يحيى رسول : سجون “قسد” تضم نحو 2000 من عناصر داعش عراقيي الجنسية
أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العميد يحيى رسول، وجود نحو 2000 عنصر من تنظيم داعش، عراقيي الجنسية، ممن هربوا من معارك التحرير، داخل سجون قوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى أن عدد العوائل العراقية في هذه السجون، يقدر بنحو 30 ألف عائلة.
وقال رسول في لقاء خاص مع شبكة رووداو الإعلامية اطلعت عليه (الاولى نيوز) إن “القوات العراقي لا تحتاج إلى أي جندي من التحالف الدولي، من أي دولة كانت”، مستدركاً أن “الحاجة من التحالف الدولي تتمثل باستكمال القدرات التابعة للقوات المسلحة العراقية، فيما يخص التدريب والتسليح والتجهيز وفق أحدث المعدات والأسلحة”.
وأدناه نص اللقاء:
رووداو: ما هو برأيكم أسباب عودة هجمات خلايا تنظيم داعش، خصوصاً في محافظات كركوك والأنبار ونينوى وديالى وبابل؟
رسول: هذه الهجمات لا ترتقي لأن تكون عمليات مهمة، فتنظيم داعش فقد القدرة على السيطرة على بقع معينة من الأرض، وغالبية هذه الهجمات عمليات تعرضية وإطلاق نيران مباشرة وغير مباشرة، وأيضاً هنالك ضعف واضح بين عناصر التنظيم. القائد العام للقوات المسلحة وخلال زيارته إلى وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وهيئة الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب وقيادة العمليات المشتركة، وجّه بالاستمرار بالعمليات النوعية والاستباقية وتكثيف الجهد الاستخباراتي، لهذا أعتقد خلال الفترة التي مضت استطعنا القيام بعمليات نوعية، وكان على اثرها استهداف قيادات الصف الأول من التنظيم. أولاً بعملية نوعية واستخباراتية من قبل جهاز المخابرات الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب تم إلقاء القبض على المدعو “عبد الناصر قرداش” والذي يعتبر من أهم قيادات الصف الأول لتنظيم داعش، كما يعتبر بنكاً للمعلومات. وإضافة إلى ذلك، الضربة التي نفذت من خلال التحالف الدولي وفق معلومات استخباراتية داخل منطقة دير الزور السورية، وتم فيها استهداف المدعو “حجي تيسير” وقتله، والذي يعتبر من قيادات الصف الأول من تنظيم داعش، وهو مسؤول عن الكثير من العمليات الإرهابية وقتل المواطنين وعناصر من القوات الأمنية وأيضاً عمليات داخل الأراضي السورية. وكذلك العملية التي نفذت في منطقة العناز جنوب غربي بغداد، وتم فيها قتل المدعو “أبو صهيب” معاون الوالي العسكري للفلوجة، وأيضاً العملية النوعية في ديالى والتي تم فيها قتل أربعة إرهابيين وتعتبر عملية نوعية. ما تقوم به بقايا فلول داعش هي محاولة لإرسال رسالة إعلامية مفادها أنه متواجد وباستطاعته القيام بعملية هنا أو هناك، وهي لا ترتقي إلى العمليات المهمة أو التي يسيطر بها على بقع من الأرض. إضافة إلى ذلك انطلاق عملية “أبطال العراق – نصر السيادة” في مناطق بين محافظتي صلاح الدين وكركوك وباشتراك قطعات كبيرة وواسعة وبجهد استخباراتي وباشتراك القوة الجوية وطيران الجيش وطائرات التحالف الدولي، حيث تم في هذه العملية تفتيش مساحة تقدر بنحو 738 كم مربع، وحققت أهدافها وما خطط لها وفق المعلومات الاستخباراتية، من خلال قتل وإلقاء القبض على الإرهابيين، وتدمير مواقع الدعم اللوجستي ومخابئ الأسلحة والعبوات الناسفة وتدمير عدد من العجلات المفخخة ورفع الكثير من العبوات الناسفة. هذا التنظيم يحاول بين فترة وأخرى القيام بعملية تجاه المواطنين أو القطعات الأمنية، الغاية منها عملية إعلامية وإرسال رسالة على أنه متواجد، لكن لو وضعنا خطاً بيانياً بين العمليات التي تقوم بها قطعاتنا الأمنية وبين العمليات الإرهابية، سنرى هنالك ارتفاعاً كبيراً في العمليات العسكرية والنوعية التي تنفذها قطعاتنا، وهذا دليل على ضعف وانكسار عصابات داعش، لكن في نفس الوقت لازال في هذه الفلول وبقايا التنظيم القيام بعملية هنا أو هناك، غير أننا مستمرون بعمليات المطارة والملاحقة لغرض استئصالهم، وهذه العمليات لن تتوقف سواء الواسعة أو النوعية، أو عبر الضربات الجوية أو عمليات الإنزال بقوات محمولة جواً، ونرى يومياً ضمن موقف الحركات هنالك عمليات تقوم بها قطعاتنا في كل قيادات العمليات.
