مقالات

“يقتل القتيل و يمشي منتحبا خلف جنازته !!”

الكاتب : مهدي قاسم

حذر حيدر العبادي من كون العراق يقف أمام عجز مالي كبير
قد لا يستطيع أن يوفي بالتزاماته المالية بسبب النقص الكبير في الميزانية العامة و الناتج عن انخفاض أسعار النفط ، فيا ترى ماذا فعل حيدر العبادي عندما كان رئيسا للحكومة لتجنب هذا المطب الذي كان متوقعا الوقوع فيه في أية لحظة ممكنة ، و بالمناسبة وقد كتبنا مقالات
عديدة على هذا الصعيد منبهين ، محذرين ، معظم الحكومات السابقة والراهنة أيضا بعدم انتظار وقوع الأزمة المالية العاصفة التي لا يمكن مواجهتها إلا باقتراض مجحف ومقيد للاقتصاد العراقي :

إذ قلناه مرارا في عمودنا اليومي في صحيفة صوت العراق
، حتى عندما كان حيدر العبادي رئيسا للحكومة مطالبين بعدم الاعتماد على اقتصاد الريع النفطي ذات مصدر دخل واحد مشكوك بسلامة استمراريته أو ثبوته الدائم من حيث كونه سيكون معرضا لاهتزازات و ارباكات دائمة على أثر أية أزمة أو هزة سياسية أو اندلاع بؤر حروب و معارك
قد تحدث هنا وهناك في أرجاء العالم و لا سيما في منطقة الشرق الأوسط الساخنة دوما ، إنما يجب تنويع مصادر الدخل الوطني الأخرى من خلال إعادة الحياة إلى قطاعي الزراعة والصناعة وتأهيلها للعمل والإنتاج بمكننة وتقنية عصرية ، فضلا عن تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية
لإنعاش وتنشيط الأسواق المحلية ، و كذلك لإنعاش السياحة غير الدينية أيضا ، إضافة إلى تشديد الرقابة على منافذ الحدود والموانئ بهدف ضمان و حماية الواردات المالية الناتجة عن الكمركَة والجباية الأخرى ، تمهيدا و سعيا للتنمية الاقتصادية المتعافية والمستدامة ، ولكن
عبثا ، فمشكلة هؤلاء الساسة والزعماء لا يتذاكون إلا بعدما يكونون خارج السلطة ، فآنذاك نجدهم قد أصبحوا بين ليلة وضحاها عباقرة سياسيين في منتهى الذكاء والشطارة والبراعة ، بل و يصبحون حريصين ومخلصين إلى حد يحذرون و يقترحون و يقدمون برامج و خطط وتصورات إنقاذية
للوضع المأزوم !!، إذ فمن منا لا يتذكر مقالات أبو العدس الشاطرعادل عبد المهدي التي كان ينشرها في صوت العراق أحيانا و كذلك مقالات وزيرالنقل السابق كاظم حمامي فنجان أو محمد توفيق ، هذا فضلا عن تصريحات نائب رئيس وزراء السابق المشتبه به بكثرة الفساد ضياء الأعرجي
الذي يحتل الآن الفضائيات متذاكيا ، شاطر ا ، وسياسيا عبقريا !!، منتقدا الوضع السياسي الراهن و كأنه لم يكن جزءا منه لسنوات طويلة دون أن نذكر غيره من فاسدي ولصوص المنطقة الغبراء…

حقا فهؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل :

ـــ يقتل القتيل و يمشي منتحبا خلف جنازته !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى