هولندا تقدم اعتذاراً رسمياً للمجتمع اليهودي
اعتذر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه، للمجتمع اليهودي، مساء اليوم الأحد، بسبب تقديم جنود هولنديين مساعدة للنازيين في الحرب العالمية الثانية، وذلك في أول مرة تعتذر فيها أمستردام رسميًا.
وقالت الوكالة الإخبارية الهولندية، عبر موقعها الإلكتروني: إن “رئيس الوزراء الهولندي روتيه، قدم اعتذاره لأول مرة للمجتمع اليهودي بسبب تصرفات الحكومة في الماضي لاضطهاد اليهود”.
ولخصت الوكالة رد فعل المجتمع اليهودي تجاه تصريحات روتيه، بقولها: “المجتمع اليهودي في هولندا مرتاح وسعيد لهذا الاعتذار التاريخي، الذي قدمه رئيس الوزراء مارك روتيه عن دور الحكومة الهولندية في الاضطهاد اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية”.
وصرح روتيه: “مع آخر الناجيين المتواجدين بيننا، أعتذر اليوم نيابة عن الحكومة الهولندية وعن تصرفاتها آنذاك. أفعل ذلك مع العلم أنه لا توجد كلمة يمكن أن تعبر عن شيئ كبير ومروع مثل المحرقة ،وبعد 75 عامًا من المحرقة، لا تزال معاداة السامية بيننا، ولهذا السبب بالتحديد، يجب أن نعترف تماما بما حدث في ذلك الوقت وننطق ونتحدث عنه أيضا بصوت عال”.
وأضاف رئيس الوزراء الهولندي: إن “الهولنديين، خلال الحرب العالمية الثانية، قاموا بتنفيذ ما طلبته برلين، وكان هناك الكثير من الموظفين المدنيين الهولنديين الذين نفذوا ببساطة ما طلبه منهم المحتل الألماني، وبالمجمل نقول إن اليهود قد حصلوا على القليل جدا من الحماية، والقليل جدًا من المساعدة، واعترافات ضئيلة للغاية”.
يقول رئيس لجنة أوشفيتز الهولندية جاك جريشافير، وتهدف هذه لجنة إلى إحياء ذكرى المحرقة ونقل المعرفة عنها، ومحاربة معاداة السامية:” رائع، رائع حقا. كان علينا أن ننتظر 75 عاما لهذه اللحظة”، مضيفاً “لقد كتب رئيس الوزراء روتيه التاريخ، هو بطلنا”.
وبالمقابل خالفت مؤسسة “سي أي دي أي”، وهي مؤسسة تعمل بشكل مستقل وتدافع عن حقوق الشعب اليهودي وحق إسرائيل، رأي جريشيفر، مشددة على أن تقديم هولندا للاعتذار للشعب اليهودي جاء متأخرا.
ومن الجدير بالذكر، أن مجمع معسكرات الاعتقال الألمانية “أوشفيتز – بيركيناو”، تواجدت بين أعوام 1940 – 1945، بالقرب من بلدة “أوشفيتز” البولندية، التي شهدت سنوات الاعتقال تلك، من سجن وتعذيب وقتل حوالي مليون ونصف مليون معتقل.