رووداو: كيف ترى نتائج زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الاخيرة الى كركوك، ولاسيما من الناحية الأمنية، على المناطق المتنازع عليها؟
رسول: وصول رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إلى مناطق جنوب وغرب كركوك ولقائه مع القطعات العسكرية المشتركة التي تنفذ عملية “أبطال العراق – نصر السيادة” وتجواله في هذه المناطق، حيث كانت توجيهاته هي الحفاظ على المواطنين وممتلكاتهم والتعامل معهم بكل احترام ومهنية، وهذا دليل على حرصه الكبير على هذه المناطق، كما أن العملية كانت دقيقة وناجحة، تم فيها استهداف فقط عناصر التنظيم الإرهابي، وهنالك جسور ثقة وهنالك ترحيب كبير من أهالي تلك المناطق للقوات المشتركة التي نفذت عملية “أبطال العراق – نصر السيادة”.
رووداو: الجهات الأمنية تعلن بين مدة وأخرى قيامها بحملات تطهير لمناطق تشهد عمليات كر وفر لعناصر تنظيم داعش، لكن نرى بعدها عودة هذه العناصر لشن الهجمات، هل من سقف زمني محدد للقضاء على فلول تنظيم داعش في البلاد؟
رسول: المعركة العسكرية انتهت وحققنا فيها النصر وطردنا العصابات وحررنا الأراضي العراقية بدماء جميع القطعات المشتركة من الجيش والداخلية والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر وجهاز مكافحة الإرهاب، وقدمنا الدماء الكثيرة وحققنا النصر، ما تبقى هي بعض الفلول التي تحاول الاختباء في مناطق بعيدة ونائية وذات طبيعة جغرافية صعبة، مثلاً سلسلة جبال حمرين ومكحول وقرة جوغ والصحراء المترامية التي تربطنا مع الجارة سوريا. نعم نحتاج إلى وقت، لكننا مستمرون ولن نتوقف بشن عمليات المطاردة والملاحقة، رغم كل الظروف التي يمر بها البلد من جائحة كورونا والوضع الاقتصادي والعملية السياسية. اليوم نرى مطارة لبقايا هذه الفلول، فجهاز مكافة الارهاب نفذ عدة عمليات في آن واحد وبضربات موفقة من قبل القوة الجوية وطيران الجيش، وفي بعض الأحيان التنسيق مع طائرات التحالف الدولي لاستهداف هذه العصابات الإرهابية، وحققنا فيها ضربة موجعة، في العملية الأخيرة لجهاز مكافحة الإرهاب تم تنفيذ 26 ضربة جوية من قبل طائرات التحالف الدولي على أوكار لعصابات تنظيم داعش في سلسلة جبال حمرين ومكحول وقرة جوغ ومناطق أخرى، تمكنا فيها من قتل 19 إرهابياً وتدمير 46 موقعاً للتنظيم ضمن هذه المناطق. اليوم معركتنا استخبارية تحتاج إلى الوقت، لكن في النهاية النصر سيكون حليف القطعات المشتركة العراقية.
رووداو: كيف ترى التنسيق بين الأجهزة الامنية العراقية ونظيرتها السورية، سواء الحكومية أو قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، لملاحقة عناصر داعش في الحدود بين البلدين؟
رسول: تربطنا حدود طويلة مع الجارة سوريا بحدود 605 كم، وهي ممسوكة بقطعات مشتركة من الجيش والحشد الشعبي وقوات الحدود، واجرينا تحكيمات وتحصينات كبيرة على هذه الحدود وأدخلنا التكنولوجيا في عمليات المراقبة المتمثلة بالكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة، وغضافة إلى ذلك هنالك انتشار للقطعات العسكرية الماسكة، وهنالك أبراج مراقبة وتوزيع الاسلحة الساندة. أيضاً نحن نركز على مناطق شمال شرق سوريا، حيث لازال هنالك تواجد للعصابات الإرهابية، وما يهمنا هو تأمين الأراضي العراقية وسلامة المواطن العراقي، لهذا نقوم بعمليات نوعية واستباقية ضمن المناطق القريبة التي تربطنا بالحدود مع الجارة سوريا. لدينا مركز تبادل معلومات استخباري رباعي، يضم العراق وسوريا وروسيا وإيران، وهذا المركز لازال يعمل، وهنالك عمل فيما يخص تبادل المعلومات الاستخباراتية. لازال في مناطق شمال وشرق سوريا خطر، وهنالك عدد كبير من الإرهابيين في معسكر الهول والسجون التابعة لقوات سوريا الديمقراطية. هذه المعسكرات تضم عراقيين وعرب وأجانب من جنسيات مختلفة، فعدد العراقيين فيها يقدر بنحو 30 ألف عائلة من عوائل ارهابيي داعش وتضم نساء وأطفالاً، إضافة إلى ذلك هنالك نحو 2000 عنصر عراقي من تنظيم داعش الإرهابي ممن هربوا من معارك التحرير داخل سجون قوات سوريا الديمقراطية، لذلك نولي اهتماماً كبيراً ونراقب بشكل دقيق الحدود التي تربطنا مع الجارة سوريا وخاصة في مناطق شمال شرق سوريا، وفي حال حاول هذا التظيم الإرهابي التقرب من الحدود العراقية سيلقى رداً قوياً وحازماً من قطعاتنا المتواجدة. لدينا الجهد الاستخباراتي وهنالك متابعة دقيقة، ونحن على أتم الاستعداد لاستهداف هذه العصابات الإرهابية، وفي حال تأكد لنا هنالك نية في التقرب من الحدود العراقية فنحن جاهزون وسنرد بقوة، ولن نسمح لهؤلاء بالتقرب من الأراضي العراقية.
