نسب نجاح غير مسبوقة للسادس الإعدادي.. لقاء مشترك لإيجاد حل إشكالية المعدلات العالية
أثارت المعدلات العالية غير المسبوقة التي ظهرت في نتائج طلبة السادس الإعدادي، لغطاً وتساؤلات كثيرة بشأن مدى قدرة الجامعات العراقية على استيعاب الأعداد “الغفيرة” من أولئك الطلاب، وخصوصاً في المجموعة الطبية والأقسام الأخرى في الهندسة والقانون وما شابه من كليات تتناسب ومعدلاتهم العالية.
وفق إحصائيات رسمية، فإن عدد الطلاب الأوائل أكثر من 600 طالب، ومن حاز معدل 99 بالمئة فما فوق هم 5000 طالب، كما حاز أكثر من 8000 طالب على معدلات 98 بالمئة، ويبين نائب رئيس لجنة التعليم العالي النيابية حسن المسعودي، بحسب الصحيفة الرسمية،
أن “هناك لقاء مشتركاً بين لجنة التعليم النيابية والملاكات المتقدمة في وزارة التعليم والوزير خلال الاسبوع المقبل، من أجل وضع رؤية مشتركة ووضع بعض الحلول المقترحة التي نستطيع من خلالها التعاون وإيجاد حل إشكالية (المعدلات العالية) في ظل عدم وجود كليات أهلية تعنى بالطب، فقط جامعة العميد في كربلاء، وبالنتيجة فان الجامعات الحكومية المتعلقة بالمجموعة الطبية لا تستوعب ربع العدد”.
وينوه المسعودي، بأنه “عندما نحتسب عدد كليات الطب في العراق، فهي ليست أكثر من 26 كلية، ونستطيع التأكيد أن طاقتها القصوى لا تستوعب أكثر من1000 أو 2000 طالب وليس أكثر من هذا العدد”.
الدعوة لسياسة ستراتيجية بين وزارة التعليم العالي والجانب الأهلي والتنسيق العالي لاستيعاب استحقاقات هؤلاء الطلبة في المجموعة الطبية، بات أمراً ضرورياً، وتقول عضو لجنة التعليم النيابية إيناس المكصوصي ان “اللجنة أخذت رؤية مبكرة، وتابعت استعدادات الوزارة، وبحسب تصريح وزير التعليم العالي فإن الوزارة قادرة على استيعاب هذه الأعداد”.
أعداد الطلبة الذين اجتازوا المرحلة الإعدادية بنجاح في الدور الأول يبلغ 380 ألف طالب، ويشير المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيدر العبودي إلى أن “الوزارة تراقب بدقة مؤشرات المخرجات الحالية للدراسة الاعدادية،
وأعداد الطلبة الذين نجحوا والمعدلات العالية التي رافقت ذلك حقيقية وغير مسبوقة، لذا اقتضى ترتيب معايير القبول ومراجعة الطاقة الاستيعابية للكليات والاقسام التي تتوزع بين 35 جامعة”.
ويبين العبودي، ان “هذه المراجعة أفضت بشكل عاجل الى ترتيب ما يتعلق بالطاقة الاستيعابية للجامعات، واليوم أعلنا استحداث 7 كليات و20 قسماً وفرعاً في الجامعات العراقية موزعة بين خمس عشرة جامعة عراقية بمختلف مناطق العراق، وهذا مؤشر على أن الوزارة تتعامل بشكل جدي مع هذه الزيادة”.
ويؤكد المتحدث، أن “التعليم عبر المنصات الالكترونية والذي بدأ العام الماضي، وفر مرونة على مستوى الطاقة الاستيعابية للجامعات، وبالتالي يمكن رفع الطاقة الاستيعابية من خلال المنصات الالكترونية والتعليم المدمج الذي يوفر مساحات حضور تفاعلي للطلبة،
خاصة للتخصصات التطبيقية لاسيما المجموعات الطبية التي تشهد اقبالا كبيرا”، مضيفا: ان “وزارة التعليم العالي جاهزة والجامعات أيضا لاستقبال واستيعاب الطلبة الجدد على وفق معايير حاكمة، وبحسب رغبة الطالب الذي لن يملي عليه أحد اختياره ومساره وكذلك معيار المعدل والمجموع الداعم لهذه الرغبة”.
المعدلات ورغم أنها جاءت قياسية هذا العام، إلا أن العبودي يؤكد أنها مشابهة “تقريباً” مع السنوات السابقة، ولم تشكل عائقا لأن الاحتكام بالاساس على المجموع، وبعد ذلك إذا تساوت هذه الأرقام يتم اعتماد الدروس العلمية الاساسية خاصة في الاحيائي والتطبيقي لغرض ايجاد معايير حاكمة تحقق العدالة المجتمعية في توزيع المقاعد الدراسية التي يرغب بها الطلبة.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نبيل كاظم عبد الصاحب، وافق على استحداث 7 كليات جديدة، و20 قسماً في عدة جامعات عراقية.