250 كتاباً في القيادة
د. فاتح عبدالسلام
قرأت في كتاب جديد عنوانه (نموذج الصين) للكاتب الكندي دانييل بيل، عميد كلية العلوم السياسية والإدارة العامة في ابرز الجامعات الصينية انَّ القيادة هي مركز اهتمام السياسات في العالم، تتقدم على الصناعة والتجارة وامتلاك اليورانيوم والنفط ، وانه يوجد اكثر من 052 كتابا باللغة الإنكليزية عن موضوع القيادة كل عام، ماعدا الكتب باللغات الروسية والصينية والفرنسية والألمانية والإيطالية، وأجزم انه لا يوجد مدعي قيادة في بلدنا قد سمع بكتاب واحد منها. وانّ جميعها تعدد صفات القادة الجيدين ،كما لو كانت نفس الصفات، وربما يشترك جميع القادة للمنظمات الكبرى المنتجة للفعلين السياسي والاقتصادي في تلك الصفات ذاتها، التي تلتقي عند اتخاذ القرارات السليمة والاشراف على تنفيذها، وعدم اناطة التنفيذ لجهات لا علاقة لها بمسببات اتخاذ القرار . وانّ الصفة الثانية هي الاستجابة لمطالب أصحاب المصلحة. واللافت، انّ معظم الكتب التي كتبت في القيادة، كانت كُتبت خصيصا لعالَم إدارة الاعمال، وقليل منها كان يميز بين الصفات الواجب توافرها بين القادة السياسيين وقادة رجال الاعمال. في الخلاصات، لا يمكن تخيّل قائداً سياسياً يتحول الى قيادة بلد عظيم وعريق وموضع أطماع الاخرين القريب والبعيد هو العراق، ويكون هذا السياسي غير مستوعب لمعنى الإدارة الرشيدة ذات المصالح المتعددة كما تدار الاعمال الناجحة. وانَّ الخطأ الجسيم في العراق يتمثل في الوهم الذي يدفع كثيراً من السياسيين الى الاعتقاد انّ قيادته لحزبه، وهي أحزاب طائفية وفئوية في البلاد لا يوجد سواها ، تكفي لتكون مبرراً لقيادة العراق. ما يصلح داخل تلك الأحزاب ومعظمها ذات عُقد داخلية كارثية لا يصلح لكي يخرج ويكون مفروضا على البلاد. ربما نحتاج عقدين مقبلين لكي يتم انتاج قائد سياسي من عمق الأحزاب يستطيع الموازنة وإقامة التفاعل الإيجابي بين مرجعتيه الحزبية واطار الدولة الحديثة، لكن حتى نصل الى تلك النتيجة نحتاج الى عقول ذات فرادة، ليس مهما ارتباطها بالأحزاب المتداولة الان، بل انّ شرطاً أساسياً ألا تكون مرتبطة بالحياة الحزبية المتردية، وذلك من أجل الأخذ بيد البلد الى حافة أمينة وخط شروع مؤهل لولادة قادة للدولة من نتاج حزبي في يوم ما، لكنه ليس يوماً قريباً في كل الأحوال.