“يأتيك بالأخبار من لم تزود”
الكاتب : علي حسين
لم يكن طَرفَة بن العبد وهو يبحث عن أطلال خولة يعرف أن بيت شعره “يأتيك بالأخبار من لم تزود” سيذهب مثلا، وسنردده مثل المحفوظات الوطنية صباحا ومساءً ونحن نسمع أو نقرأ ، آخر جولات رئيس الحكومة المستقيل عادل عبدالمهدي وهو يرتدي الكمامة .
تقول الأنباء أن كورونا لا يفرق بين صيني وعربي، مسلم ومسيحي، يهودي وبوذي، فهو لا يطبق نظرية التوازن في الموت، ولا يوجه فايروساته إلى مجموعة واحدة من المواطنين، مثلما توجه حكومة عادل عبد المهدي بنادق الصجم وقنابل الغاز إلى ساحات الاحتجاج، وتخاف الاقتراب من مناطق نفوذ الجماعات المسلحة .
على مدى تاريخة واجه العراق أوبئة وكوارث صحية فتكت بالآلاف، لكنه لم يشهد فايروسا يقتل المئات ويصيب الآلاف وينهب المليارات ثم يطالب بأن تقدم له آيات الشكر والعرفان.
كنت وأنا أشاهد عادل عبد المهدي يرتدي كمامته ويذهب إلى البصرة، قد توقعت أن الرجل أدرك أخيرا أن مواجهة الناس هي أفضل السبل لحل المشاكل، ولم أكن أعلم أنه ذهب، ليفاوض “بيت شايع” من أجل فك الحصار عن شركة دايوو الكورية وفسح المجال لإكمال أعمالها، إلا أن مفاوضاته فشلت.. ربما يسأل أحد من القراء الأعزاء: ومن هم بيت شايع؟، إسمحوا لي أن اقتبس فقرات من التقرير الذي نشرته بعض المواقع الاخبارية والذي جاء فيه: “تعرضت شركة دايوو الكورية، إلى هجوم مسلح، و”اعتداء” على كوادرها العاملة في مشروع ميناء الفاو الكبير ، من قبل مجموعة مسلحة وقال ضابط في الشرطة إن “خمسة عاملين ضمن كوادر شركة دايوو الكورية تعرضوا للضرب المبرح”، وأضاف الضابط، أن “إحدى العوائل المعروفة في منطقة الفاو بـ(اسم بيت شايع) ، حاصرت مقر الشركة في مشروع ميناء الفاو الكبير، وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء لبث الرعب في نفوس العاملين، ومن ثم اعتدوا بالضرب المبرح على خمسة كوريين، بالإضافة إلى تحطيم العجلة التي كانوا يستقلونها”.
وأوضح الضابط، أن “أسباب الخلاف تتعلق بشركة تديرها عائلة شايع، تنفذ جزءًا من أعمال مشروع كاسر الأمواج الشرقي والغربي، بتخويل من الشركة الكورية بعد أن تعرضت الأخيرة إلى ضغوطات هائلة”، مشيرًا إلى أن “عائلة شايع طلبت من الشركة الكورية تولي أعمال أخرى تتعلق بالبنى التحتية والمشيدات الخاصة بالميناء، وهي أعمال تتعلق بصلب مهام الشركة الكورية”.
والآن هل تصدقون معي أن هذه الدولة بوضعها الحالي يمكن تفتح أبوابها للكفاءات والخبرات؟ وأنها مشغولة ببناء دولة المؤسسات؟، فنحن أمام مسؤولين أشاوس في الدفاع عن عدم الكفاءة ، ونراهم يقولون إن رئيس الوزراء غير مسؤول عما يحدث من خراب ، حكاية شركة دايو تثبت لنا بالدليل القاطع كيف سرق منا حتى الحلم بمجتمع مستقر. TweetSaveمشاركة1