ومضات خاطفة : عندما الوساخة تقوي المناعة
1ــ عالمنا الصلب كيف أصبح هشا منكسرا :لقدأثبت لنا هذا الكائن الخبيث و الضئيل الغامض و غير المرئي اللعين : كم هش و سريع تحطم و انكسار عالمنا الصلب هذا و المتسلح بأعتى أسلحة نووية تدميرية ماحقة .. فكم هو هش كزجاج رقيق .. قد يتهشم قطعا متناثرة ، بنفخة واحدة من جرثومة لا تُرى حتى ولا بعين مجردة !.. ولكنهفي مقابل ذلك قد أثبت الإنسان أنه قد يخسرجولة و يسقط أرضا ولكنه حتما سينهض لينتصر من جديد ــ مثلما حدث مرارا في قرون غابرة ــ ذلك لكونه أذكى وأكثر حيلة و دهاء من جميع مخلوقات الله قاطبة .2ــعدالة كورونا بتساوِ من حيث الجميع في مأزق واحد و خطير ..وهولا يفرق بين غني وفقير .. بين نخبوي ومتشرد تحت جسور . بين .صاحب سلطة ومعارضيه ،، بين متدين وعلماني .. بين سجين وسجّان ..بين عاِلم و جاهل ، .. بين طبيب وعليل .. بين حكيم وأحمق .. بين محارب بقنابل نووية وأخر برماح و سهام .. بين خيّر و شرير ..بين .صاحِ و سكير. بين .قاض و مُدان .. بين عاشق و فاضي قلبه من حب ..بين هذا وذاك .. و بين أنت وأنا .. بين هو وهي.. بين أنتم ونحن .. وبين هم و هنّ ..ياسلام يا كرورنا كم أنت عادل و كريم !..يامّن لا ترى حتى بعين مجردةولكنمع ذلك جبار مخيف و غداّر رهيب .!تناقضات الطبيعة ..عندما الوساخة تقوي المناعة:انتبهتُ إلى مسألة ادهشتني في البدايةفيأثناء ملاحظتي قلة الإصابات بفيروس كورونا في بلدان شرقية لا تُعير أهمية كبيرة أوتهتم كثيرا لمسألة النظافة في بلدان لا تهتم كثيرا بالمقارنة مع بلدان أوروبية التي تهتم بأمر النظافة وتعدها من أولوية تحضرها و تمدنها الأساسية نظافة وغسل يد و استحماما يوميا ،ثم تذكرت كلام أحد أصدقائي الجراحين الهنغار الذي عمل طبيبا متعاقدا في مستشفيات بعض البلدان العربية إذ قال لي :ـــ إن الطفل العربي ــ مثلا ــ الذي إذاتعدى السنة الأولى من عمره دون أن يموت ، فأنه من المحتمل جدا سوف لن يتمرض مرضا معديا مميتا لكونه يكتسب المناعة من كثرة الوساخة والقذارة من خلال لعبه في الشارع الذي يحتوي على نفايات و أوساخ منتشرة و يخوض في مياه آسنة في برك موبؤة بجراثيم شتى !..في وقته انتابني شك بصحة كلامه ذاك ، ولكننيالآن وبفضل انتشار كورونا على نطاق واسع في معظم بلدان أوروبية حيث كثرة المصابين والوفيات وقلة انتشاره في بلدان عربية و شرقية أخرى ، بدأت أخذ كلامه محمل جد وبمصداقية ، رغم غرابة الأمر ، نعني أمر أن تكون الوساخة أساسا قويا للمناعة ضد الأوبئة و الجراثيم !.