قيل ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة كان طرفاً في صفقةٍ سمحت لمئات مسلحي داعش بالهروب من الموصل والرقة المحاصرتين خلال توجه القوات الامنية لتحرير المدينة العراقية.
محطة الـ “بي بي سي”، حصلت على الوثيقة السرية التي تشير الى أنها تبين، مغادرة نشطاء ومسلحين اجانب يغادون المدينتين في قافلة بعد شهر من محاصرة المدينة بحماية قوة برية كردية دعمتها الطائرات جواً.
المتحدث بإسم التحالف، اعترف بوجود اتفاق مسبق، اتفق عليه الطرفان، وهما السكان المحليون، والقوات البرية، لكنه أشار الى انه تم التنسيق الى حد كبير مع الاكراد الذين كانوا يقاتلون تنظيم داعش في العراق.
الكولونيل ريان ديلون المتحدث بإسم “عملية التسوية المتأصلة” يقول إن “التحالف الغربي ضد داعش لم يكن يريد مغادرة المسلحين، ولكن ما جرى، أن القادة المحليين للتنظيم اتخذوا قرارات بالمغادرة وترك ميادين القتال”.
وغادر نحو 250 مسلحاً من تنظيم داعش مع أفراد أسرهم، فقد وصف مسؤول غربي كان حاضراً الاتفاق بـ “السماح للمسلحين الانتقال الى الصحراء بإتجاه سوريا الى جانب عوائلهم، معترفاً بوجود صفقة مع التحالف الدولي”.
وقال التحالف الدولي في رده على طلبات “النيوزويك” إن “التحالف الدولي لا يعقد صفقات مع الارهابيين”. مشيراً الى ان القافلة التي تحركت في 14 تشرين الاول الماضي في الرقة، كانت عبارة عن اتفاقية توسطت بها القبائل العربية لتمكين المدنيين من مغادرة المدينة المحاصرة.
ورفض التحالف الدولي إدعاءات محطة الـ “بي بي سي”، بأن التحالف كان طرفاً في الصفقة السرية قائلاً “لا شيء يمكن ان يكون اكثر من الحقيقة وهي، ان لا تعاون مع الارهابيين”.
وكان تقرير هيئة الاذاعة البريطانية، كشف إدراج مسلحي داعش بين المدنيين لغرض هروبهم.
وقال مدير العمليات في الائتلاف العميد جوناثان براغا في بيانٍ “اننا لا نتغاضى عن اي ترتيب يسمح لارهابيي داعش بالفرار من الرقة او الموصل دون ان يواجهوا العدالة”.
وعلى الرغم من ان الاتفاق ينص على عدم تمكين مسلحين اجانب من مغادرة الرقة، إلا أن العشرات فعلوا ذلك. كما اخذ المسلحون طريقهم بالهروب مع اسلحتهم وذخائرهم.
وذهب بعضهم الى الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا، من الذين جاءوا من الموصل. في حين أفادت تقارير، بأن اخرين كانوا في طريقهم الى تركيا. ومن غير الواضح ما هي المناطق التي عبروا لها.
وتعتبر الرقة، عاصمة تنظيم داعش بعد خسار الاخير للموصل في تموز الماضي، فهي بمثابة استوديو لاعداد اشرطة التنظيم الوحشية من قطع الرؤوس، ولا سيما الممثل محمد اموازي الذي نفذ اغلب افلام التنظيم وهو يقطع الرؤوس.
في سوريا، القتال ضد مستمر حتى الآن على الرغم من أن الجماعة المسلحة فقدت تقريباً كل اراضيها في البلاد. ولاتزال هناك جيوب لمسلحين في مناطق قريبة من دمشق، ناهيك عن الصحراء الوسطى والحدود الشرقية مع العراق.
المصدر: نيوزويك
ترجمة: فريق الاولى نيوز