وأخيراً أنجزت الموازنة
وأخيراً أنجزت الموازنة – سامي الزبيدي
العراق البلد الوحيد في العالم الذي تعمل حكومته بدون ميزانية مالية منذ أكثر من سنه فحكومة ألكاظمي انتهت مهمتها بدون موازنة وطلعت علينا وزارة المالية حينها بقانون الأمن الغذائي لتمشية أمور الدولة والحكومة في ظل عدم وجود موازنة للدولة وها هي حكومة السوداني ومنذ أشهر عديدة ونحن نسمع عن الموازنة اكتملت الموازنة لم تكتمل الموازنة, تم تعديل الموازنة وبعد أسبوع سيتم رفعها الى مجلس النواب ولم ترفع بعد أسابيع وشهور, ترى لماذا تأخرت الموازنة في حكومة السوداني كل هذه الفترة ؟ والإجابة بسيطة هي ان الموازنة في العراق تخضع لضغوط جهات سياسية متنفذة بل الموازنة صراع سياسي من نوع آخر بين الأحزاب والكتل المهيمنة على مجلس النواب والحكومة هدفه الحصول على الأموال والمكاسب, واهم سبب لتأخير الموازنة في حكومة السوداني هو الخلافات بين الأحزاب والكتل على العديد من بنودها التي لم يحصل التوافق عليها أما السبب الرئيسي لتأخير عرض قانون الموازنة على مجلس النواب هو الخلاف بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان العراق على حصة الإقليم في الموازنة والذي تصر الأحزاب الكردية على زيادة حصة الإقليم في قانون الموازنة للعام الحالي الى 17% قبل التصويت عليه في مجلس النواب فيما ترفض جهات سياسية وعلى رأسها ائتلاف دولة القانون هذا الطلب لتبقى حصة الإقليم على ماكانت عليه في الموازنات السابقة وهو 12067% ولا زال هذا الخلاف قائما وسيتم تأجيل النظر فيه قبل أيام من عرض الموازنة للتصويت عليها في مجلس النواب, وأخيرا فقد أعلنت وزيرة المالية اكتمال انجاز الموازنة وسترفع الى مجلس الوزراء للتصويت عليها ومن ثم رفعها الى مجلس النواب الذي سيناقش بنودها وموادها قبل إقرارها وبالتأكيد فان هذا الأمر سيأخذ وقتا آخر جديد وربما أيام وأسابيع جديدة أخرى الى ان يتم التوافق بين الأحزاب والكتل على تمرير قانون الموازنة وستبقى الكثير من أمور الدولة والحكومة معطلة كما ان مشاريع المحافظات هي الأخرى ستضل معطلة ناهيك عن التخصيصات المالية لرواتب المحاضرين التي أقرت أخيرا من قبل الحكومة والدرجات الوظيفية لحملة الشهادات العليا وغيرهم ستبقى معلقة إضافة الى العديد من نشاطات الدولة المالية والاقتصادية والخدمية التي ستتأثر بتأخير إقرار الموازنة ولا ادري كم سننتظر الى ان ترى الموازنة النور في بلد العجائب والغرائب.