وباء الشهادات المزيفة والأمراض المماثلة
وباء الشهادات المزيفة والأمراض المماثلة – صلاح الدين الجنابي
وثقَ التاريخُ احداثاً ومواقفاً وممارساتاً تبدو للوهلةِ الأولى غاضمةً أو غيرَ معروفةٍ أو لا يستطيعُ أحدٌ تحديدَ صلاحيتِها بسببِ شحةِ المعلوماتِ أو غيرِها من الأسبابِ مما يُحدثُ جدلاً واسعاً بينَ أفراد المجتمعِ فيبدأ الخلافُ والتُّهمُ وإظهارُ العيوبِ والهناتِ بينَ المنتفعينَ والذينَ يحاولونَ الانتفاعَ بالمستقبلِ، فقيلَ (إذا كانَ بيتكَ من زجاجٍ فلا تَرمي النَّاسَ بالحجارةِ)، هذا المشهدُ دائمُ التكرارِ حولَ مختلفِ القَضايا ولكنَّ المؤلمَ أنْ يكونَ المسرحُ هذهِ المرةُ في البيوتِ التي توجِّهُ وتحفظُ المجتمعاتِ من الأمراضِ الاجتماعيةِ بكلِّ صورِها من خلالِ الأثرِ الإيجابيِّ الذي ترسمُهُ في عقولِ الطلبةِ وأصحابِ المصالحِ ولجميعِ التَّخصصاتِ، لينعكسُ منهجٌ علميٌّ وأخلاقيٌّ لأصحابِ المهنِ والتَّخصصاتِ كافةً ليتحولَ إلى ثقافةٍ مجتمعيةٍ رصينةٍ تؤيدُ كلَّ ما هو مرموقٌ وترفضُ الزَّيفَ بمسمياتِهِ كافةً لأنَّ الأصلَ توعيةُ المجتمعِ وحمايتِهِ من خلالِ مؤسساتِهِ التَّعليميةِ بنماذجِها القياديةِ الرفيعةِ علمياً وأخلاقياً ومهنياً والتدريسيينَ الذين يعبرونَ عن رؤيةِ ورسالةِ وأهدافِ هذه المؤسساتِ من خلالِ قيمِهِم وسلوكياتِهِم واتجاهاتِهِم وممارساتِهِم المهنيةِ المُلهمةِ والمحفِّزةِ للطلبةِ على الإبداعِ والإبتكارِ والحرصِ على إتباعِ المناهجِ الرَّصينةِ والمنتجةِ لتُظهرَ التَّطورَ والتَّقدمَ للتخصصِ والإزدهارِ والرقيِّ للمجمتعِ.ما يثارُ اليومَ في الإعلامِ حولَ منحِ طلبةٍ عراقيينَ شهاداتٍ مزيفةٍ أو غيرِ رصينةٍ من دولٍ عربيةٍ أو عالميةٍ فإنَّه مرضٌ وعدوى خطيرةً انتقلتْ إلى طالبِي هذهِ الأوراقِ من عدةِ جهاتٍ أهمها: (قانونُ أسسِ تعادلِ الشهاداتِ سيّءِ الصيتِ، تهافتَ السياسيون وكبارُ المسؤولينَ للحصولِ على هذهِ الأوراقِ وقدْ حصلَ كثيرٌ منهُم عليها فعلاً، التّراجعُ والتّهاونُ والتّغافلُ الذي اسهمتْ بهِ المؤسساتُ الاكاديميةُ من خلالِ قياداتٍ غيرِ مؤهلةٍ أو قراراتٍ غيرِ مدروسةٍ أو تعييناتٍ للتخادمِ أو لجانٍ غيرِ مؤهلةٍ أو ترقياتٍ علميةٍ أقلُّ ما يقالُ عنها أنَّها لا تخضعُ للمعاييرِ العلميةِ وغيرِها)، لا جدالَ أنَّها تحتاجُ إلى وقفةٍ جادةٍ وحازمةٍ لعلاجِها ولكنْ بالتوازِي معَ معالجةِ الاوبئةِ الخطيرةِ التي انتشرتْ في أروقةِ المؤسساتِ الأكاديميةِ والتي أشارَ إليها بعضُ الاكاديميينَ أحياناً بجرأةٍ وأحياناً على استحياءٍ وذلك للحفاظِ على هيبةِ وعلويةِ هذهِ المؤسساتِ ولكنَّ الاكتشافَ والإخبارَ المبكرُ عن الألغامِ بالتأكيدِ يكونُ أقلُّ ضرراً وفتكاً من انفجارِها كما يحصلُ اليومَ من حديثٍ عن هذه الأوراقِ (الشهاداتِ) (القيمةُ بينَ العقلِ والورقةِ/ جريدةُ الزَّمانِ/ رقم المحتوى 52536 في 17/ 7/ 2021). وهنا لا بدَّ من الحديثِ والتّذكيرِ بهذهِ الأوبئة والتي يجبُ دراستَها وعلاجَها بدونِ أيِّ تأخيرٍ وبشكلٍ يضمنُ رفعةَ ورصانةَ المؤسسةِ الأكاديميةِ وإرسالِ رسالةً ثقةً كونكريتيةً إلى المجتمعِ وأصحابِ المصالحِ أنَّها حريصةً وأمينةً ونزيهةً في كلِّ العملياتِ داخلَ هذهِ المؤسساتِ لضمانِ مخرجاتٍ ذاتِ جودةٍ عاليةٍ وأثرٍ إيجابيٍّ. وهي كما يأتي:1- تكليفُ قياداتٍ جامعيةٍ غيرَ مؤهلةٍ) وضعُ معاييرٍ واضحةٍ وشفافةٍ ونزيهةٍ ومراقبةٍ لاختيارُ القياداتِ الجامعيةِ (إجراءُ مراجعةٍ شاملةٍ لكلِّ القياداتِ الحاليةِ وتحديدِ من تنطبقُ عليهِ المعاييرَ وإعفاءِ الآخرينَ) (إحكامُ القيادةِ الجامعيةِ/ جريدةُ الزَّمان، رقم المحتوى 51489 في 21/ 6/ 2021) إحكامُ القيادةِ الجامعيةِ ، جريدةُ الزّمانِ، رقم المحتوى 52844 في 28/ 7/ 2021) إحكامُ القيادةِ الجامعيةِ، جريدةُ الزّمانِ، رقم المحتوى 55785 في 18/ 10/ 2021).2- الترقياتُ العمليةُ المزيفةُ) وضعُ آلياتٍ دقيقةٍ وموحدةٍ وموثقةٍ لاجراءاتِ الترقياتِ العلميةِ (إجراءُ مراجعةٍ شاملةٍ لكلِّ التَّرقياتِ العلميةِ وخاصةً البحوثُ التي اعتبرتْ رصينةً ولا تخضعُ للتقييمِ، والبدايةُ تكونُ من عمداءِ الكلياتِ الذينَ حَصلوا على لقبِ الأستاذيةِ وهمْ في المنصبِ لأنَّ بعضَهم تمَّ ترقيتُه في الجامعةِ ولم تُبعثْ للجنةِ الوزاريةِ بحجةِ أنَّهم بالوكالةِ) (القيمةُ بينَ العقلِ والورقةِ، جريدةُ الزَّمانِ، العدد 7031، في 2/ 8/ 2021)3- النّشرُ العلميُّ العالميُّ المزيفُ والمفترسُ والمختطفُ) وضعُ معاييرٍ واضحةٍ وشفافةٍ ونزيهةٍ ومراقبةٍ للنشرِ العالميِّ لحمايةِ الباحثينَ من النشرِ المفترسِ والمختطفِ والمزيفِ وغيرِها. (النَّشرُ العلميُّ بينَ ضاغطينِ، جريدةُ الزَّمانِ، رقمُ المحتوى 51910 في 30/ 6/ 2021).4- إهمالُ المجلاتِ العلميةِ العراقيةِ) وضعُ استراتيجيةٍ في كلِّ جامعةٍ لترصينِ المجلاتِ العلميةِ العراقيةِ وتحديدُ معاييرَ واضحةً ودقيقةً وموثقةً لاختيارِ هيئةِ التَّحريرِ وآلياتِ النَّشرِ واستلامِ البحوثِ من الباحثينَ وعمليةِ تقويمِها واختيارِ المقومينَ بما يتلائمُ والمعاييرِ العالميةِ الرَّصينةِ في المراجعةِ والنَّشرِ. (النشرُ العلميُّ بينَ ضاغطينِ، جريدةُ الزَّمانِ، رقمُ المحتوى 51910 في 30/ 6/ 2021).5- الإشرافُ العلميُّ غيرُ المتخصصِ أو غيرُ المؤهلِ) وضعُ آلياتٍ واضحةٍ لتحديدِ واختيارِ المشرفينَ لرسائلِ الماجستيرِ وأطاريحِ الدكتوراه بما يضمنُ حقَّ الطالبِ باختيارِ المتخصصِ والمؤهــــلِ للإشرافِ وتوجيهِ الطّالبِ. (التعليمُ العَالي بينَ المسكناتِ وغرفةُ الانعاشِ، جريدةُ الزَّمانِ، 16/ 4/ 2021) الجَامِعَةُ المُتفاعِلَةُ (التَّأثِيرُ والتَّأثُّر)، جريدةُ الزمانِ، رقمُ المحتوى 56063 في 26/ 10/ 2021).6- عدمُ توجيهِ طلبةُ الدراساتِ العليا) وضعُ آلياتٍ لمتابعةِ طلبةِ الدراساتِ العليا من قبلِ القسمِ العلميِّ، وذلكَ بتنفيذِ مجموعةٍ من الورشِ لتعليمِ الطَّالبِ والتَّعرفِ على مَدى تقدمهِ في إعدادِ بحثهِ وتوجيههِ والتعرفِ على مَدى استفادتِهِ من المشرفِ للتقييمِ والتَّقويمِ. (التعليمُ العَالي بينَ المسكناتِ وغرفةُ الإنعاشِ، جريدةُ الزَّمانِ، 16/ 4/ 2021).7- الأقسامُ والأنشطةُ الورقيةُ) مثلُ أقسامِ الجودةِ التي تهتمُّ كثيراً بالورقِ والاعماماتِ والتعليماتِ والمعاييرِ التي لا وجودَ لها على أرضِ الواقعِ. (التعليمُ العالي بينَ المسكناتِ وغرفةُ الإنعاشِ، جريدةُ الزَّمانِ، 16/ 4/ 2021).8- إهمالُ البحثُ العلميُّ ومحورُ العمليةِ التَّعليميةِ والثَّقافةِ الأكاديميةِ) لا يوجدُ أثرٌ واضحٌ للبحثِ العلميِّ على المجتمعِ المحليِّ والعالميِّ وضعفِ الإهتمامِ بالطلبةِ وتشويهِ الثَّقافةِ الأكاديميةِ. (الجَامِعَةُ المُتفاعِلَةُ (التَّأثِيرُ والتَّأثُّر)،