وزير الخارجية: العراق ملتزم بحمايـة البعثات الدبلوماسـية والحفـاظ عليهـا
طالب وزير الخارجية فؤاد حسين، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته لتجــريم الممارسات المؤدية لازدراء الاديان، فيما قدم 5 مقترحات لمنظمة التعاون الإسلامي للحد من تكرار حادثة حرق القرآن الكريم.
وقال حسين في كلمة القاها خلال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي تابعتها (الاولى نيوز )، “نـثمن جهـود الأمانـة العامـة لمنظمـة التعـاون الاسلامي فـي الـدعم والاعـداد لإنجـاح هـذا الاجتمـاع، متطلعـين أن يكـون فعـالاً فـي تحقيـق أهدافـه”، مثنيا “علـى الجهـود التـي بـذلتها منظمـة التعـاون الاسلامي جـدة وبعثاتهـا في نيـويــورك وجنيـف وبروكسـل، من خلال تحركاتهـا ونشـاطاتها، في سياق الأحـداث التـي طـالـت نسـخـاً مـن المصحف الشـريف فـي السـويد والدنمارك”.
واضاف “نجتمـع اليـوم ونحـن إزاء تكــرار فعـل شـائن، قـام بارتكابــــه أحـد المتطـرفين، إذ أحـرق نسـخـة مـن المصحف الشـريف أمـام مبنـى سـفارة جمهوريـة العـراق فــي ســـــتوكهولم وبموافقـة وحمايـة بعـض الاجهزة التابعة للحكومة السويدية”، مشيرا الى ان “هــــذا الفعـل الشائن وأمثاله، يغذي ظـاهرة الاسـلاموفوبيا ويشـكل تهديـداً للتعـايش بـين الأديـان والسلم الأهلي، في مجتمعات عديدة في العالم”.
وتابع ان “اجتماعنـا هـذا اليـوم، يعـد اسـتجابة مهمـة مـن الـدول الأعضاء للتصدي لظـاهرة وأفعـال وخطـابـات وجـرائم طالـت ديننـا الإسـلامي الحنيـف ومقدســاتنا، عبـر حـرق نسـخ مـن المصحف الشـريف، وتحـت عنـوان (حريـة التعبيـر وحـق التظـاهر) وفـي ظـل قـوانين تجاهلـت ان هناك قـيـم ومبادىء لا يمكـن التجـاوز عليهـا او نكرانهـا ومنـهـا قدسـيـة الكتـب السماوية التـي أنزلهـا الله سبحانه وتعـالى علـى انبيائـه لتكـون منهاجـاً ودســتوراً للبشـرية لتنظــيم حيـاتهم وتنشر التسامح والسلام”، لافتا الى انه “فـي الوقـت الـذي تـعـرب فيـه جمهوريـة الـعـراق عـن ادانتهـا واسـتيائها الشـديدين لـهـذا الفعـل الشـائن، تؤكـد علـى ان العنصـرية وكراهيـة المســلمين وظـاهرة الاسلاموفوبيا وتناميهـا يمثــل انـكاراً لمبادىء ومقاصد الأمـم المتحـدة وانتهاكـا لـلاعـلان العـالمي لحقوق الانسـان”.
وبين ان “ازدراء الأديـان والتحـريض علـى رموزهـا يمثـل تحريضـاً علـى الكراهيـة، وهـو احـد اشـكال التمييـز وتـؤدي الآثـار السلبية الناجمـة عنـهـا إلـى نزاعـات تـعـكـر صـفـو التـعـايش وثعيـد ذاكـرة المجتمـعـات إلـى الـعنـف”، لافتا الى ان “العراق رحب بقـرار الجمعيـة العامـة للأمـم المتحـدة المعنـون (تعزيـز الـحـوار بـيـن الأديان والثقافات والتسامح فـي مواجهـة خـطـاب الكراهيـة) الـذي اعتمـد بتـاريخ 25 تموز 2023، كما يثمن قـرار مجلـس حقوق الإنسـان الـذي أعتمـد بـتـاريخ 12 تمـوز 2023، بشـان مكافحـة الكراهيـة الدينيـة التـي تشـكل تحريضـاً علـى التمييـز والعــــداء والعنــف، ويثمن ايضا المواقـف الرسـمية والإعلاميـة التـي اتخذتها العديـد مـن الـدول إزاء هـذه الحـوادث النكـراء”.
