وزير صحة كوردستان يحذر من كارثة إنسانية كبرى: تفشي كورونا خرج عن السيطرة
أعلن وزير الصحة في إقليم كوردستان، سامان برزنجي، اليوم الأحد، (7 حزيران 2020)، أن تفشي فيروس كورونا خرج عن السيطرة ما ينذر بحدوث كارثة إنسانية كبرى، مشيراً إلى زيادة أعداد الإصابة وانتقال العدوى مقابل انخفاض حالات الشفاء.
وقال برزنجي في حديث اطلعت عليه (الاولى نيوز) “للأسف الأوضاع خطيرة وتمضي من سيء إلى أسوء، وهذا لا يقاس بعدد الإصابات فقط بل بنسبة انتشار الفيروس حيث ارتفعت نسبة انتقال العدوى منذ بداية المرحلة الثانية من تفشي الفيروس من 1.6 إلى 1.9، أي أن كل مصاب ينقل العدوى لشخصين وهذا يدل على أن الوباء ليس تحت السيطرة بل في مرحلة تفشي”.
وأضاف أن “الأعداد تزداد بشكل مستمر وهذا موضع قلق وخوف، كما أن أعراض المرض تظهر على المصابين الجدد، إلى جانب وجود حالات حرجة وارتفاع نسبة الوفاة التي كانت لا تتعدى 1% في السابق لكنها وصلت الآن إلى 1.96”.
ومضى بالقول: “سجلنا 26 إصابة جديدة في أربيل قبل قليل، كما أن هنالك إصابات غير مسجلة حتى الآن، ما يؤشر لخطورة نقل العدوى للمزيد من الأشخاص، في كان عدد حالات الإصابة الراقدة في إقليم كوردستان تبلغ 3 إصابات فقط قبل عيد الفطر “، داعياً إلى “الالتزام بالتعليمات والتباعد الاجتماعي وتحمل المسؤولية وإلا سنكون أمام آلاف الإصابات الجديدة”.
وأوضح أن إقليم كوردستان سجل حتى الآن 1222 إصابة بفيروس كورونا و24 وفاة و448 حالة شفاء، مبيناً أن “حالات الشفاء انخفضت مقابل زيادة حالات الإصابة والنسبة هي أقل من 50% حالياً، فيما يرقد 60% من المصابين في المستشفيات”.
وأكد أن “المعدل اليومي للإصابات في العراق تضاعف مقارنة بالأسابيع الماضية، وعلينا أن نحذر من تكرار هذا الشيء في إقليم كوردستان لأن قدرات القطاع الصحي محدودة”، مبيناً: “لم يصل الأمر لمرحلة عزل المرضى في المنازل ولكن في حال تفشي المرض أكثر فستحصل كارثة إنسانية وأزمة كبرى مع عدم وجود سقف زمني محدد لنهاية الفيروس”.
ولفت وزير صحة إقليم كوردستان إلى تخصيص مستشفيات أخرى لمصابي كورونا “لكن هذا يكون على حساب الخدمات الصحية”، متابعاً: “وقد نضطر إلى تحويل بعض الأماكن العامة إلى مستشفيات لعلاج كورونا وعزل المصابين الذين لا تظهر عليهم الأعراض خارج المستشفيات”.
وذكر أن “عدد أجهزة التنفس الاصطناعي يتراوح بين 180 إلى 200 جهاز، وسنسخر كل الإمكانات للحفاظ على حياة المصابين لكن مواجهة كورونا يكون بالتوعية وليس بالأجهزة”، موضحاً أن “المساعدات الدولية محدودة للغاية لذا اعتمدنا على الإمكانيات الذاتية من خلال الموازنة العادية وموازنة الطوارئ في توفير المستلزمات اليومية”.
…
وحول التنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية، قال برزنجي في معرض حديثه : “تحدثت مع وزير الصحة العراقي، السيد حسن التميمي، قبل قليل وشددت على ضرورة ضمان حصة إقليم كوردستان من المساعدات الدولية المقدمة للعراق، لكن سيادة الوزير أكد أن العراق لم يتلق أي دعم دولي منذ تسلمه المنصب”.
واستدرك: “من المؤمل أن توزع منظمة الصحة العالمية مساعدات جديدة قريباً، وقد طالبت بتخصيص موازنة جديدة لمواجهة كورونا، كما حصل سابقاً، حيث أرسلت الصحة الاتحادية مشكورة مساعدات كانت مقدمة للعراق من البنك الدولي”.
وتابع أن “النفقات الصحية تعد ضمن النفقات السيادية، والشركة العامة لتسويق الادوية والمستلزمات الطبية (كيماديا) هي المسؤولة عن توفير المستلزمات الطبية للمحافظات العراقية كافة بما فيه إقليم كوردستان، ونحن على تواصل يومي مع وزارة الصحة العراقية، وسبق أن زرنا بغداد التي أدت دوراً جيداً في دعم جهود مكافحة كورونا”، مؤكداً أن “زيارة الوفود من إقليم كوردستان إلى بغداد مستمرة لتوحيد سبل مواجهة هذه الجائحة العالمية”.
وحول استمرار حظر التجوال بين المحافظات والمطالبات بفتح المنافذ الحدودية، قال وزير صحة إقليم كوردستان إن “انتشار الفيروس لا يبرر عدم الالتزام بالتعليمات، بل يفضل أن يمتنع كل شخص عن التنقل حتى بين الأحياء وليس فقط بين المحافظات، حيث سجلنا مؤخراً العديد من الإصابات لحالات عائدة من بغداد ومن خارج البلاد”، موضحاً: “يجب أن يكون التنقل بين المحافظات منظمة، ومنع حركة السياح والوافدين باستثناء التبادل التجاري، وأي تنقل للحالات الضرورية يتطلب الحصول على موافقة رسمية من قبل وزارة داخلية إقليم كوردستان”.
وحتى الآن، سجل إقليم كوردستان 1222 إصابة بفيروس كورونا، بينها 448 حالة شفاء، و24 وفاة، و750 إصابة من تلك الحالات لا تزال نشطة.