وفاة المجاهد الجزائري ياسف سعدي
توفي اليوم المجاهد الجزائري ياسف سعدي عن عمر ناهز 93 سنة، وأعرب الرئيس عبد المجيد تبون عن تعازيه لذوي المجاهد الراحل.
وقال تبون في رسالة التعزية: “أفجعنا المصاب الأليم بفقد المجاهد الذي نودعه مؤمنين بقضاء الله وقدره إلى مثواه الأخير ببالغ التأثر وعميق المواساة. برحيله يلتحق المرحوم بأخواته وإخوانه الشهداء ومن لحق بهم من المجاهدين الذين جمعهم النضال الوطني والكفاح المسلح”.
وتابع: “الفقيد من أبرز قادة الثورة وصنع معهن ومعهم ملامح خالدة من التضحية والبطولة ترجمها فنيا في فلمه الشهير معركة الجزائر الذي يصنف ضمن أنجح الأعمال الفنية السينمائية وسيبقى شاهدا على جوانب من عطائه الوطني”.
المجاهد ياسف سعدي
ولد ياسف سعدي في 20 يناير 1928 في قصبة الجزائر العاصمة، وهو سياسي جزائري وأحد أشهر قادة جبهة التحرير الوطني إبان ثورة التحرير الجزائرية.
وتلقى الراحل تعليمه الأول بالقصبة حتى سن الرابعة عشرة إبان احتلال الجيش الأمريكي والإنجليزي في 8 نوفمبر 1942 المدرسة التي كان يدرس فيها واتخذوها مقرا لهم.
لجأ إلى الحياة العملية بمخبز العائلة، وبدأ نشاطه السياسي مبكرا إذ شارك في المظاهرات التي نظمها حزب الشعب الجزائري في 1 مايو 1945 ثم مظاهرات الثامن من مايو 1945، كما قاد الحملة الانتخابية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في المدية والعاصمة.
وبعد هجرة دامت سنتين إلى فرنسا عاد إلى الجزائر ليبدأ اتصالاته مع أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل ويتكفل بربط الاتصالات مع خلايا المناضلين بالقصبة.
وفي عام 1955 أرسل إلى سويسرا للاتصال بممثلي أحمد بن بلة هناك وألقي عليه القبض وأطلق سراحه بعد أربعة أشهر.
وبعد عودته واصل نشاطه السري إلى غاية عام 1956 تاريخ بداية معركة الجزائر حيث عين قائدا للمنطقة المستقلة للعاصمة.
وساهم مع حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وغيرهم من الفدائيين في تكثيف العمل الفدائي بالعاصمة، وكان يتخذ من القصبة ملجأ له ولباقي الفدائيين.
واصل الراحل نضاله إلى غاية اعتقاله من طرف فرقة المظليين في 23 سبتمبر 1957، وتعرض للتعذيب وحكم عليه بالإعدام لكن لم يتم تنفيذ الحكم وأفرج عنه بعد وقف إطلاق النار.