واكد انه “رغــم ماتضـمنته الصـكوك والقـرارات الدوليـة مـن حظـر التحـريض علـى الكراهيــة وازدراء الأديــان، الا ان هـذا الحظـر شـهد انتهاكـات كثيرة ومتنوعـة فـي انحـاء متفرقـة مـن أوروبا، ممـا يسـتدعي الوقوف بهـدف إيجـاد الوسـائل والتـدابير المناسبة لتنفيذها”، مطالبا المجتمـع الـدولي بـ”أن يتحمـل مســؤلياته والتزاماتـه الاخلاقيـة والحضـارية بشـكل متسـاو، وفقـاً لمـا نـصـت عليـه القـرارات الدوليـة مـن تجـريم العنصـرية ومعـاداة السامية وأتباعهـا فـي العــالم، ويصـار لتجــريم الممارسات التي تـؤدي إلـى إزدراء رموزهـا وأتباعهـا”.
ودعا الى “أن لا تكـون تلـك القـرارات والصكوك الدولية مرجعيات للتمييز على اساس الدين والعرق والمعتقد”، لافتا الى “اننا لا نرى أن حرية التعبيـر وفـق مبـادئ حقوق الانسـان تشـمل التعـدي علـى المعتقـدات والكتـب السماوية المقدسـة”.
وذكر ان “العراق يطالـب الـدول التـي تشـهـد مثـل هـذه الأفعـال الشـنيعة بضـرورة احتـرام مشـاعر ومقدسـات اكثـر مـن مـلـيـاري مسـلـم حـول الـعـالم، وان تتخـذ هـذه الـدول جميـع الاجـراءات والتدابير الكفيلـة بإحترام حقوق المسلمين وهـويتهم”، مطالبا “المجتمـع الـدولي بإسـم التضامن الانسـاني والتزامـا بـالقرارات الدوليـة المذكورة آنفـا، إلـى عـدم السماح بارتكاب مثـل هـذه الجـرائم ووضـع حـد لتكرارهـا”.
وشدد على ضرورة “ان تعمل الـدول علـى منـع الاسـاءة إلـى جميـع الاديـان والمقدسـات وعـدم توجيـه الاهانـة او الانتقـاص منهـا، وبمـا يتيح للقضـاء مـن ممارسـة مهامـه السـامية فـي الحفاظ على حياة وحقوق المجتمعات”، لافتا الى ان “الـعـراق يؤكد إلتزامـه بحمايـة البعثـات الدبلوماسـية والحفـاظ عليهـا وبمـا ينسـجـم مـع بنـود إتفاقيـة فيينـا للعلاقـات الدبلوماسية، حيث اتخـذت الحكومـة العراقية برئاسة محمـد شياع السـوداني إجـراءات مشددة بهـذا الشـأن، وخاصـة بعـد رد الفعـل الشـعبي علـى سفارة مملكـة السـويد في بغداد، لتأكيـد هـذه الرعايـة والحمايـة”.
واكد ان “الـعـراق ملتـزم ايضا بنهجـه الديمقراطي فـي ايمانـه بإتاحـة الفرصـة لشـعبه بحريـة التعبيـر، وضـمن إحتـرام القـوانين الدوليـة والوطنيـة وإحتـرام الاديـان والمعتقـدات، وبمـا لا يخـرق هـذا الإلتزام، حيث يبعـث الـعـراق بشـكـل مسـتمر رسـائل الانفتـاح علـى الـعـالم ويمـارس دبلوماسية متصـاعدة فـي تنميـة علاقاتـه مـع الـدول الصـديقة والشقيقة ويبنـي جسـور مـن التعـاون الاقتصـادي والسياسـي والثقـافي”، داعيا الى “اسـتثمار هـذه العلاقات المتينـة فـي إيجـاد حلـول واقعيـة لهـذه المسـألة المهمـة وادراكـا مـن الـعـراق لثقـل ارتـدادات الأفعـال الشـائنـة مـن الاعتـداء علـى المقدسـات والرمـوز الدينيـة الإسـلامية في المجتمعـات التـي يتواجـدون فيهـا، واتخاذ خطـوات جـادة وعمـل مشـترك لمعالجتهـا وعلـى مختلف الصعد الثقافية والسياسية والقانونية”.
