4 محطات تعطل تجديد موسيماني مع الأهلي
يعيش الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني لفريق الأهلي المصري، حالة من الشد والجذب مع إدارة النادي بشأن ملف تجديد عقده.
وينتهي تعاقد موسيماني مع الأهلي بنهاية الموسم الحالي، ولم ينجح النادي الأحمر في تجديد تعاقده حتى الوقت الراهن، رغم إعلان المدرب رغبته في الاستمرار، وإبداء ضيقه من عدم حسم هذا الملف رغم النجاحات التي حققها مع الفريق.
موسيماني الذي قاد الأهلي للحصول على لقبين في دوري أبطال أفريقيا ومثلهما في السوبر الأفريقي، لم يجد حرجا من انتقاد إدارة النادي علنا أمام وسائل الإعلام، عقب مباراة الفريق الأخيرة ضد المقاولون العرب، في كأس الرابطة المصرية.
وتستعرض “العين الرياضية” عبر التقرير التالي أبرز المحطات التي تعطل استمرار مسيرة “بيتسو”، والتي بدأت مع القلعة الحمراء في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
شعور بالظلم
رغم أن موسيماني أكد أكثر من مرة أن الخلاف مع إدارة الأهلي حول تجديد عقده لا علاقة له بالمال، إلا أن تقارير صحفية مصرية عديدة أشارت إلى اعتراض مسؤولي القلعة الحمراء على بعض البنود مثل الراتب والشرط الجزائي.
وزعمت هذه التقارير أن موسيماني يحاول تأمين موقفه المالي قدر الإمكان باشتراط توقيع عقد مدته عامين، مع شرط جزائي يضمن له صرف قيمة العقد بالكامل حال إقالته في أي وقت طوال مدة التعاقد.
كما أشارت وسائل الإعلام المصرية إلى أن المدير الفني للأهلي يريد زيادة راتبه بمبلغ يتراوح من 25 إلى 50 ألف دولار، في ظل أنه يتقاضى حاليا 125 ألف دولار.
من جانبه، يرى بيتسو موسيماني أن مطالبه مشروعة، لا سيما بعدما وضع بصمته في تتويج الفريق بلقب دوري الأبطال لمرتين متتاليتين، وإعادته لزعامة القارة الأفريقية بعد غياب دام 7 أعوام.
لسان متهور
أحرج بيتسو موسيماني إدارة النادي أكثر من مرة في وسائل الإعلام خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أغضب الجميع داخل القلعة الحمراء، وأولهم رئيس النادي محمود الخطيب.
موسيماني كسر تقاليد معروفة عن الأهلي بحديثه عن أخبار الفريق في وسائل الإعلام، مثل تصريحه بأنه لم يطلب إعارة اللاعب محمود عبدالمنعم “كهربا” إلى هاتاي سبور التركي، وأنه فوجئ بهذه الخطوة بعد عودته من رحلة أعياد الميلاد.
ورغم لفت نظر موسيماني بشأن هذه المشكلة، إلا أنه تجاهل كل التحذيرات بشأن ضرورة الالتزام بالحديث عن أمور معينة داخل الغرف المغلقة، ليخرج في مؤتمر صحفي يكشف فيه بعض كواليس التفاوض حول تجديد عقده.
أموال مهدرة
ووفقا لتقارير صحفية مصرية، انتبهت إدارة الأهلي أيضا إلى أزمة فنية أخرى تعطل التجديد لموسيماني، وهي عدم استفادة الفريق بشكل كاف من الصفقات الجديدة منذ توليه المسؤولية.
ويرى مسؤولو الأهلي أنهم لم يتأخروا في دعم الفريق، ولكن موسيماني كلف خزينة النادي أموالا طائلة في التعاقد مع لاعبين أجانب لم يستفد بهم الفريق، مثل الكونغولي والتر بواليا، والموزمبيقي لويس ميكيسوني الذي بدأ يخرج من حساباته تدريجيا، وقبلها إصراره على الاستغناء عن السنغالي آليو بادجي.
وحتى الآن، لم يستفد الفريق من اللاعبين حسام حسن، عمار حمدي، وكريم فؤاد، رغم انضمامهم مطلع الموسم الجاري بناء على رغبته، بينما كان “بيرسي تاو” الاستثناء الوحيد، حيث يعد من نجوم الأهلي هذا الموسم.
حرب باردة
ترى فئة كبيرة من جماهير الأهلي ونجوم النادي القدامى أن بيتسو موسيماني لم يطور أداء الفريق، وأن ألقابه الـ5 التي حققها، وقفت وراءها عوامل أخرى مثل التوفيق وهيبة “بطل القرن” مقارنة بمنافسيه.
وترجم محسن صالح، رئيس لجنة التخطيط بالأهلي، هذه الشكوك بتغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لمح فيها للهجوم على موسيماني.
وكتب صالح: “يا بخته من يدرب الأهلي”، واستعرض خلالها إحصائية رقمية لبطولات موسيماني مقارنة بمدربين سابقين للفريق مثل مانويل جوزيه، حسام البدري، محمد يوسف، خوان كارلوس جاريدو ومارتن يول وغيرهم.
محسن صالح حذف هذه التغريدة بعد نشرها بدقائق قليلة، وأشارت تقارير إلى أن ذلك جاء بعد تدخل مباشر من محمود الخطيب، رئيس النادي، وزملائه في لجنة التخطيط، أملا في احتواء الموقف، وعدم الدخول في حرب علنية ضد موسيماني.
ويبدو أن هذا التشكيك يدور بين الطرفين في الغرف المغلقة، وأخرجه موسيماني أيضا للعلن بقوله في مؤتمر صحفي: “نعم، لولا الأهلي لما حققت هذه الألقاب، ولكن لي بصمة أيضا، بدليل أنني حققت نجاحات لم يحققها مدربون آخرون رغم امتلاكهم فريقا مميزا وعملهم في ظروف مشابهة”.