وليسَ إلاّ العراق
عذاب الركابي
وليسَ إلاّ العراق ..بلدٌ تحتَ جلودنا ..! فهلْ نعودُ جميعاً حكّاماً ومحكومينَ ، أغنياءَ وفقراء، أناساً بسطاء ومسؤولين إلى قلبِ العراق النابض بالإنسانية والحضارة والشموخ ، ونضبط عقارب ساعة حياتنا وأعمارنا على نبضِ قلبهِ ؟.. ويصبح العراق قِبلتنا والسكن الدافيء والآمن ، والصلاة الواجبة لهُ ، نسبّح بحمدهِ ، قبلَ أيّ عقيدة وأي فكرٍ وأي آيديولوجيا وأي مذهب وأيّ حزبٍ وأيّ ميليشيا ..؟!مُمكنٌ جداً .. وبسيط جدّاً !! فقط لورفعنا درجة حرارة الوطنية في ترمومتر أرواحنا ، وشمّمنا عطرَ التراب الذي دافعَ عنهُ الأجداد من دون أخذ الأذن من عقيدة أو مذهب أو ميليشيا .. مُمّكنٌ جداً لو أصغينا لغناء عصافير الفرات ، وموسيقا أمواج دجلة .. مُمّكنٌ جداً إذا وضعنا مصلحة العراق قبلَ مصالحنا ، وأصبحَ هوَ الآيديولوجيا وهو َالعقيدة ، وأدركنا أنَّ سلام العراق وأمانهِ وسعادته وتقدمه ، هو بالتالي سعادتنا وأماننا ، ومستقبل أطفالنا والأجيال القادمة . مُمّكنٌ جداً إذا اتفقنا على العيش في عراق بلا طقوس مبالغٍ فيها ، تؤكّد الفرقة ، وتجفّفُ كلّ مشاعر الوطنية والألفة .. إذ لاطقوس تشكلُ طربَ الروح ، وساحتها أرواحنا غير طقوس حُبّ الوطن القِبلة التي لايُمكنٌ تغييرها كما الحياة .. كما الموت !. وليسَ إلاّ العراق ..!عراق بلا طائفية تحولهُ إلى « بلد سيزيف « يحاولُ الصعود بالحجر ، وحين يصلُ إلى القمة يتهاوى ويتدحرج ..! والعودة الضرورية إلى حُبّه – التعويذة .. إلى روحِ المواطنة العراقية فقط ، ولنتفق بإمضاء قلبٍ واحدٍ إنَّ الطائفية والمبالغة في طقوسها مقيتٌ ومُقلِق ، وقدْ جذر الفرقة ، وحرث تربة الكراهية ، وأبعد مواطني العراق من النهرِ إلى النهرِ عن بعض ، بلْ أسّس للأحقاد والكراهية التي بدت أكثر ذكاءً من الحُبّ ! الطائفية وآيديولوجيتها تعني مصلحة أفراد – ساعين إلى الثراء حتى على حساب المقدسات – لا مصلحة وطنٍ وشعبٍ وإنسانٍ عانى ويلات فترات حكمٍ جهنمية متتالية ، وليس في أجندة الطائفية غير تدمير العراق .. تدمير بلدٍ أيقونة الحضارات وأكثرها أصالة ، والهبوط بوعي إنسانه الذي نافسّ العالم في علمهِ وأدبه وفكرهِ . . وليسَ إلاّ العراق ..! عنوان المكان الأزلي .. وإلى أبد الأبد ، لوْ مزقنا كلّ أوراق وأضابير وأجندات التبعية المقيتة إلى أي دولة مهما كان وزنها فوق خريطة العالم ، وهي لمْ تُخفِ نواياها الشيطانية وأطماعها ، وحرصها على تأكيد قوتها ونفوذها فوق حقول العراق ، وتحت أفياء نخيلهِ الشامخ ،ليبدو العراق ساحة تصفية حسابات بين دولة وأخرى ..!. وليسَ إلاّ العراق ..!مدرسة ومعهد وجامعة للأمان والاستقرار ..!عنوان عراق سعيد إذا انتهت المليشيات التي حوّلت العقيدة العظيمة إلى ظلام وتخلف وتطرّف ، هدف أباطرتها العودة بنا إلى خمسة عشرَ قرناً مضت إلى غير رجعةٍ .. في بلدٍ يراهنُ على مستقبل أبنائهِ حتى لوْ جاءَ على عكازين .. عراق جديد ، هو رأس المال الحقيقي لكلّ مواطن، سماؤهُ مثقلة بغيوم لاتمطرُ بعيداً عن جغرافية تربته ونخله وحقوله ، قطرُها فرحٌ وعطاءٌ وأمان وألفة حتى انتهاء الزمان .