هل تصل المحادثات السعودية الإيرانية الى الجولة الأربعين؟
د. فاتح عبدالسلام
أربع جولات من المحادثات السعودية الإيرانية استضافها العراق، في مسعى منه لتهدئة أوضاع المنطقة وتحقيق جسور تصل بين الخصوم، لعلّ رياح التعاون والسلام تعود الى مستوياتها المقبولة. من الممكن ان تكون هناك جولة خامسة أو سابعة أو حتى عاشرة، لكن لن يكون هناك معنى لجولة تحمل رقم ثلاثين أو أربعين، إذا لم تكن هناك نتائج ملموسة على الأرض كما سمّاها ملك السعودية. بالرغم من كلمة -ملموسة- تحتمل الكثير من التأويل للجانبين الإيراني والسعودي . والسؤال هو ماذا سيكون وصف المحادثات التي اكتسبت الصفة الإيجابية الان ، بعد أن تصل الى الجولة الأربعين مثلاً ؟ الإشارات الإيجابية نحو التقدم في المحادثات كانت تتوهج بعد الجولة الثالثة، وهي علامات على التهدئة، لكن جدول الأولويات الإيراني او السعودي لم يكشف عنه تماما في المحادثات، بالرغم من انّ القواسم المشتركة واضحة في بعض الأولويات منها إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين طهران والرياض ، والتفاهم الجدي لوقف حرب اليمن، وضمان عدم الوقوف مع خيار التدخل الأمريكي في المنطقة، وتفاهمات أخرى يرى فيها الإيرانيون سبيلاً لرفع العقوبات الامريكية عنهم، ويرى السعوديون انها السبيل لعدم خرق أمنهم الوطني المهدد من اكثر من جهة غير جبهة اليمن. في النهاية تواجه دول المنطقة استحقاق المشاركة في جغرافيا واحدة كحقيقة غير قابلة للتغيير، لاسيما ان الاستراتيجية الامريكية، بعد تغيير نظام العراق السابق كوسيلة لصنع خارطة جديدة للمنطقة، لم تعد على جدول اعمال إدارة الرئيس بايدن أو ربّما حفنة مقبلة من الرؤساء التالين له. وجاء التغيير في أفغانستان ليعزز تلك الحقيقة الجديدة. في مقابل ذلك كله، من السذاجة أن يكون العراق معبراً لمباحثات التلاقي بين ايران والسعودية من دون ان تتحقق الفائدة العراقية الاكيدة، ولا تقل لي انها فائدة عدم تحويل العراق ساحة صراع، لأن ذلك امر مرتبط بقرار الامن الإيراني بحسب تصريحات قديمة وموثقة لمسؤولين في طهران .