وعادت سدوم أشد فحشاً
وعادت سدوم أشد فحشاً – محمد صالح البدراني
هل جن الغربليس حكام الغرب ولا أمريكا مجانين وإنما فقدوا الرشد عند إعلانهم دعم الشذوذ بل تبنيه كما الأمن القومي فيما يرد من أخبار، لكن هذه المخرجات الطبيعية لمنظومة تنمية التخلف الفكري الغربية بغياب منظومة الأخلاق عن الحداثة منذ نشأتها، وقلنا في مقال سابق أن ما نراه من سلوك يبدو إنسانيا وأخلاقيا منطقه قيمة واحدة هي النفعية، ولأننا في فضاء من التخلف المدني والانحدار الحضاري واستبداد يهدر القيمة الإنسانية ولا يخطط إلا لهدف واحد هو البقاء فإننا سننبهر في السلوك بلا البحث عن أساسه ولا تطبيقاته وننبهر بالحركة الاقتصادية دونما فهم لألياتها الضرورية وطريق تكوينها ونموها، فننقل الفكرة جسدا بلا أقدام ولا أيدي ولا حتى راس ونتصور انه سيعالج وضعا مريضا، كذلك نتعجب اليوم من حركة اجتماعية عومت ويراد لها أن تتسلل إلى مناطق أخرى ضعيفة في العالم بحكم النفوذ، وقد يكون الشذوذ موجودا كمرض أو سوء تربية، لكنه أبدا لن يكون كما يزعم انه ميل طبيعي بين الجنس الواحد.من أين أتت هذه الأفكار:هذه الأفكار هي تداعيات النقل للمدنية من الحداثة الأولى وهي الحداثة التي أتي بها الإسلام، إلى الحداثة الثانية التي نراها اليوم وقد نقلت بمضامينها ولكن جندت لقاعدة النفعية ونكران الأصل القيمي بتفاصيله والذي هو حماية للمجتمع من جنوح الأفكار ونسب التنوير إلى الفلسفة الإغريقية واليونانية بالذات، وهذه الفلسفة لا تصنع نهضة لأنها منقطعة وليست متكاملة فقد كانت تشبه ما سمي لاحقا في الممالك الإسلامية باهل الحل والعقد، بينما الديمقراطية الحديثة تشبه ما كان من فعل عبدالرحمن بن عوف والذي استشار الأطفال في عرفنا وهم من بلغ الحلم ولم يك سن 18 آنذاك حاكما، والديمقراطية اتخذت تطورا نحو الأصل بشكل حداثي، لكنه اتخذ طابع الاختيار وليس الانتخاب، فالمنتخب بقت الخاصة أصحاب النفوذ المتمثلة في عصرنا بالأحزاب فالغاية حماية الرأسمالية التي أتت مع الحداثة ولم تعد أحدا بالأخلاق وإنما رسخت النفعية، وأتت لحمايتها بالليبرالية وغيرها، وما يهمنا هنا أن اطر الانضباط الأخلاقية غير متوفرة لتمنع انتقال الليبرالية إلى الليبرالية الحديثة التي همها اللذة والرفاهية.دكتاتورية الديمقراطياتنجد اليوم فرضا وتلويحا بعقوبات سيتحول مع الزمن إلى حالة قانونية خصوصا وان الأمم المتحدة تدعم أفكارا كهذه متخلفة تدل على الضعف الفكري للتنمية المدنية، فهي في هذا حولت الرفاهية إلى المقابل مما ينتجه الفقر والضياع الفكري والتشوه الذي تعيشه الدول المتخلفة، فنلاحظ شذوذا كهذا مع الانحرافات الفكرية واستغلال الدين والقيم لتسطيحها فيضيع الناس ويهرب البعض إلى هكذا سلوكيات منحرفة، فمحاربة القيم إنهاء لمهام الآدمية، حتى الحقوق المعلنة كحقوق الإنسان والليبرالية وحقوق الطفل التي ما انفكت الشرطة الاجتماعية. في الغرب تنزع أبناء المهاجرين بحجة حماية الطفولة، أضحى الآن انتهاك الطفولة أمرا محببا، واضحت مشكلة العالم في ممارسة الجنس لكن بلا جنس.الخطورة تكمن في إشاعة الشذوذ واعتبار المخالف متمردا ينبغي معاقبته (فَمَا كَانَ جَوَابَ قومهم الا ان قالوا اخرجوا ءال لوط من قريتكم إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)أين الأهميةلم تعد سدوم كما كانت وإنما أضيف لها النساء والأطفال فاذا بنا اشد فاحشة من سدوم وتخلفا لا يليق بالبشرية. ولا غاية الخلق في إدامة السلالة وهذه سنة كونية لا ينبغي العبث بها فهي ليست من الذنوب الخاصة التي تؤجل ليوم الحساب، فهل سنرى الأرض مقلوبة أم مسخ الآدمية لان ما يدعى إليه قتل للكرامة الآدمية وانتهاكا لبراءة الطفولة وإخلال بالمهام تنتفي في إشاعتها غاية الوجود على الأرض.