يوسف الشريف ماهي شروطه..ومتى يمتلك الفنان رفاهية الاختيار ؟
أثارت تصريحات الممثل المصري يوسف الشريف، عن إملاء شروطه على شركات الإنتاج، مثل عدم لمس النساء أو المشاهد الجريئة، جدلا كبيرا في الوسط الفني المصري، إذ أكد عدد كبير من النقاد الفنيين أن قواعد الوسط الفني تغيرت، وأصبحنا نعيش في “عصر النجم”، حيث يتراجع دور المخرج ويصبح بطل العمل هو المحرك الرئيسي.
في مصر يمر الممثل بمرحلتين، الأولى يبحث خلالها عن الانتشار والشهرة، وفيها يرتفع سقف التنازلات، ولذا تجد أغلب النجوم لا يتفاخرون بالبدايات، ويتمنون حذفها من أرشيفهم الفني، أما المرحلة الثانية فتعني النجومية وامتلاك رفاهية الاختيار، وفيها يفرض الممثل شروطه على شركات الإنتاج ويختار ما يناسب قناعاته.
الفنان المصري يوسف الشريف منذ 5 سنوات تقريبا قفز للمرحلة الثانية، وبات نجما صاحب قاعدة جماهيرية عريضة، وسمح له وهج النجومية أن يضع شروطه في عقود الأعمال الفنية حتى يجبر المنتج على الوفاء بها.
المتابع لأعمال يوسف الشريف يكتشف أن هناك تغيرات جذرية طرأت على محتوى أعماله وطريقه أدائه، إذ قدم في مرحلة الانتشار عدة أفلام منها “7 ورقات كوتشينة، فتح عينيك، آخر الدنيا، وهي فوضي للمخرج الكبير يوسف شاهين”، وفي هذه الأعمال اقترب من النساء ولم يعترض على المشاهد الجريئة.
حين لمع نجم يوسف الشريف قرر أن يفرض قناعاته لذا راح يرفض المشاهد الحميمة، وحذف مشاهد الملامسة للنساء، وساعده على تطبيق شروطه أفول نجمه على شاشة السينما ونجاحه على شاشة التليفزيون، فالسينما أكثر حرية وأشبه بنافذة مفتوحة لكن التليفزيون يراعي فيه تقاليد الأسرة والقيم المجتمعية.
مؤخرا تصدر يوسف الشريف مؤشرات بحث جوجل بعد ظهوره مع الإعلامي رامي رضوان في برنامج “مساء دي أم سي” واعترافه بأنه يرفض المشاهد الساخنة وملامسة النساء في أعماله الفنية ويصر على كتابه شروطه في العقود، وانقسم المتابعون لفريقين الأول هاجمه بشدة ووصفه بالواعظ، و الثاني رأى أنه شخص محترم ولديه مبادئ.
في الموضوع تحدث الناقد الفني طارق الشناوي قائلا: “واضح جدا في أعمال يوسف الشريف الأخيرة ما اعترف به، فهو لا يرحب بهذه المشاهد، وأرى أن الفنان يمتلك رفاهية الاختيار عندما يصبح اسمه جاذبا للإعلانات”.
وتابع الشناوي: “بكل أسف قواعد المهنة تغيرت وبات الفنان هو صاحب الكلمة العليا أو بمعنى أخر صاحب العصمة، وطلباته كلها أوامر لا سيما إذا كان يراهن على قاعدة جماهيرية”.
وعلق المخرج علي عبدالخالق على الموضوع قائلا: “من حق أي إنسان أن يعمل ما يحب وأن يتمسك بأفكاره ويدافع عنها، خصوصاً إذا كنا نؤمن بحرية الرأى والإبداع، ولكن هناك سلبيات طالت المناخ الفني في مصر، وأبرزها أن الفنان بات هو النجم الأوحد، فهو أكبر من المخرج ورأيه أهم”.
وواصل عبدالخالق قوله: “في الماضي كان المخرج مدير العمل والممثل ينفذ رغبته، لكن بكل أسف تغيرت القواعد، لذا لا أندهش عندما أجد الممثل يتدخل في السيناريو والإخراج”.
من جانبه، كشف الإعلامي رامي راضوان في حواره مع “إذاعة إنريجي” عن سبب التحول الذي طال يوسف الشريف قائلا: “في فيلم (هي فوضى) أخذ يوسف والده ووالدته لحضور العرض، لكنهما شهدا مشهدا ضايقهما، لذا قرر يوسف من تلك اللحظة أن يعيد التفكير في مساره الفني”.
الاولى نيوز-متابعة