واشنطن بوست : لهذا السبب لا تعين شركات النفط شباب البصرة
خرج العراقيون الغاضبون الى شوارع المدن العراقية، ولاسيما في البصرة ومدن العراق الجنوبية الاخرى، مهاجمين مقار الحكومات المحلية، ومكاتب الاحزاب السياسية، فضلاً عن مقار الفصائل المسلحة التي أحرقها المتظاهرون. هذه التظاهرات وقعت في المحافظات الشيعية الجنوبية التي خرج منها عشرات الالاف من المقاتلين للقتال ضد تنظيم داعش. لكن بعد الانتخابات، سجلت تلك المحافظات الجنوبية ذات الطابع الشيعي، تراجعاً واضحاً في المشاركة بالانتخابات الاخيرة، بسبب سيطرة الاحزاب السياسية النافذة هناك على الكثير من مقاليد الحكم فضلاً عن السيطرة العسكرية. مهاجمة المتظاهرين مقار الاحزاب ومكاتب الفصائل المسلحة، يعطي درساً بليغاً، أن هؤلاء المتظاهرين أصابهم الملل من هذه الوجوه التي تسيطر على موارد المدن. وتم رصد حالات اعتداء واضحة من قبل مسلحي بعض الفصائل على المتظاهرين فضلاً عن إطلاق الرصاص الحي صوبهم. ويمكن ان تتشابك هذه الفصائل المسلحة مع المتظاهرين الذين قد يحملون السلاح بوجه القوات الحكومية ومسلحي تلك الفصائل مما يخلق حالة من الصراع المسلح إثر الاحتجاجات. استمرار الغضب لاشهر طويلة المد الاحتجاجي ليس وليد اللحظة ولم يكن مفاجأة للحكومة، وكان مسلحو العشائر والجريمة المنظمة، لهما عامل تأثير في البصرة تحديداً، فبينما كان التركيز في الحرب ضد داعش خلال فترة ظهوره بالعراق، فأصبحت عصابات الجريمة المنظمة يجوبون الشوارع ويقتلون الابرياء من المدنيين ويروجون لتجاراتٍ ممنوعة. لا توجد حلول سهلة الطبقة السياسية العراقية، لها تاريخ طويل في عدم الايفاء بوعودها التي تقطعها بشأن الاصلاح، فهي غالباً ما تخرج بتصريحاتها وبياناتها تتهم المتظاهرين بالتخريب والانتماء لجهات خارجية. لكن مع ارتفاع سخونة التظاهرات، اعلنت وزارة العمل عن اطلاق آلاف من الدرجات الوظيفية. وحتى مع إطلاق هذه الوظائف، لا توجد عادل عبد المهدي ، رئيس الوزراء المستقيل، حلولاً سريعة لملفات عالقة. فيما تبلغ نسبة المتعلمين في العراق 60٪ وبأعمار تبلغ 25 عاماً مقابل انعدام تام لفرص العمل وتعطيل واضح لقطاع الاستثمار الخاص. وفي هذه الاثناء، يطلب الكثير من العراقيين العمل في حقول النفط او قطاع الانتاج النفطي بشكل عام، فقد يعمل في هذا القطاع حوالي 4٪ من العراقيين، ويطالب المتظاهرون بتوفير فرص عمل لهم، او مهاجمة الشركات الاجنبية او العاملين الاجانب، او استبدالهم بأهالي البصرة، لكن كثيراً منهم لا يملكون مهارات العاملين الاجانب، ويكتفي بهم اصحاب الشركات كسائقين او حراس امنيين. الكثير من الشركات الاجنبية العاملة في مجال النفط العراقي، تنظر الى البصراوي على أنه رجل مشاكل لانه يمنتمي لقبيلة قد تطالب بحقه في حال وبخته شركته، لذلك تتجنب هذه الشركات قدر الامكان تعيين العراقيين من الجنوب في اقسامها.
المصدر: واشنطن بوست
ترجمة : فريق وكالة الاولى نيوز
مقال رأي للكاتب: مونكي كيّج