نينوى تستعد لزيارة البابا على حطام وآهات حقبة داعش: نريد من العالم النظر إلينا
تستعد محافظة نينوى لاستقبال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عاقدة الأمل بأن تفتح الزيارة المرتقبة والتي توصف بـ “التاريخية”، أعين المجتمع الدولي والمنظمات على مدن المحافظة المنكوبة.
حيث أقامت مديرية بلدية نينوى، حملة لتعبيد وتأهيل وتزيين الشوارع الرئيسية، والقريبة من المواقع التي سيزورها البابا.
أمنياً، وبحسب مصدر رفيع، فأن “إجراءات مشددة ستتخذ في الموصل وعموم محافظة نينوى، فيما تم تهيئة فريق أمني خاص بحماية المواقع التي سيزورها البابا، من بينها الكنائس القديمة في الجانب الأيمن من الموصل”.
وبحسب مسؤول كنائس الموصل، الأب رائد عادل فإن “البابا سيزور كنيسة حوش البيعة، والتي تعد أقدم كنائس محافظة نينوى وتعد مرجعاً للعوائل المسيحية وتقع بالمدينة القديمة التي تعرضت للدمار الكبير أثناء سيطرة داعش”.
ويضيف الأب عادل في حديث تابعته (الاولى نيوز ): “نتوقع من الزيارة أن تفتح أبواب المدينة لاستقبال المنظمات والدول التي تريد رعاية الموصل وإعادة بنائها، خاصة وأن العديد من الدول ما تزال متخوفة من العمل في العراق”.
وأشار إلى أن “العديد من شيوخ الدين من المسلمين وبكافة طوائهم وكذلك شيوخ العشائر رحبوا بالزيارة وقدموا طلبا له من آجل استقبال البابا”.
في وقت سابق، أكد مصدر أن “تدريبات أجريب يوم أمس وتم تهيئة مهبط للطائرة الخاصة التي ستقل البابا من مطار أربيل إلى مدينة الموصل”.
وفي سهل نينوى وتحديدا في قرقوش المنطقة ذات الأغلبية المسيحية، فأن استعدادات أمنية وخدمية تجري على قدم وساق لاستقبال البابا، في وقت تنتظر العوائل المسيحية في مناطق سهل نينوى أن تنهي تلك الزيارة معاناة تعرضت لها تلك العوائل منذ سنوات.
ومن المقرر أن يصل البابا فرنسيس إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان في 7 آذار ضمن برنامج جولته في العراق، وبعد ان يلتقي في مطار أربيل بالسلطات الدينية والحكومية في كردستان سيستقل طائرة هليكوبتر الى الموصل حيث المدينة القديمة والتي تضم مجمع كنائس وجوامع تعرضت للتفجير والهدم، حيث سيقيم البابا الصلاة من اجل ضحايا الحرب في حوش البيعة أو “ساحة الكنيسة” قبل ان ينتقل الى كنيسة الطاهرة الكبرى في بلدة قرة قوش في سهل نينوى ليتلو صلاة السلام الملائكي.
وبعد ذلك، يعود البابا إلى أربيل الى المعهد البطريركي الكلداني ومن ثم للاحتفال مساء بالقداس الالهي في ملعب فرانسو حريري القريب من المطار بحضور اكثر من 10 آلاف شخص.
من جانبه قال الكاردينال لويس ساكو في مقابلة مع مجلس كنائس الشرق الاوسط ان زيارة البابا الى بلاد الرافدين ومكان ولادة النبي ابراهيم تحمل رجاء كبيرا لشرق مثقل بالاحزان ومشبع بالصراعات والحروب، مشيرا الى انها ستكون زيارة استثنائية ليس للشعب العراقي فقط بل لكل شعوب المنطقة التي كانت وما زالت تعاني من نزاعات وصراعات وتحديات كبيرة على كل الاصعدة. حيث ذكر بان البابا فرانسيس قال ما نصه: “اريد ان اكون حاضرا مع المعذبين وارفع معنوياتهم”.
وقال الكاردينال ساكو إن البابا فرانسيس سيزور اماكن مسيحية تألمت وعانت من التهجير كالموصل التي ماتزال حتى اليوم مدينة منكوبة شبيهة بهيروشيما، حيث سيزور البابا هناك اربع كنائس قد تعرضت للتفجير والعديد من المساجد والجوامع .
واضاف ساكو بانه لا يعتقد ان هناك أي تخوف على أمن البابا، خصوصا ان الجميع يعمل على تأمين سلامته، وان هناك ترحيب كبير به على مختلف الصعد وهو مصمم على المجيء . وعن الاجراءات الوقائية الخاصة المرافقة لزيارة البابا في مواجهة خطر جائحة كورونا، قال الكاردينال ساكو بانه تم نشر تعليمات خاصة للقداديس اولا ووزعنا الكراسي تبعا للارقام مع الحفاظ على معايير التباعد الاجتماعي بالاضافة الى الالتزام بالكمامات والتعقيم، مشيرا الى انه تم وضع حواجز خشبية تحمي البابا بحيث لا يمكن لأحد من دفع الحاجز والاقتراب منه لان الناس عاطفيين، وسيتم اتخاذ نفس الاجراءات الوقائية في باحة الكنيسة وستكون هناك محطات للتعقيم.
وضمن هذه الاجراءات الوقائية ذكر مسؤولان في الحكومة العراقية لوكالة اسوشييتدبرس بان منظمي الزيارة تعهدوا بفرض ارتداء اقنعة الوجه الكمامات مع مراعاة جانب التباعد الاجتماعي وتقليل التجمعات بالاضافة الى امكانية زيادة مواقع الفحص . وقال احد المسؤولين، طالبا عدم ذكر اسمه، ان بروتوكولات الرعاية الصحية تعتبر حيوية جدا وبالإمكان السيطرة عليها وتطبيقها . من جانبه قال الطبيب مايكل هيد، من مركز جامعة ساوثامبتون الطبي للصحة العالمية في حديث للاسوشييتدبرس بانه يجب اتخاذ اجراءات الوقاية بصرامة خلال زيارة البابا للعراق والتي تتخللها ارتداء الكمامة وغسل اليدين مع التباعد الاجتماعي والحفاظ على تهوية جيدة في الاماكن المغلقة . وقال الطبيب هيد “نأمل ان نرى اجراءات فعالة للحيلولة دون نقل عدوى الفايروس خلال زيارة البابا لبغداد .”