ولفت حسين الى ان “الـعـراق يقدم المقترحـات الاجرائيـة التـي نعتقـد انـهـا سـتكون مصـدرا لاستدامة العمـل مـع المجتمـع الـدولي والمنظمــات الإقليميـة لمواجهـة الاخطـار الـتـي اشـرنا إليهـا آنفـا والـتـي تـهـم السلم والأمـن المجتمعيـين فـي العديـد مـن المجتمعـات، وكما يأتي:
-تشكيل لجنـة مـن وزراء الخارجيـة فـي مجلســكم ويكـون الأمين العام لمنظمـة التعـاون الإسلامي عضـوا فيهـا، تتبنـى اسـتدامة الحـوار مـع الإتحـاد الأوروبــي والمنظمـات الإقليميـة الأخـرى للوصـول إلـى حـلـول متفـق عليهـا للـحـد مـن إتسـاع وتكرار هذه الأفعال.
-تكثيف الجهـود والعمـل علـى اصـدار قـرارات دوليـة مستقبلا وكلمـا تطلـب الامـر ذلك تتضـمن عدم الاساءة الى الكتب السماوية او ازدراء الاديان والرموز الدينية.
-العمـل علـى مكافحـة ظـاهرة الاسلاموفوبيا، مـن خــلال تأطير ثقـافي وخطـاب دولـي مـعـتـدل توثقـه القرارات الدوليـة والصـكوك الأمميـة ذات العلاقة.
-ندعو الامين العـام وسـفراء الدول الاعضـاء فـي منظمـة التعـاون الاسلامي في العواصـم التـي تقـع فيهـا جريمـة انتهـاك حرمـة نسـخ مـن المصـحف الشـريف والرمـوز الاسـلامية المقدسـة الاخـرى، لبذل المزيـد مـن الجهـود الجماعيـة علـى مسـتوى البرلمانـات الوطنيـة ووسـائل الاعـلام ومنظمـات المجتمـع المـدني والمؤسسـات الحكوميـة فـي تلـك الـدول للتعبيـر عـن مـوقـف اعضـاء منظمـة التعـاون الاسلامي.
ـ نـدعو مؤسسـات المجتمـع المـدني الاسـلامية فـي الـدول الاعضـاء بالعمـل مـع نظيراتهـا فـي التـي تقـع فيـهـا اعتـداءات معاديـة للاسـلام على نسـخ مـن المصحف الشـريف وغيـره مـن القـيم المقدسـة، بتشكيل فريـق متطـوع مـن خبـراء القـانـون الـدولي لبلـورة توجهـات قانونيـة واللجـوء الـى المحـاكم المحليـة قبـل رفـع الـدعاوى الـى الهيئات القضائية الدولية.
وطالب حسين “الأمـم المتحـدة بإجهزتهـا الرسمية والوكالات المتخصـصـة والأمين العام للأمم المتحدة بممارسـة مسـؤلياتهم وإيـلاء الأهميـة لـهـذا الأمر، الـذي تعـد تجلياتـه وظـواهره، إنكـاراً صـريحاً وواضـحاً لمبـادئ ومقاصـد الأمـم المتحـدة والإعـلان الـعـالمي لحقوق الإنسـان”، مشددا على “إتخـاذ التدابير الكفيلـة بمنـع هـذه الحوادث”.
ودعا “الإتحـاد الأوروبـي الى إتخـاذ مواقـف أكثـر حزمـاً تـجـاه تلـك الأحـداث لضـمـان عـدم تكرارهـا، ومسـاءلة ومحاكمـة القـائمين والمحرضـين الأطـراف عليها، لتجنُــب عواقبهـا، التي تضـع جميـع أمام إلتزامات حرجة”.