وزارتين بلا وزير .. هل ستحل أزمة حكومة الكاظمي قبيل انتخابات تشرين؟
وزارتا الصحة والكهرباء في الحكومة العراقية، بلا وزير، عقب استقالة الوزيرين حسن التميمي وماجد حنتوش، وهما من تحالف سائرون المدعوم من التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، وفي ظل أزمتي الصحة والكهرباء اللتين يمر بهما العراق، والتي ألقت بظلالهما على الشارع العراقي، المشهد في هاتين الوزارتين بات ضبابياً ولا توجد مؤشرات محسومة لمعرفة مصيرهما، سواء بتعيين وزيرين جديدين، أو تمشية أمور الوزارتين بالوكالة، أو فيما لو تم طرح سيناريو جديد.
ملف فيروس كورونا وتصاعد أعداد المصابين به، بات يؤرق حكومة الكاظمي، في ظل تردي الواقع الصحي في البلاد، وغياب الحلول، كما ان الإصابات اليومية تشكل أرقاماً كبيرة، قاربت العشرة آلاف إصابة يومياً، رغم كثرة مناشدات الجهات الرسمية للمواطنين، بضرورة التقيد بنصائح وإرشادات الصحة واللجوء الى اللقاحات، بمختلف أنواعها المتوفرة، الصينية والأميركية والبريطانية.
ابن الخطيب يطيح بالتميمي
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وافق يوم الثلاثاء (4 أيار 2021) على طلب الاستقالة التي قدمها وزير الصحة والبيئة حسن التميمي من منصبه، بعد صدور التقرير الخاص بلجنة التحقيق المشكلة على خلفية حادثة مستشفى ابن الخطيب، التي أودت بحياة نحو 90 شخصاً وإصابة أكثر من 110 آخرين، والتي تضمنت أيضاً فرض عدة عقوبات انضباطية بحق مدير المستشفى ومعاونه الإداري ومسؤول الدفاع المدني وإعفائهم من مناصبهم وتنزيل مدير المستشفى درجة وظيفية، وإعفاء مدير عام صحة الرصافة من منصبه.
حسن التميمي قال إن قرار استقالته من منصبه جاء كإلتزام أخلاقي لعدم وجود ما يلوح بالأفق إلى وجود دعم حقيقي للنهوض بالواقع الصحي. الحريق، الذي وقع في 24 نيسان، سلط الضوء على الإهمال في نظام الصحة العراقي، والذي يعاني من الإهمال وتفشي الفساد، لذا وبعد وقوع الحريق أمرت الحكومة المستشفيات في جميع أنحاء البلاد بمراجعة وتحسين إجراءات الصحة والسلامة. ورغم مرور أكثر من شهر على استقالة وزير الصحة، إلا أنه لم يتم تعيين خلف له، والأمور الآن في الوزارة تدار بالوكالة.
الكهرباء يخرج بحنتوش من كابينة الكاظمي
ملف الكهرباء أيضاً، يؤرق الشارع العراقي، في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، الذي تجاوز نصف درجة الغليان في معظم المحافظات العراقية، والنقص الكبير في ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية، والتي شهدت في مرحلة ما من هذا الصيف اللاهب إطفاء تاماً، مع شن حملة منظمة من قبل مجهولين لتفجير أبراج تجهيز الطاقة، ليواجه الوزير ماجد حنتوش انتقادات لاذعة، توجها زعيم التيار الصدري بإطلاق حملة لإقالة وزير الكهرباء، والتي لاقت استجابة فورية من حنتوش.
سيناريوهات وضع الوزارتين الآن، يحمل توقعات مختلفة من السياسيين، لاسيما نواب التيار الصدري “سائرون” الذين لديهم آراء ليست متقاربة إلى حد ما، حول الوضع الحالي والمستقبلي لوزارتي الصحة والكهرباء.
قريباً.. ترشيح وزيرين للكهرباء والصحة
النائب بدر الزيادي، قال اليوم الجمعة (9 تموز 2021)، إن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، كلف وكلاء، لادارة وزارتي الصحة والكهرباء، بمنحهما الصلاحيات لإدارة وتمشية أمور الوزارتين، عقب تقديم الوزيرين استقالتهما”.
وأوضح أن “من ضمن النظام الداخلي، يجب ترشيح بديلين للوزيرين المذكورين، ومن ثم التصويت عليهما داخل مجلس النواب العراقي”، مشدداً على “ضرورة أن تكون التسمية لأشخاص كفوئين ومن ذوي الخبرة، لتطوير عمل وأداء الوزارتين”.
“العمل الآن يسير بصورة صحيحة، والوكيلان يديران العمل بشكل جيد”، وفقاً للزيادي، الذي أضاف أن “مجلس النواب في الجلسات المقبلة ينتظر تسمية مرشحين لتولي هاتين الوزارتين، والأمر متروك للكاظمي في تسمية المرشحين”، متوقعاً أن “يتم إرسال أسماء المرشحين قريباً”.
إدارة الوزارتين بالوكالة
بدوره، ذكر النائب عن تحالف سائرون صباح العكيلي، اليوم الجمعة (9 تموز 2021)، أنه “لا نعلم فيما لو كانت هنالك نية لدى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تعيين وزيرين جديدين، للكهرباء والصحة، أو لا”، مرجحاً “عدم تسمية وزيرين جديدين، بسبب ضيق الوقت الفاصل عن الانتخابات المقبلة”. العكيلي، لفت إلى أن “الوقت المتبقي لإجراء الانتخابات قصير، لذا فأعتقد أن الأمور ستدور بالوكالة في وزارتي الكهرباء والصحة”، حسب قوله.
ووفق متخصصين في القطاع الكهربائي، ينتج العراق 19 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، فيما يحتاج إلى ما يتجاوز 30 ألفاً، ورغم صرف عشرات المليارات على ملف الكهرباء في العراق، إلا أن الأوضاع تسوء يوماً بعد يوم في هذا الملف الشائك منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي يرى البعض أن الملف “سياسي” بامتياز، والعراقيين لن ينعموا بكهرباء مستمرة أبداً.