11 ايلول.. لحظة الحوار الدامي
شمخي جبر
كان يوم الثلاثاء 11 أيلول من عام 2001 يوما داميا، لا يمكن أن يغادر المخيلة الاميركية والغربية، بل عموم شعوب العالم حين استولى انتحاريون على طائرات ركاب أميركية وخربوا ما خربوا، مخلفين الآلاف من الضحايا.كانت لحظة الحادي عشر من سبتمبر لحظة قطيعة بين تاريخين، استمرت العقلية الغربية والاميركية تعيش آثارها حتى تحولت الى عقدة ما زالت تحكمها، فامتد تأثيرها الى صياغة أسس جديدة للعلاقة الخارجية الغربية مع العرب والمسلمين، فكان هذا الحدث مفصلا مهما يفصل بين عهدين من العلاقات الخارجية، فبرزت الحاجة الى ضرورة وضع أسس جديدة للعلاقة والحوار تختلف عن تلك الأسس، التي كانت قبل الحادي عشر من سبتمبر، فضلا عن انها اشبعت العقل اليميني الاوروبي والاميركي بصور عديدة للكراهية، لكل ما هو عربي ومسلم، حتى تحولت الى مادة دسمة في اعلامه وادبياته المشبعة بالكراهية للمهاجرين. فكانت مؤشرا الى بداية عصر جديد، حيث شهدنا في أعقابها الحملة ضد الإرهاب وضرب واحتلال أفغانستان والعراق وتهديد سوريا وإيران بالمصير نفسه.إن ما قامت به القاعدة والعصابات الارهابية الاخرى لا يمثل توجهات او متبنيات المسلمين ودولهم، بل يرفضونه لأنه يستهدفهم أيضا، وان ما يسميه المتطرفون فتوحات وغزوات نيويورك وواشنطن {إشارة الى إحداث الحادي عشر من سبتمبر} يسميه المسلمون أعمالا إرهابية لا تقدم أي شيء لقضايا المسلمين، بل تسيء لهذه القضايا. وعلى طريق زراعة الشك والريبة فان حلف الأطلسي وحتى قبل أحداث الحادي عشر من أيلول أعلن في بيان صدر عنه في 21 شباط 1992 بان الأصولية الإسلامية هي العدو القادم للحلف. ويقول بول ماري دولاغورس رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني الفرنسية واحد كبار المحللين الفرنسيين {ينطلق الاوربيون في تعاملهم مع الظاهرة الإسلامية عموما من خلفيات ثقافية وتاريخية ومن معطيات التقارب الجغرافي، وفي العموم يخشى الفرنسيون والاوربيون الظاهرة الإسلامية ويعدونها تهديدا خطيرا}. وكان لجهات غربية كثيرة أدوار معروفة في تأجيج وزراعة روح الكراهية والحقد ضد كل ما هو مسلم وعربي. كانت تلك اللحظة فارقة في تشكيل صورة المسلم والعربي في العقلين الاميركي والاوربي، والتي استغلت بشكل بشع في تنميطها واشاعة الكراهية ضدها من قبل اليمين في اميركا واوروبا، الذين حانت لهم الفرصة في صناعة عدو.