يوم العراة القريب ..البعيد
د. فاتح عبدالسلام
هناك مَن يقترح أن تكون لدينا حملة جمع تبرعات وطنية تسهم في تمكين الدولة ،التي لا تعترف انها مفلسة، لشراء اللقاحات من الشركات العالمية بدل الذهاب الى البنك الدولي لتمويل قرض يزيد أعباء البلد المنهك.
لكن ذلك المقترح لا يستقيم مع وجود شعب منهك أصلاً، ليس باستطاعته التبرع وهو بالكاد يجد قوت يومه في زمن كورونا أو في سواه .
كما أنه لا توجد في معظم المحافظات ضمانات تقي من الفساد في حملات التبرع ذاتها. والتجارب أثبتت ان دعاة الاصلاح هم أفسد خلق الله.ارقام الفساد المالي المهولة في العراق تجعل مبالغ شراء اللقاح زهيدة وتافهة لا قيمة لها. حيتان الفساد لم يصعدوا الى المريخ مع المسبار الامارتي ولا يزالون يتحركون تحت أغطية يستمدونها من الدستور تارةً ومن قدسية العملية السياسية المدنّسة تارةً أخرى وربّما من الحشد تارةً ثالثة . وفي حقيقة الامر انهم (مصاليخ) لا ساتر لهم من غضبة الشعب ، ينتظرون أيامهم الأخيرة، اذا جرى تزوير الانتخابات كما حصل طوال السنوات الماضية وعادت الوجوه السيئة الى صدارة المشهد .المفترض هو اطلاق حملة لاسترداد أموال البلد من الفاسدين المعلومين واخراجهم عراةً من تحت أغطية دستورية وهمية من أجل تمويل عاجل للقاحات الشعب الذي لا يدري متى يتلقى ثواب صموده تحت انواع المصائب في بلد يحمل اسمه ورايته وليس له فيه سوى الجوع والموت والمرض وكوارث الفاسدين الشاخصة.لا يمكن التحجج بنقص تمويل التعاقدات لشراء اللقاح للتغطية على التقصير في التأخير وعدم ايلاء الامر اهمية قصوى ربما تفوق أهمية الحروب.