مقالات

وجهٌ آخر لتوجّه الكاظمي للغرب .!

رائد عمر

افتقدَت دول حلف وارشو السابق او دول المعسكر الإشتراكي الأسبق و وخصوصاً روسيا الرئيس فلاديمير بوتين لزيارة الكاظمي لبرلين ولندن وباريس , وقطعاً فهذا ليس موضوعاً للتندّر , فهنالك فوائد ومصالح اقتصادية ومالية مشتركة للعراق وهذه العواصم الأهم في اوربا .

على عكس ما فعله رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي حين رهنَ او راهنَ على ربط جانبٍ ستراتيجي من اقتصاد العراق مع الصين لمدة 20 عاماً وبصفقةٍ بلغت 500 مليار دولار ! , وقيل أنّ الإيرانيين كانوا وراء ذلك ولأسبابٍ لا ضرورةَ لإعادةِ كتابتها .!

فتكمن احدى اسباب جولة الكاظمي الحالية خلف ذلك !

في خضم الصراع الدولي والعلاقات الدولية بين الصين + روسيا من جهة , وبين الولايات المتحدة وعموم عالم الغرب , فإنّ البوصلة او الكفّة تميل نحو الطرف الثاني وخصوصاً بتعلّق الأمر بالعراق ومحيطه العربي , كما أنّ اتجاه العراق المفترض نحو روسيا والصين بدلاً من هذه الدول الغربية له اشكالات ومداخلات , خصوصاً في علاقات هذه الدول مع طهران التي تخضع لعقوباتٍ امريكية واوربية , ولموقفٍ متضاد من معظم الدول العربية , بجانب أنّ الروس والصينيين يفتقدون النفوذ والتأثير في العراق وحتى لدى مراكز القوى الحاكمة فيه , بالإضافة الى مستوى ونوعية التقنيات والأداء الذي تتمتّع به كبريات الشركات الغربية مقابل نظيراتها الشرقية , وإنّ الصين رغم اقتصادها الهائل فأنها تفتقد لقدرات لتأثير السياسي وممارسة الدبلوماسية في معظم الدول ولا سيما دول العالم الثالث , وفي العراق بخصوصيةٍ اكثر .

وفي حقيقة الأمر وبما يتعلق بالعراق وهذه الزيارة القائمة لرئيس الوزراء , والتي لم تشمل الولايات المتحدة ولا دعوة شركاتها في المشاريع الأقتصادية المقبلة في العراق ” في هذه الفترة الحرجة من الأنتخابات الأمريكية ” , فإنّ لا مفرّ للعراق من التعاطي والتعامل مع المعسكر الغربي ” مع أخذٍ بالإعتبار الحار أنّ الواردات المالية لمبيعات النفط العراقي تمرّ عبر البنك الفدرالي الأمريكي , والذي تتحكّم الأدارة الأمريكية في ادارة شؤونه وحركة الأموال المودعة فيه .

ثُمَّ , بعيداً – قريباً عن زيارة الكاظمي وعن العلاقات مع اوربا , فإنّ احتمال فوز المرشح لأنتخابات الرئاسة الأمريكية < بايدن – Joe Biden > سوف لن ينعكس سلباً على العراق , وهو أمرٌ لا يتوقف على اعادة بايدن للأتفاق النووي السابق مع طهران , فالمصالح الأمريكية العليا وعلاقات امريكا مع دول المنطقة وما تلعبه كبريات الشركات الأمريكية العملاقة , فضلاً عن البنتاغون ومصانع الأسلحة بجانب مراكز الأبحاث والدراسات هي التي تقرر وترسم سياسة الولايات المتحدة , كما أنّ الموقع الجيوبوليتيك للعراق لا يتيح للدول الغربية التخلّي عنه , وعلى سبيلٍ مثالٍ مصغّرٍ او محدّد , فقد سبق مؤخرا زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للعراق في زيارةٍ قصيرة , لكنما سبقها زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية السيدة < فلورنس بارلي – Florence Parly > لبغداد , والتي التقاها الكاظمي يوم امس , وهي ثاني زيارة لوزيرٍ فرنسي .

نتائج زيارة رئيس الوزراء ” المتوقعة مسبقاً والمتوّجة بالتوقيع على اتفاقيات ” سوف لا تكون بين ليلةٍ وضحاها بالطبع , لكنها تجعل العراق مستنداً على دعائمٍ صلدة وصلبة في مجالي الأقتصاد والأمن وعلى المدى البعيد , وقد يغدو هذا الكلم سابقاً نوعاً ما لأوانه .! , وعلى القطار العراقي أن يجتاز محطاتٍ اخريات , وليست اولها انتخابات منتصف السنة القادمة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى