هل ينتقل تعليق عضوية روسيا الأوروبية إلى الرياضة بعد حرب أوكرانيا
ألقت الأزمة الروسية الأوكرانية بظلالها على شتى نواحي الحياة، ومن بينها الرياضة، التي كانت من بين القطاعات التي اتخذت قرارات سريعة للغاية.
وكانت روسيا شنت، فجر الخميس، حملة عملية عسكرية موسعة في الأراضي الأوكرانية، بعد فترة من التوتر بين الدولتين الجارتين.
ونددت أغلب دول أوروبا بالصراع الروسي الأوكراني، وفرضت عقوبات قاسية على موسكو، كما قرر مجلس أوروبا تعليق أي مشاركة روسية في أبرز هيئات المنظمة الأوروبية بمفعول فوري.
مجلس أوروبا هو منظمة دولية تأسست عام 1949 وتضم حاليا 47 دولة، ويتجسد هدفها المعلن في دعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في القارة العجوز، وهو مختلف تماما عن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، والذي يملك قوة وصلاحيات أكبر.
هل يتم استبعاد روسيا من المنافسات الرياضية؟
تعليق عضوية روسيا في مجلس أوروبا أثار شكوكا حول وضعها في المنافسات الرياضية، وإمكانية استبعادها من البطولات بالتبعية.
وتساءل البعض عن إمكانية استبعاد روسيا من تصفيات كأس العالم، خاصة بعد رفض بولندا والسويد وجمهورية التشيك خوض مباريات الملحق، ليقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نقل مباريات الأندية والمنتخبات على الأراضي الأوكرانية والروسية إلى ملاعب محايدة.
وقد يؤثر هذا على فرص سبارتاك موسكو في الدوري الأوروبي بعد أن أوقعته القرعة في مواجهة رازن بال شبورت الألماني وسيتعين عليه الآن خوض إياب دور 16 في ملعب محايد.
وازدادت تلك الشكوك بعدما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” نقل نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، المقرر إقامته في 28 مايو/أيار الحالي، من مدينة سانت بطرسبورج الروسية إلى العاصمة الفرنسية باريس.
كذلك تقرر إلغاء سباق “جائزة روسيا الكبرى”، أحد سباقات “فورمولا 1″، وطالبت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الرياضية الدولية بنقل أو إلغاء الأحداث الرياضية المخطط إقامتها في روسيا أو روسيا البيضاء.
لكن على الرغم من ذلك، فمن المستبعد أن يتم روسيا من المنافسات الرياضية، سواء على مستوى الأندية والمنتخبات، وهناك عدة دلائل على ذلك.
تعليق عضوية روسيا في مجلس أوروبا لن يؤثر بأي شكل على مشاركتها في المسابقات الرياضية، والدليل على ذلك مشاركة منتخبات بيلاوسيا وأنديتها في مختلف البطولات القارية والدولية، رغم أنها لم تنضم للمجلس.
كذلك فإن نقل المباريات والبطولات من روسيا له أسباب أمنية حفاظا على سلامة المشاركين وليس مرتبطا بعقوبة، وعلى سبيل المثال، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرر نقل مباريات الأندية الروسية والأوكرانية إلى ملاعب محايدة حتى إشعار آخر، وهو أمر ينفي نية الاستبعاد التام.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن اليويفا وباقي الاتحادات الرياضية في أوروبا وخارجها تلتزم بعدة معايير من بينها عدم خلط الأمور السياسية في المنافسة الرياضية، وهو ما يمنعها من معاقبة الأندية والمنتخبات ضمن حزمة عقوبات على الدولة نفسها.
وبالفعل ترددت اتحادات أخرى في تجريد روسيا من استضافة أحداث رياضية إذ قال الاتحاد الدولي للكرة الطائرة إن الاستعدادات لبطولة العالم للرجال في روسيا في أغسطس/آب تسير كما هو مخطط.
وقال الاتحاد الدولي للكرة الطائرة لرويترز: “نؤمن بأن الرياضة يجب أن تبقى دائما منفصلة عن السياسة. نراقب الموقف عن كثب للتأكد من سلامة كل المشاركين في مسابقاتنا وهذه هي الأولوية لدينا”.
ومن المقرر أن تقام بطولات تابعة للاتحاد الدولي للتنس في روسيا وأوكرانيا هذا العام لكنه قرر تأجيل بطولة في أوكرانيا مقررة في أبريل/نيسان المقبل.