هل ينزلق العراق فعلاً إلى حرب أهلية !؟
د . خالد القره غولي
قلت لصاحبي .. حدثك التاريخ عن موانع الطائفية وانها كانت آتية من خارج الوطن ولا تلبث ان تزول اثارها ويعود الشعب موحدا .. قال صاحبي بتشوق.. لكنك وعدتني ان ثمة موانع واقعية مانعة لاي حرب اهلية .. تري ما هي ؟ قلت نعم وبكل تأكيد .. انظر الي خارطة العراق من عرب واكراد وتركمان واقلية ومسلمين ونصاري واقلية .. سنة وشيعة ، قال نعم قلت لا .. وساعطيك ادلة علمية .. ان ابرز المكونات .. التي يريد الساسة تجسيدها هياكل مبنية هم الاكراد والعرب والسنة والشيعة .. قال نعم وماذا بعد .. قلت انظر الي العرب .. السنة .. في الوسط يتمازجون ويتشاركون مع الاكراد.. في الشمال الشرقي من الوطن العراقي بالدين والمذهب و العشيرة والمصاهرة والمجاورة والمصالح التجارية والتاريخ والمستقبل الموحد المشترك .. ومع العرب الشيعة .. في الجنوب الشرقي بالدين والقومية والعشيرة والمصاهرة والمجاورة والمصالح المشتركة والتاريخ والمستقبل الواحد.. قال .. انظر الي واقع العراق واسأل عنه اي خبير .. فلا تجد حدود العشائر مفصولة بل متداخلة وقد تمتد خارج الوطن , فالسادة من نسل ال البيت الاطهار ممتدون هنا وهناك فثمة سادة برزنجية .. وسادة مشاهدة ونعيم وبدران وسادة موسوية وحسينية.. وغيرهم كثير.. هؤلاء .. ابناء عمومة تخطوا المذهب والقومية .. منها عشائر تمتد بين الكرد والتركمان والعرب مثل الاخوة البيات وبجيلة وعشائر تمتد دينيا وقوميا ومذهبيا كالبوحمدان ومذهبيا مثل شمر والجبور وتميم وربيعة وبني عامر وخفاجة وغيرهم فهل يتقاطع ابناء العم الذين يجمعهم شيخ واحد .. وصيحتهم واحدة ؟ اتخدعهم دعوي الطائفية .. والسياسة التجزيئية ؟ قال لا واحمد الله ولكن في النفس من الخوف بقية .. ان تجد خطط يهود وبرامج لدول اقليمية .. ومن خارج الحدود اذان صاغية واياد تمتد لمنح دولارية.. قلت لا تخف منذ صفعهم عثمان .. علي الخدود وازال باستشهاده ما للطوائف من حدود .. فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والايمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة واسلام واحد ، فلا عنصرية ولا تفضيل للكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الابيض على الاسود ولا طائفة على اخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الاخرى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب ان نكون سواء كنا أفراداً أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم , ونحب بعضنا الاخر , وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة. ان الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم ( ص ) ويجب علي من بأيديهم امور هذه الامة ان يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام هم كثيرون وخاصة التكفيريين والارهابيين ولا تعجبهم وحدتنا. بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب , فأعداء الاسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة بالاضافة الي الصحف والمجلات فكل هذا الاعلام المرئي والمسموع مكرس للتكفير وذم الاخرين ، وهم يحرضون بعضنا على الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة , والاتقاء من شر هذه الاشاعات هو الابقاء علي وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي الي تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن, فاننا حتماً سننتصر باذن الله ما دمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة , لكن القضية الاساسية التي يجب التركيز عليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية بمستوي طموح جميع العراقيين ولجميع الاطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار .. وبعد دخول الغزاة ارض الوطن الحبيب .. وظهور ارثه المخيف زادت المعاناة وتضاعف الهم و (( لله …….. الآمر ))