نظام أردوغان يستغل تدابير كورونا لقمع معارضيه
باتت تدابير نظام الرئيس التركي رجب أردوغان لمواجهة فيروس كورونا المستجد أداة جديدة لـ”قمع الحريات” في البلاد، وتعزيز أيدولوجيته السياسية في البلاد.
وقال تقرير بموقع “المونيتور” الأمريكي، إن “تدابير الوقاية من الفيروس، تحولت إلى أداة حكومية جديدة لتغذية التوترات السياسية، من خلال حظر احتجاجات المعارضة وغيرها من الأحداث التي لا تتفق وتوجهات الحزب الحاكم في تركيا”.
وأشار التقرير إلى أن “الحكومة التركية حظرت الاحتفالات بيوم النصر في 30 أغسطس/ آب الماضي، اليوم الذي أعلن فيه مصطفى أتاتورك، عن قيام الجمهورية التركية العلمانية عام 1922. وتصدت شرطة مكافحة الشغب لأولئك الذين نزلوا إلى الشوارع متحدين الحظر، بعنف وقسوة”.
وقال أحد أعضاء البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، “إنه تعرض للركل من قبل قوات الأمن”، وإن الشرطة أغلقت الشوارع المؤدية إلى ضريح أتاتورك في العاصمة أنقرة.
وكانت المجموعة الوحيدة التي سمحت لها السلطات بالدخول إلى الضريح، هي من أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث رددوا شعارات مؤيدة للرئيس التركي، وهو يضع إكليلا من الزهور على قبر أتاتورك.
وعلى النقيض مما جرى في 30 أغسطس/آب، ترأس أردوغان احتفالا اكتظ بأنصاره في شرق تركيا قبل أيام قليلة، لإحياء الذكرى السنوية لمعركة القرن الحادي عشر التي مهدت الطريق لظهور الدولة العثمانية.
كذلك، لم يوقف الوباء الأحداث التي جرت على مستوى البلاد في 15 يوليو/ تموز الماضي، للاحتفال بنجاح أنقرة في التصدي لمحاولة الانقلاب المزعوم عام 2016.
ولعل أبرز ما لفت نظر العالم إلى نفاق الحكومة التركية حيث كانت صلاة الجمعة الأولى في آيا صوفيا في 24 يوليو/ تموز بعد تحويل الصرح الثقافي إلى مسجد، والتي شهدت توافد المئات ممن حشدهم حزب العدالة والتنمية الحاكم في الساحة الخارجية، على الرغم من تدافع الرجال للوصول إلى الميدان وتجاوزهم حاجز الشرطة، لم تكن هناك هراوات أو ركلات.
وبدا واضحا أن تطبيق تدابير مكافحة الوباء أصبح وسيلة للتمييز السياسي، ولكن الأسوأ من ذلك، أن الكثيرين في تركيا مقتنعون بأن حزب العدالة والتنمية يستخدم القيود لدفع أجندته الأيديولوجية في البلاد.
ودعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تركيا إلى التقيد بالتزاماتها وواجباتها القانونية بموجب اتفاقية التراث العالمي التي تقضي بـ “حماية القيمة العالمية الاستثنائية للتراث الثقافي ونقلها”.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري سيلين سايك بوك، لموقع “المونيتور”، “أظهرت الحكومة هويتها الحقيقية”.
ووفقا لبوك، فإن حزب العدالة والتنمية “يقوم بتصنيف الأشخاص إما معهم أو ضدهم”.
وأضاف: “الحكومة مستعدة لفعل أي شيء للتشبث بالسلطة، إنها مستعدة لاستخدام الجائحة كأداة”.
ومنذ رفع الإغلاق في 1 يونيو/حزيران، حظرت تركيا جميع مظاهرات المعارضة، لأسباب تتعلق بكبح انتشار الفيروس، وردت بقسوة على أي تحد.
وفي 21 يوليو/ تموز، قامت الشرطة في مدينة إزمير غرب تركيا بتفريق النساء المتظاهرات ضد موجة قتل النساء بعد القتل المروع لطالبة جامعية، حيث تعرض المتظاهرون للضرب واللكم والركل.
كما واجه حزب الديمقراطية الشعبية المؤيد للأكراد معاملة مماثلة خلال محاولة المسيرات في يونيو/حزيران للاحتجاج على استيلاء الحكومة على الإدارات المحلية التي يديرها الحزب .
الاولى نيوز – متابعة