٩نيسان ..تساؤلات بلا أجوبة!!
مازن صاحب
لا يكتب التاريخ من وجهة نظر واحدة..ولا تسجل الاحداث بزاوية نظر لطرف واحد ..معضلة عراق ما بعد ٢٠٠٣ ان الاغلبية من الأطراف الفاعلة في العملية السياسية تريد قراءة وكتابة التاريخ من وجهة نظرها فقط.. وهذا ينتهي بالتأكيد الى تزييف صريح للحقائق.. وتجعل الأجيال المقبلة تنظر للواقع وما فيه كل بعين حزبه .فما هي الحقائق التي تدور ٣٦٠ درجة حول الاحتلال الامريكي للعراق ومشروع محو الدولة والمجتمع واستبداله بدولة ومجتمع جديد ؟؟ لا اعتقد هذه الأسطر القليلة يمكن ان تجيب على هذا السؤال الصعب ولكن يمكن تأشير بعض الانتباهات الأساسية ومنها : اولا : تكرار اخطاء النظام السياسي السابق لاسيما في غزو الكويت ومن ثم فرض الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية ادت الى شرخ كبير في واقع النظرية والتطبيق في فكر شمولي يروج للقومية العربية فيما انتهى الى حالة عداء مع العرب بتحشيد خليجي .ثانيا : لم تنجح احزاب المعارضة العراقية في اجتماع لندن الحصول على اعتراف المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن بل انتهى دخلوهم على ظهر الدبابة الأمريكية كقوات احتلال حسب طلب واشنطن نفسها .. وهكذا تحول نضال وجهاد احزاب المعارضه الى مجرد قوى وافقت على مشروعية الاحتلال واتذكر مقالة كتبها السيد عادل عبد المهدي بعنوان( دي فاكتو) بأهمية التعامل مع الواقع كما هو ما بعد اعلان قرار مجلس الامن باعتبار قوات التحالف..قوة احتلال. ثالثا : ما بعد التاسع من نيسان ٢٠٠٣ انتشرت شائعات الامل مثل ان البطاقة التموينية ستكون من من أربعين مادة … وان الحكومة ستوزع أرباح النفط على العراقيين … وان بغداد ستتحول الى نيويورك الشرق الأوسط..وووو الخ .وسرعان ما تحولت هذه الشائعات الى نيران حرب مستعرة بعنوان محاربة القوات الأمريكية ومن جهات كانت ضمن تحالف الاحزاب التي جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية ذاتها او استفادت من وجودها للمشاركة في مجلس الحكم ومن ثم الجمعية الوطنية التي تم تعيين اعضاءها لتشكيل اول لجنة لكتابة الدستور ..وجميع الاسماء ما زالت تقبض رواتب تقاعدية عن عمل لم يتجاوز العامين !! رابعا ،: بعد سنوات حصار اقتصادي عجاف رفعت الرواتب والاجور من دون توليد فرص عمل حقيقية بعقلية محطة وقود تبيع النفط وتوزع رواتب..فانتهت الصناعة والزراعة وانتشرت البضاعة المستوردة من أسوأ المناشيء ..ناهيك عن عدم العدالة في المساواة بين المنفعة الشخصية للمواطن العراقي الناخب والمنفعة العامة للدولة … وهكذا تحولت الديمقراطية التوافقية الى أسوأ نموذج لمفاسد المحاصصة. خامسا : لابد من التوقف عند محور المقاومة وتحديد هويته هل هي عراقية بحتة ام اقليمية ام دولية ؟؟ هذا احد ابرز المواضيع حساسية ..فالمخادعة السوقية في ركوب الدبابة الأمريكية ثم قتالها يحتاج الى فهم أن الموافقة على ركوب الاحزاب العراقية الدبابة الأمريكية لاحتلال العراق بعنوان التحرير الامريكي للعراق من حكم صدام الدكتاتوري… ثم مقاتلة ذات الدبابة الأمريكية انتهت الىان يدفع العراق ثمنا باهضا ..فهذه الدبابة لم تحتل العراق لعيون الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم بل لاتفاق مكتوب في مؤتمر لندن بحضور زلماي خليل زاده ما زال نافذا حتى اليوم والحوار الاستراتيجي صياغة تطبيقية له ..بموافقة ذات الاحزاب..وحتى الاعلام يتعامل بوضوح مع مواقف كردية او سنية في قبول بقاء دبابة الاحتلال كحقيقة واقعة لحماية المصالح الحزبية لامراء الطوائف السياسية..من تحت ذات الطاولة. خامسا : الخاسر الوحيد في كل ذلك هو المواطن الذي يتهم بشتى النعوت لانه عانى من حصار اقتصادي باطش وانتظر الفرج الذي لم يأت بل ارتفع معدل الفقر في دولة تمتلك ثاني خزين نفطي في الشرق الأوسط …ومواجهة مرايا الواقع المعيشي تكفي لكل من يريد مواجهة الحقائق ..اما من يروج لاجندات حزبية وضعت رجلها على او خلف الدبابة الأمريكية واليوم تعلن انها تقاتلها وتريد خروجها من العراق..الأفضلية ان تضع لقمة في بطن جائع ..والا ثورة الجياع مقبلة..ويصح القول ..على نفسها جنت براقش ..ربما لا تكف هذه الانتباهات .. وهناك الكثير حدا من تفاصيل التفاصيل ..لكن خلاصة القول ..المستقبل يطرق الابواب ..وعلى من يتصدون لسلطان الحكم قراءة الواقع من ٣٦٠ درجة وعدم النظر للمستقبل بعين واحدة ..ولله في خلقه شؤون!!