هكذا تعمل سلطات الطيران المدني الناجحة في العالم
فارس الجواري
عاش قطاع الطيران المدني في العالم أزمة لم يشهد لها مثيلاً في تاريخه بسبب جائحة كورونا مما أفرض واقع جديد للتعامل مع اجراءات السلامة والامن للطيران بشكل مغايير لما قبل الازمة الصحية , تمثل هذا الواقع بأصدار المنظمة الدولية للطيران المدني توصيات ( أستثنائية ) الى سلطات الطيران المدني في العالم تسمح لها ببعض الاجراءات الخاصة بتمديد صلاحية رخص التشغيل لشركات النقل الجوي والعاملين في مجال الطيران خارج السياقات السابقة ولفترة محددة تنتهي بأنتهاء أزمة كورونا مما أعطى مساحة لمشغلي صناعة الطيران بالعودة التدريجية الى سوق العمل .كنت أنتظر أن تقوم سلطة الطيران المدني العراقي من خلال قسم السلامة الجوية المسؤول الاول عن السلامة التشغيلية لقطاع النقل الجوي في العراق أن يبادر الى أخذ دوره الحقيقي في أصدار التوجيهات لشركات النقل الجوي العاملة (محلية , أجنبية ) كما تفعل باقي سلطات الطيران في العالم , وفي مثال غير بعيد عنا قامت سلطة الطيران المدني الاماراتي بوضع استبيان حول تأثير كورونا على الخطوط الجوية الأجنبية الراغبة بالهبوط في المطارات الاماراتية , وقد ألزمت هذه الشركات للاجابة عليه لبيان قدرات هذه الشركات من تجاوز المشاكل التنظيمية التي تعرضت لها خلال فترة توقف أزمة كورونا لكي تستطيع السلطة الاماراتية من دعم عمليات الشركة مستقبلا ووضعته كشرط للموافقة على فتح الاجواء الامارتية امامها في حالة طلب موافقة الهبوط في مطاراتها . سأحاول من خلال مقالتي أن اشرح بشكل مختصرهذا الاستبيان الخاص بفهم تأثير COVID-19 على شركات الطيران من ناحية التراخيص المنتهية الصلاحية وباقي الاجراءات التي توقفت نتيجة الازمة واضعها أمام أنظار مسؤولي سلطة الطيران العراقية للاستفادة من هذه التجربة بأصدار تعليمات مشابهة لشركات النقل الجوي التي تروم الهبوط في المطارات العراقية . لقد تضمن الاستبيان أسئلة دقيقة تخص التوقف المؤقت للطائرات وكوادره وما قامت هذه الشركات من إجراءات تقييم تهدف سلامة عمليات تفتيش هذه الطائرات وفقًا لبرنامج EASA SAFA الذي يخص أجراءات السلامة الصحية التي فرضتها المنظمات العالمية خلال فترة كورونا على طائرات الشركات في ساحة وقوفها في مطارات الدول , وهل تم تطبيق إجراءات الصيانة أو خطوات التخزين بصورة صحيحة مع تقديم مايثبت ذلك وفق المعايير العالمية لهكذا أجراء , يضاف الى ماهية أجراءت شركات الطيران لحماية طاقم طائراتها من الاصابة بفايروس كورونا وكيف تتم أتخاذ أجراءات الحماية من فايروس كورونا لغير طاقم الطائرة (بما في ذلك مفتشو الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية) .وفي أحد أسئلة الاستبيان تطرق عن تطبيق التدابير الوقائية من فايروس كورونا وفق معايير السلامة الصحية لنشاطات عمليات الطيران للشركة الراغبة بالهبوط في الامارات , وهل هذه الاجراءات تتضمن تطهير الطائرة بعد كل رحلة , وهل الطائرة مجهزة بمعدات الحماية الشخصية للطاقم ومنها فحص درجة حرارة الطاقم قبل الرحلة , واختبارات الدم للطاقم قبل الرحلة , ومسحة البلعوم الأنفي للطاقم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع , وماهية نوعية معدات الحماية الشخصية للركاب.كما تضمنت اسئلة الاستبيان توضيحات موثقة من سلطات الطيران المدني الصدرة لشهادات تشغيل هذه الشركات لأي أثارسلبية على طواقم الشركة (الطيارين ، الصيانة , باقي الطواقم ) خصوصا في تفاصيل تراخيص الطواقم المنتهية الصلاحية شرط تقديم وثيقة رسمية من سلطة طيران المدني تؤيد هذا التأجيل المؤقت ولفترة محددة , بالاضافة الى تفاصيل مثل تواريخ استحقاق الفحوصات الطبية لأفراد الطاقم , وهل أن أجراءات تدريب الطاقم فد تحققت خلال تلك الفترة مع شهادات فحص كفاءة الترخيص ، وفحص كفاءة المشغل.كم أتمنى ….على قسم السلامة الجوية في سلطة الطيران المدني العراقي بأخذ هذا الدور المهم في مراقبة شركات النقل العاملة في العراق حفاظا على السلامة التشغيلية للطائرات .