رووداو: العديد من الجهات الرسمية ومنها لجنة الأمن والدفاع النيابية أكدت حاجة العراق إلى تواجد التحالف الدولي والقوات الأميركية، على الاقل من ناحية التجهيز والتسليح والتدريب والجانب الاستخباري، كيف ترى امكانية تحقيق هذه المساعدة من التحالف الدولي للقوات العراقية؟
رسول: موضوع بقاء التحالف الدولي من عدمه مناط بالحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي. كان للتحالف الدولي خلال عمليات التحرير دوراً كبيراً، وقدم اسناداً كبيراً لقطعاتنا في موضوع الضربات الجوية وتبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب والتسليح والتجهيز، ولازال هنالك تنسيق مع مستشاري التحالف الدولي. نحن لا نحتاج إلى أي جندي من التحالف الدولي من اي دولة بأن يحمل السلاح ويقاتل على الأراضي العراقية، فمن قاتل ومن حرر ومن مازال يطارد فلول العصابات الإرهابية هم أبناء القطعات العراقية المشتركة. لدينا تنسيق بموضوع تبادل المعلومات الاستخبارية والتصاوير الجوية والضربات الجوية وكذلك لدينا تبادل الخبرات في التسليح والتجهيز والتدريب مع حلف الناتو. نحتاج إلى استكمال القدرات التابعة للقوات المسلحة العراقية فيما يخص التدريب والتسليح والتجهيز وفق أحدث المعدات والأسلحة. داعش تنظيم إرهابي عالمي، وليس باتجاه العراق فقط، والعالم كله يعي خطورة هذا التنظيم الإرهابي إن تواجد على أي بقعة من الأرض. لهذا نرى العالم كله وقف وساند العراق في معركته العادلة ضد هذه العصابات الإرهابية وحققنا النصر على هذه التنظيمات ولازلنا نعمل ونكثف الجهد الاستخباراتي لملاحقة بقايا فلول عصابات داعش.
رووداو: في حال اشتداد وتيرة التظاهرات، هل تتوقع مشاركة قوات الجيش في فرض الأمن، أم الاكتفاء بقوات الشرطة الموجودة داخل المدن؟
رسول: نحترم كل أبناء الشعب العراقي، وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة هي حماية كل أبناء الشعب العراقي وحماية المتظاهرين السليميين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة، لكن مهمة الجيش هي واضحة وهي حماية الشعب العراقي والدفاع عن العراق وسيادته وأراضيه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وزارة الداخلية وقوات حفظ القانون هي متواجدة وتتعامل بكل حكمة في موضوع تأمين التظاهرات، وأيضاً نحن نرى ان للشباب العراقي الواعي الحق في المطالبة بحقوقه المشروعة سلمياً، وهذا ما كفله الدستور العراقي، لكن نطلب منهم في نفس الوقت عدم الاحتكاك بالقوات التي تحميهم وتوفير الأمن لهم.
رووداو: لازالت تظاهرات المفسوخة عقودهم من وزارة الدفاع مستمرة، رغم التطمينات من قبل المسؤولين.. هل هنالك خطة لاحتواء هؤلاء والاستفادة منهم لدعم الاجهزة الأمنية؟
رسول: أعدنا نحو 68 ألف من المفسوخة عقودهم إلى الخدمة في وزارة الدفاع وباشروا منذ مدة بالالتحاق واستلام رواتبهم، وهم الآن متواجدون ضمن الوحدات العسكرية. ما تبقى من المفسوخة عقودهم قبل 10 حزيران 2016 نزولاً، التقينا بالمتظاهرين وأخذنا مطالبهم وتم عرضها على وزير الدفاع، والذي وجّه بمفاتحة مكتب رئيس الوزراء بشأنهم. الموضوع هو مرتبط بالتخصيصات المالية ودرجات وظيفية، ولحد الآن لم تقر الموازنة، وتحتاج إلى تخصيصات مالية كبيرة، وفي حال حصول الموافقة وتم تخصيص الدرجات الوظيفية والمالية ستتم إعادتهم وبالتالي زيادة القوة القتالية للوحدات العسكرية.