الاولى نيوز / متابعة
شهدت أعمال العنف في العراق انخفاضا إلى أدنى مستوى لها منذ العام 2003، مع فقدان تنظيم داعش مناطق سيطرته إلى جانب تمكن قوات الأمن من إحباط هجماته بالقنابل عن طريق مخبرين وعملاء مزدوجين.
ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، عن وزير الداخلية، قاسم الأعرجي، قوله إن “المعلومات الاستخباراتية بشأن هجمات داعش المحتملة، شهدت تحسنا لدرجة مكنت القوات الحكومية من رصد القنبلة من لحظة خروجها من البناء إلى مكان التفجير والسماح لها بالانفجار بعد إجلاء المدنيين حتى لا يعلم التنظيم أن شبكات صنع القنابل لديه قد اخترقت”.
وتابع الأعرجي، في مقابلة صحفية ترجمتها “الاولى نيوز”، الجمعة (17 تشرين الثاني 2017)، بالقول، “لدينا أشخاص يعملون مع داعش من الذين يوافقون على العمل معنا، دون علم التنظيم طبعا، ونحرص على عدم الكشف عن مخبرينا.. وفي بعض الأحيان تدفع قوات الأمن ثمن السيارة التي تنقل قنبلة إلى بغداد وتسمح لها بالتفجير في مكان استهدفته داعش، بعد أن تطلب من الناس الإخلاء والإدلاء ببيان رسمي مع عدد كاذب من الضحايا”، حسب تعبيره.
وأصبح الأعرجي، وزيرا للداخلية العام الماضي، عندما استقال سلفه في أعقاب انفجار سيارة مفخخة لداعش أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص في منطقة الكرادة وسط بغداد. ويقول الوزير إن “هذا يمكن أن يحدث مرة أخرى، ولكن أقل احتمالا الآن لأن التنظيم لم يعد يسيطر على المدن والمناطق التي يمكن أن يجهز المتفجرات فيها بأمان.. الشيء الرئيسي هو أن الخلافة قد كسرت، وهناك مدينة واحدة فقط – راوة – والصحراء الغربية حيث لا يزال داعش محاصر”.
وتقول الصحيفة، إن “التنظيم أظهر دلائل على الانهيار بفقدانه جيوبه الأخيرة من الأراضي، على الرغم من اعتراف قادته بأنه سيهزم في الموصل بسبب التفوق العسكري لأعدائه، ولذلك أعد خلايا نائمة إلى جانب مخابئ صحراوية وأسلحة وذخائر ومكبات غذائية لتمكين قواته المتبقية من البقاء على قيد الحياة وإطلاق هجمات عرضية لإظهار أنها لا تزال تعمل”.
وأشارت “الإندبندنت”، إلى أن “تنظيم القاعدة في العراق، وهو سلف داعش، استطاع أن يتعافى من الهزائم من خلال الاختفاء عن الأنظار بنجاح بين عامي 2007 و2012، والعودة للظهور بعد تغير الظروف لصالحه”، مضيفة أن “داعش سيحاول أن يفعل الشيء نفسه مرة أخرى، ولكن لا يمكن أن ينجح إذا تم القضاء على شبكاته من المسلحين”.
ويقول الأعرجي، “لدينا تعاون من أفراد عائلات داعش المهمين لمساعدة وحداتنا الأمنية، وعلى سبيل المثال، زوجة أحد قادة التنظيم ستجري اتصالات في وقت لاحق اليوم، نعطيها المال وتحافظ على سرية هويتها، لكنها تفعل ذلك لأنها تريد حماية أبنائها والبقاء على قيد الحياة”.
ويضيف الوزير، أنه “لم تحدث أي هجمات ناجحة لداعش خلال زيارة الأربعين عندما سافر الملايين من الشيعة إلى مدينة كربلاء من جميع أنحاء العراق. فالأعداد الهائلة يصعب الدفاع عنها، وكانت تقليديا أهدافا سهلة للانتحاريين من التنظيم الذين يختلطون مع الحشود”، مبينا أنه “كان هناك محاولتان فقط لهجمات انتحارية خلال الأربعينية، وتم تفجير القنابل دون إيذاء أي شخص آخر”.
وكان المسؤولون العراقيون قد نسبوا، في السابق، قدرة الانتحاريين أو الشاحنات المليئة بالمسلحين على المرور من خلال نقاط التفتيش الحكومية دون عوائق، إلى الفساد المستشري في الأجهزة الأمنية.
وفي الموصل، يقول السكان المحليون، إنهم “يخشون عندما يرون عناصر من داعش، قد أبلغوا عنهم واعتقلوا فيما بعد، يعودون إلى الشوارع بعد أن كانت الرشوة طريقهم إلى الحرية”، حسب زعمهم.
واتفق الأعرجي على “حدوث مثل هذه الأمور”، وقال إن “ضابطا في الداخلية على وشك أن يتهم بمساعدة عائلات من داعش على الهرب من الموصل إلى بغداد”، حسب الصحيفة.
وفي مطلع العام الحالي، نشرت صحفية الحياة، تقريرا مفصلا، استند إلى معلومات بشأن اعتماد الأجهزة الأمنية، تكتيكا خاصا، عرف آنذاك، بـ “التفجيرات الصديقة”، أو “الانفجارات المفتعلة”، التي يقال إنها استخدمت للإيقاع بعناصر قيادية في تنظيم داعش، بعدما يجري إقناعهم بأن هجماتهم حققت أهدافها.
ودار جدل واسع، بشأن “تفجير مفتعل”، في منطقة الحرية، ببغداد، استهدف مدرسة ابتدائية، إذ أظهرت لقطات فيديو، إعداد مسرح الانفجار من قبل أشخاص يعتقد أنهم تابعون لجهاز استخباري، فيما جرى تفخيخ سيارة مركونة على جانب الطريق. وبعد الانفجار بثوان، جاء أشخاص آخرون واستلقوا على الأرض، على أنهم ضحايا هذا الهجوم.