يوجد فرق بين اختلاف وإجرام
مهدي قاسم
غالبا ما نقرأ إشارة أو تنويها من قبل هذا أو ذاك حول تقبله الاختلاف مع الآخر ، طبعا هذا التقبل للاختلاف مع الآخر أمر حسن ومحمود في معظم الأحيان ، لأنه قد يكون دليلا على الرقي الحضاري والنضج الفكري على صعيد التعامل مع مختلف المواقف والآراء التي لا تحاذي السلوك الإجرامي أو الخيانة الوطنية ..لهذا ……. فليس دائما ، ولا في كل الأحوال ، يمكن تقبل شتى أنواع وأشكال الاختلاف على عواهنها ..إذ لا يمكن تقبل سلوكا سياسيا إجراميا ، ذات نتائج تخريبية وخيمة ، وفوق ذلك ، مصاحبة بنهج خيانة وطنية سافرة ، والتي غالبا ما تكون متجسدة بالعمالة العلنية والتخادمية الذليلة للأجنبي تحت لافتة اختلاف سياسي أو اجتهاد عقائدي ..فهذا ليس اختلافا فكريا ، ولا وجهة نظر سياسية عامة ولا موقفا أيديولوجيا أم عقائديا ، لكي اتقبله أنا ، واضعا إياه في خانة الاختلاف الطبيعي والمعهود ، كحق مشروع من وجهة نظر ديمقراطية وتعددية دستورية ..لا أبدا …..إنما بالنسبة لي ، وربما لغيري أيضا ، فهؤلاء ليسوا خصوما سياسيين عاديين يتحتم عليَّ أن انافسهم فكريا أو سياسيا أو برامجا فئويا في حملات انتخابية ، بل هم ليسوا سوى مجرمين سياسيين من عصابات لصوص وسرقة واختلاس ومخربي وطن : اقتصادا ، صناعة ، زراعة ، صحة ، تعليما ، خدمات ، والخ ، فضلا عن كون بعضهم ــ مثلما أسلفنا ــ خونة وعملاء يخدمون مصالح الأجنبي على حساب تخريب وتحطيم مصالح العراق الأساسية والحيوية .فمفهوم الاختلاف ربما يتسع لكل شيء ما عدا للإجرام والعمالة والخيانة الوطنية ..بدليل عندما يكتشفون في الغرب أو الشرق عميلا أو جاسوسا لبلد أجنبي على حساب إلحاق الضرر بمصالح الوطن الأم ، فيعتقلونه ليخضع لعقوبة سجن طويلة..مهما اعتبر هو سلوكه أو تصرفه هذا ضربا من ضروب اختلاف أو اجتهاد ..