ولد النور .. فأضاء الإسلام بسنائهِ ؟
لفت الانتباه .. فأصاب الهدف وأدرك الغاية , إنهُ الشيخ الطيب احمد الطيب , فعندما يكون للإسلام حراسٌ وحصونٌ وقلاعٌ تذودُ عنهُ بالفكر والعلم والتعلم وتحث على مقارعة الاغيار من الفكر المتطرف بالعفو والمجادلة بالحسنى , فما عليك إلا بالتسليم والاتكاء على ركن شديد من الطمأنينة والثقة بالنفس .. انهُ قامة علمية , تخرج من رحم القلم ورضع الحروف وترعرع بين دفات الكتب , اليوم ونحن نستقرء الكلمات التي ألقاها الإمام الأعظم في جمهورية مصر العربية وشيخ مشايخ الأزهر الشريف احمد الطيب فإننا نكون مجبرين على الوقوف والتأني واستنطاق العبر والموعظة من إيجازها .. فقد سرد التأريخ بكلمات قلت فدلت , انهُ وضع الخوارج من الدواعش أمام حقيقتهم المأساوية الدموية , وقال (كان حادث مسجد الروضة بشعًا شنيعًا، وكان تنفيذه من الوضاعة والخِسَّة والدناءة غيرَ متصوَّر، ولا متوقَّع صدورُه لا من إنسان ولا من وحش في الغابات (.. ثم عاد كالمعلم الواعي المتمكن من ملكتهِ العلمية والعقائدية , لا يتكلم إلا بسلاح الدليل , حيث لم يترك للدواعش مفر وهروب بل جعل التأريخ حاضراً شاهداً عدلاً حياً أمام محكمة الإنسانية والضمير … وهنا ذكّـرَهُم بماضيهم السحيق النتن, (وهؤلاء المجرمون ليسوا بأوَّل مَن نفَّذ مثلَ هذه الجرائم في بيوت الله، فقد قُتِل الخليفة الثاني لرسول الله ﷺواله : عُمَر بنُ الخطاب –رضي الله عنه- وهو قائم يُصلِّى في محـراب مسجد رسول الله ﷺواله ، وقُتل الخليفة الثالث: عثمان -رضي الله عنه- وهو يَقرأ القُرآن، وتناثَر دمه على صفحات المصحف الذي كان يقرأ منه. وقَتَل الخوارج، أسلافُ هؤلاء وأجدادُهم، عليِّا كرَّم الله وجهه، وهو خارج لصلاةِ الفَجْر يُنادى في النَّاس: الصَّلاة الصَّلاة ).
فهل للخوارج وجهٌ بعد ذلك أم لهم حياء وذمة .. أمام المجازر التي صنعوها بحق الأئمة والخلفاء والمسلمين , فهؤلاء هم العلماء والناطقين وأهل الذكر يعطون الرأي والفتوى بحقهم , فماذا ينتظرون والى أي دين يدينون ووراء أي مشرب وشريعة يلهثون … قبل أيام مضت يصرح الشيخ المفتي السابق ( علي جمعة ) في إحدى البرامج التلفزيونية إن ( إبن تيمية ) ضال مُـضل وبسبب أفكاره انحرفت فرق عديدة من الشباب والمبلغين الإسلاميين فهو متطرف متعصب ومجسم للذات الإلهية , ولو كان في زماننا لهديناه لأنه لم يكن له مُــعلم يرشدهُ ..
نعم ولد النور .. فأضاء الإسلام بسنائهِ .. إنظروا ماذا يقول الحافظ شمس الدين الدمشقي عندما قرء إن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في يوم الاثنين لأنه اعتق خادمتهُ ثويبة سروراً وابتهاجاً بميلاد النبي الأكرم ﷺواله فقد أنشد الحافظ ..
إذا كان هذا كافر جاء ذمهُ .. وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى إنهُ في يوم الاثنين دائماً .. يخفف عنهُ للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمرهُ .. بأحمد مسروراً ومات موحدا
وبعد كل هذا هل يوجد رحمة اكبر من رسول الله ياخوارج يامارقة ياتيمية الفكر والمنهج .. في العراق يقول المحقق الأستاذ الصرخي الحسني في (( نصرة الهادي الأمين )) [ لنكتب الشعر وننشد ونهتف ونرسم وننقش .. للنبي الكريم وحبه وعشقه الإلهي الأبدي .. لنستنكر العنف والإرهاب وكل ضلال وانحراف ولنوقف ونمنع وندفع وننهي الإرهاب الأكبر المتمثل بالفساد المالي والإداري والفكري والأخلاقي وكل فساد .. لنستنكر كل تطرف تكفيري وكل منهج صهيوني عنصري وكل احتلال ضال ظلامي .. إذاً لنغيض الأعداء من المنافقين والكفار بالالتزام بالأخلاق الإلهية الرسالية وتوحيد القلوب والأفكار ومواصلة الإخوان مع عفو ومسامحة بصدق وإخلاص .. نعم للوحدة الحقيقية الصادقة الفاعلة .. وحدة الإسلام والرحمة والأخلاق .. وكلا وألف كلا لوحدة الفضائيات والإعلام وحدة الكذب والنفاق والخداع .. وحدة الإرهاب والتهجير والقتل والسرقة والفساد .. ولنتوحد تحت راية الإسلام .. لنتوحد بالتحلي بالأخلاق الفاضلة النبوية الرسالية .. لنتوحد تحت راية العراق ارض الأنبياء وشعب الأوصياء ]
الكاتب
أبا ذر احمد الباحث