وهم الاستلاب!!
مازن صاحب
تثير العلاقات الجدلية بين واشنطن وطهران وتل أبيب الكثير من علامات التعجب في التحليل الكمي والنوعي على مراحل زمنية مهمة في الشرق الأوسط القديم والجديد.معضلة الكثير من النخب والكفاءات لاسيما المتحزبة بحب الدنيا تغض الطرف عن ملفات معروفه منذ زمن عن هذه العلاقات لعل أبرزها ملف التسليح المعروف بملف الكونترا الذي حقق فيه الكونغرس الأمريكي وكشف عن دور الموساد الاسرائيلي والمخابرات المركزية الأمريكية في تجهيز الجيش الإيراني بالاسلحة والعتاد الحربي خلال الحرب العراقية الإيرانية.وتقفز إلى الاذهان تصريحات زعيم عصايب اهل الحق عن نتائج المناوشات بين جماعات مسلحة عراقية وتباين رد الفعل الأمريكي على مواقع ايرانيه وأخرى عراقية.يضاف إلى ذلك تكرار الموقف الرسمي الإيراني في عدم المسؤولية عن أفعال طوفان الأقصى.. حتى انتهى المرشد الأعلى الإيراني إلى نفي رغبة إيران رمي اليهود في البحر وان تلك دعوة بعض العرب فقط!!حين استعرض مواقف واشنطن وطهران وتل أبيب.. يمكن الجمع فيما بينهم على خط مصالح مشتركة في إدارة الشرق الأوسط الجديد.. لكل منهم ما يعبر به عن مصالحه الوطنية.. والنتائج باهرة وتتعاظم لاسيما للجانب الإيراني.. حتى على حساب الادعاء الأمريكي بأهمية ضبط النفوذ الإيراني.. كذلك إسرائيل.. لكن وقائع الأحداث تدور باتجاه ان هذه الدول الثلاث تجيد توزيع الأدوار.. وتضليل الرأي العام الجمعي في المنطقة.. ان محور المقاومة الإسلامية بقيادة إيران ولاية الفقيه تقاتل إسرائيل والقوات الأمريكية.. هذه القوات التي تقع في أقرب نقطة لها لقيادة القوات المركزية الأمريكي في قاعدة العديد القطرية.. التي لها علاقات وشيجة الصله مع طهران..نعم.. تاجر السجاد الإيراني نجح في توظيف جاهلية تتجدد بعناوين مقدسة لتضليل شعوب المنطقة ومنها الشعب العراقي.. حتى ظهر من يقول انه يحارب مع الولي الفقيه ضد وطنه.. وهذا ما حصل خلال حرب الثمان سنوات وهم اليوم قيادات عليا في البلد!!السؤال الأكبر.. ما مصلحة عراق اليوم والغد في لعبة امم تجري تصفياتها على أرض العراق.. فقط لمصالح محور ثلاثي.. ليس للعراقيين فيه غير تعاظم نسبة الفقر والغرق في مستنقع جاهلية تتجدد؟؟الإجابات شتى.. كلها تصب في منبع واحد عن (وهم الاستلاب) وهو الوهم المسيطر على أغلبية القيادات العليا المتصدية لسلطان الحكم.فإذا كان وهم الاستلاب لولاية الفقيه أوضح صوره.. يظهر ذات الوهم في نموذج البيعة للأخزاب الإسلامية أبرزها الاخوان المسلمين والسلفية وغيرهم.. وحال الاردوغانية أكثر وضوحا ما بين فحوى الخطاب الإسلامي ونتائج الممارسات في العلاقات مع واشنطن وتل أبيب حتى خلال عمليات طوفان الأقصى. هذا الوهم لاستلاب الارادة الوطنية العراقية بعنوان التكليف الشرعي بمفهومي البيعة والتقليد.. لا يخرج كثيرا عن إدارة المصالح الصهيونية في المنطقة.. بما يكرر السؤال عن تلك الرؤية والرسالة في العقد الدستوري والقانوني الوضعي لتعريف العدو والصديق.مطلوب دائما وابدا.. إيجاد نقطة الانطلاق الوطني في هذا التعريف ومن بعده الحديث عن سيادة الدولة.. ما قبل ذلك نستعيد ذات مشاهد دولة الخروف الأسود.. في العصور المظلمة.هي دعوة لكل من يصف ذاته بالاستقلالية وخط دعم دولة عراقية واحدة.. في وطن الجميع.. التوقف عند اوهام الاستلاب وتطبيقات النفوذ الأجنبي بكل انواعه وما يحقق من نجاحات على حساب زيادة فقر العراقيين.. عندها فقط يمكن الحديث عن ردم فجوة الثقة بين أغلبية صامتة تتكاثر.. وشرائح انتهازية وظفت لصالح مفاسد المحاصصة.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!