمتميزة ، والجموع ما بين ناظر متأمل وآخر يقلب الصفحات، فيما الزائرون يتجاذبون اطراف الاحاديث عن الكتب الجديدة والمميزة وافكاره.
وزارة التجارة قالت في بيان صحفي تلقته ( الاولى نيوز) ان فعاليات معرض الكتاب انطلقت “برعاية رئيس الوزراء حيدر العبادي، وتحت شعار (نقرأ لنرتقي)، بمشاركة 600 دار نشر محلية وعربية وعالمية من 18 دولة، هي العراق وبريطانيا وإيران وتركيا والجزائر وتونس وليبيا ومصر وإيطاليا وسوريا ولبنان والأردن واليمن والسعودية والكويت وقطر والإمارات العربية والهند”.
وبينت ان المعرض “نظمه اتحاد الناشرين العراقيين، ومؤسسة (صدى العارف) للمطبوعات، وبالتنسيق والتعاون مع الشركة العامة للمعارض العراقية، بحضور الامين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق واعضاء السلك الدبلوماسي وعدد من المسؤولين، وسيستمر لمدة عشرة أيام”.
وقال العلاق في كلمة له خلال الافتتاح ان “معرض بغداد للكتاب هو مربد لالتقاء الادباء وصناع الكتاب، ونافذة مهمة يطل من خلالها المثقفون على العلوم والثقافات الاخرى من خلال القراءة التي تعتبر عالم لصناعة المستقبل والتي يمكن من خلالها بناء جيل مثقف”.
واضاف انه “بعد انتهاء الدورة السابقة لمعرض الكتاب كان هناك تخطيط وتنسيق لتحقيق جزء من مطامحنا لايصال نتاجات الفكر العراقي والعربي والعالمي وطرحه على ارض معرض بغداد للكتاب وتقديمه لجمهور القراء والادباء وعمل جو من التلاقح الفكري مع ضيوفنا من باقي الدول”.
كان الملفت ان المعرض افتتح من دون اعلانات كثيرة في بغداد كما ان القنوات الفضائية ووسائل الاعلام الاخرى لم تهتم كثيرا به، فأغلب شوارع بغداد والشارع الذي يقع فيه المعرض ليست هناك بوسترات كثيرة للدعاية، لكن الغريب ان الجمهور حضر بكثرة وحسب رأي احدهم ان وسائل الاتصال الاجتماعي كالفيس بوك كانت مساحة واسعة للترويج والدعاية للمعرض.
الى ذلك، اكد مدير عام المعارض العراقية هاشم محمد حاتم، ان “معرض الكتاب يأتي بالتزامن مع الانتصارات التي حققتها وتحققها القوات المسلحة والاجهزة الامنية في تحرير الأراضي العراقية من عصابات تنظيم داعش الإرهابي، والذي اثبت للعالم بأن يد على الزناد ويد تكتب”.
واعتبر ان المعرض “فرصة حقيقية لدور النشر المشاركة بعرض مطبوعاتها في العراق التي تهتم بجميع الكتب والمنشورات الثقافية والعلمية وبكافة الاختصاصات لمواكبة التطور الحاصل في العالم”.
وتابع كما ان المعرض “رسالة محبة وسلام لكل دول العالم ودليل على ان العافية العراقية قد عادت الى طبيعتها من خلال الانفتاح على العلوم والثقافات الاخرى والاستفادة من تلك العلوم في بناء الدولة”.
فيما اشار رئيس اتحاد الناشرين العراقيين عبد الوهاب الراضي، الى ان “فعاليات المعرض ستشهد اقامة العديد من المؤتمرات والندوات خلال هذا الكرنفال ليكون مهرجاناً ثقافياً متميزاً في رفد الثقافة العراقية بما هو جديد من نتاجات العلماء والادباء”.
ودعا الجامعات والكوادر التدريسية والطلاب الى زيارة المعرض من اجل الاطلاع ومواكبة التطور العلمي في شتى المجالات من اجل الاستفادة من المعارف والعلوم وما توصل اليه العلم الحديث من تطورات هائلة.
ويستضيف المعرض من خارج العراق؛ الروائى الجزائري واسيني الأعرج، والروائى الكويتى سعود السنعوسى، والروائية الكويتية بثينة العيسى، والناقدة اللبنانية علوية صبح.
ومن بين الكتاب العراقيين المشاركين في المعرض ضياء جبيلي وميساء هادي، ولؤي حمزة عباس، ومحمد حياوي ومحمد خضير، وعلي بدر، كما يستضيف المعرض من خارج العراق؛ الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، والروائية الكويتية بثينة العيسى، والناقدة اللبنانية علوية صبح.
ويعتبر معرض بغداد الدولي للكتاب في دورته الحالية من أكبر معارض كتاب (بغداد) منذ تأسيس دوراته، اي منذ عام 1978 وحتى الآن.
وعلى صفحته بموقع فيسبوك كتب الروائي العراقي أحمد سعداوي صاحب رواية “فرانكشتاين في بغداد” الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في 2014 ”سعدت بسماع الأنباء أن أسماء مهمة وكبيرة في عالم الكتابة ستكون حاضرة في معرض بغداد الدولي للكتاب في فعاليات وأنشطة“.
وأضاف: ”هذه فرصة لأن تكون فعاليات المعرض تظاهرة ثقافية كبرى نشتاق لوجودها في بغداد اليوم.. مرحبا بصناع الجمال والإبداع“.
وكتب القاص العراقي أزهر جرجيس بصفحته على فيسبوك “ما يميز معرض بغداد للكتب هذا لهذا العام، ويجعله الأكبر من بين معارض الكتب العربية هو خلوه من كتب محظورة، إذ لا رقابة في بغداد على الكتاب ولا حظر ولا هم يشتكون. هذا فضلا عن أهمية الضيوف المدعوين، والعدد الكبير من دور النشر المشاركة“.
ويستمر المعرض في أرض معرض بغداد الدولي في المنصور حتى الثامن من نيسان القادم.
وبدأ المعرض كتقليد سنوي سنة 1979 حيث كانت الدورة الاولى التي اقامتها وزارة الثقافة العراقية واستمر بالدورة الثانية سنة 1983 ومن ثم دورات 1985 و 1987 واستمر، وكانت هناك توقفات بسبب الوضع الذي مر به العراق، ولكن بعد عام 2003 كانت هذه الدورة هي السابعة، وقسم من الدورات اقامتها وزارة الثقافة وقسم اخرى اقامها اتحاد الناشرين بالتعاون مع دار العارف للمطبوعات.