واشنطن وطهران: حساب الحقل والبيدر
مازن صاحب
ينتهي اليوم الحظر الأممي على بيع وشراء الأسلحة من وإلى إيران، مقابل تحذيرات امريكية شديدة اللهجة والجميع يتجهون صوب الانتخابات الرئاسية لعل في خسارة الرئيس ترامب ما يعيد مياه الود بين الرئيس الديمقراطي الجديد وحكومة طهران، بعد ان نشر ترامب الغسيل الدبلوماسي في مراسلات هيلاري كلنتون وما صاحبها من احاديث عن تنسيق ايراني امريكي في ادارة النفوذ الإقليمي!.
هل تتخبط المؤسسة الامريكية في ترتيب هزيمة جديدة اكبر من هزيمة فيتنام في وحل العراق؟ ربما ثمة من يستبشر ان وقع اقدام الهزيمة يسمع في ضربات الكاتيوشا على السفارة الأمريكية بوصفها اكبر قاعدة لواشنطن في العراق، بل ربما هناك من يرى في الهدنة التي وقعتها بلاسخارت خلال لقاءها مع احد قيادات الحشد الشعبي اعلانا بالنصر، وربما هناك من سرب تفاصيل الاتفاق الذي جعل محافظ البنك المركزي الايراني يزور العراق للمطالبة بديون بلاده بالدولار الأمريكي، تأكيدا للهزيمة الامريكية الشنعاء!ما اعتقده ان الاغلبية العظمى ممن يبشرون بمثل هذه المزاعم لا يفقهون في فن السياسة ادنى درجاته وظلمت احزابهم وجماهيرهم بهم لانهم لا يعرفون ان كل من واشنطن وطهران يجيدان فن السياسة واليات العوم في الغاطس اكثر مما يظهر في العلن، ولان فن السياسة قائما على المساومة، فان الغد المنظور انما يقوم على المساومة في طرح اوراق رابحة واخرى خاسرة، عندها ستكون المراهنة ليس على هذا او ذاك الذي يعتقد اما جهلا او تغافلا ان مقاومته لامريكا انتهت الى فيتنام عراقية.
بان ورقته يمكن ان تحترق على طاولات المفاوضات الإيرانية الامريكية خلال حقبة الرئيس ترامب وليس غيره من عمان على مضيق هرمز الى الكويت وقطر في الخليج العربي.. وصولا الى موسكو مرورا بطوكيو وبرلين وباريس وان الشاطر ظريف يعرف كيف يدير اللعبة ما بين اعلام إيران الثورة وادراكه حقيقة التفاوض عن إيران الدولة ومصالحها.. فيما ينجح النظام الايراني بمسك شاقول المعادلة بين إيران الثورة وإيران الدولة.السؤال الاخر كم من هؤلاء بامكانهم الصمود في قنواتهم الفضائية او وجودهم الاقتصادي من دون دعم ايراني مباشر أوحى غير مباشر؟ وهل بامكانهم الصمود لخوض الانتخابات مبكرة كانت ام متاخرة؟وهل ترسيم الحدود البحرية مفاجأة فحسب ام توقيت معلوم نتيجة لتلك المفاوضات كذلك تصريحات سورية عن امكانية التفاوض مع اسرائيل وتبادل الأسرى في اليمن الكل يدور في حلبة واحدة !هناك مفاجات كبرى يمكن ان تبدا لعبة الدومينو في الخارطة السياسية الاقليمية خلال مرحلة فوز ترامب او بايدن بذات الاتجاه لترسم معالم المرحلة الجديدة من المشروع الامريكي للقرن الحادي والعشرين ممثلة في مشاريع اقتصادية كبرى تؤكد الهيمنة الامريكية والشركات متعددة الجنسيات على اقتصاد الشرق الأوسط الكبير بمن فيه الاقتصاد الإيراني..ولمن يعتقد ان ثمة صراعات امريكية روسية صينية عليه ان يعرف بان اكبر مالك للدولار ما بعد امريكا…هي الصين بقيمة تتجاوز ترليوني دولار!
وهناك ترابط مصيري بين الشركات متعددة الجنسيات والاقتصاد الروسي!بانتظار المرحلة المقبلة ربما اقول ربما سنلاحظ الكثير من الفئران يغادرون السفينة بعد استشعار بداية الغرق ولله في خلقه شؤون!