يجب وقف أية مباحثات حول ترسيم الحدود البحرية في الوقت الراهن
يجب وقف أية مباحثات حول ترسيم الحدود البحرية في الوقت الراهن بقلم مهدي قاسم
مع توارد أخبار عن تشكيل وفد عراقي مفاوض إلى الكويت للقيام بعملية ترسيم حدودية بحرية نهائية بين البلدين ، وجدنا أنه من واجبنا ليس فقط التنبيه أنما التحذير أيضا من مغبة المغامرة بمستقبل العراق على صعيد الممر البحري المهم والشريان الأهم للتجارة العراقية مع العالم مستقبلا ، آخذين بنظر الاعتبار المغامرة السابقة ـــ والتي توازي الخيانة الوطنية بامتياز ــ لوفد مماثل عراقي في السابق عند التوقيع في ظروف وملابسات مشبوهة جدا على اتفاقية خور عبدالله وتقديم الممر المائي هدية مقابل بضعة مليارات دولارات ذهبت إلى جيوب ساسة فاسدين وخونة خسيسين .
فيجب العدول عن فكرة إرسال مثل هذا الوفد ــ الذي ربما يفتقر ليس إلى نزاهة وطنية فقط إنما إلى شروط مهنية واختصاصية وفنية مهمة أيضا ــ و في مثل هذه الظروف المتلبسة والمضطربة والأزمات الأمنية والاقتصادية والسياسية الكثيرة التي يمر بها العراق بشكل استثنائي و خطير ، إذ ينبغي الانتظار لحين تشكيل حكومة وطنية تكون موضع ثقة من قبل غالبية العراقيين ، أي بعد الانتخابات القادمة ، وفد ذات مصداقية وطنية تأخذ مصالح العراق الأساسية والحيوية المهمة بنظر الاعتبار قبل أي شيء آخر ، وعلى ضوء ذلك فقط يمكن تشكيل وفد رسمي مشهود لأعضائه بحسن سلوك و نزاهة وظيفية ، إضافة إلى خبرة فنية واختصاصية متمكنة ، فضلا عن شهامة وطنية حريصة على مصالح العراق بالدرجة الأولى .. فعند ذاك فقط يمكن إرسال وفد من هذا القبيل ليمثل مصالح العراق تمثيلا صادقا ومخلصا و عن جدارة واستحقاق بل عن غيرة وطنية أصيلة ، لا تغلبها أغواء الفساد و بضعة ملايين دولارات .