نحن في ضياع ليس هناك أقدار خيرة تعاقب الشر !
خضير طاهر
إبتكر الناس الضعفاء جملة من المفاهيم التي نسبوها الى قوى إلهية عليا توهموا انها ترعى الضعفاء والمقهورين وتعاقب المعتدين ، وان التاريخ يسير بشكل مستقيم يتقدم نحو الخير ودحر الشر ، وفيما بعد تحولت هذه الأوهام الى معتقدات دينية منتشرة لعل أشهرها (( الكارما)) لدى الحضارة الهندية ، ولدى المسلمين الكثير من المفاهيم التي تطمئن الضعفاء في إنتصار الخير على الشر في الدنيا والآخرة .لكن الواقع لايؤيد هذا ، وإنما تاريخ حياة البشر يثبت حقيقة الفوضى التي تعم هذه الحياة وغياب النظم الكونية العادلة في محاسبة الأشرار وأخذ حقوق المظلومين ، بل أحيانا يعيش الظلمة والمجرمون في منتهى السعادة طوال أعمارهم دون التعرض الى عقاب قوى الخير ولدينا أمثلة من الواقع تؤكد الفوضى التي تحيط بنا مثل : – ستالين.. قتل حوالي أكثر من 20 مليونا من أبناء الإتحاد السوفيتي السابق زائدا جرائم القتل والنهب والإغتصاب التي قام بها جيشه في فنلندا وبولندا والمانيا، ورغم كل هذه البشاعات عاش ستالين مستريحا مستمتعا بالسلطة ومات بهدوء على فراشه دون التعرض الى العقاب من قبل قوى الخير والعدالة الكونية .– حافظ الأسد ومعمر القذافي .. الأسد قتل مئات الآلاف في سوريا ولبنان وأسس لأبشع نظام دكتاتوري طائفي ، لكنه عاش مستمتعا بالسلطة والمال ومات بهدوء .. بينما القذافي رغم ان جرائمه في القتل أقل من الأسد ، لكنه تعرض الى إذلال وقتل شنيع . – الخميني وصدام حسين .. كلاهما قتل حوالي مليون شخص .. لكن الخميني عاش مستمتعا بحياته ومات موتا طبيعيا ، بينما صدام حسين قُتل ولديه وتعرض الى الإهانة والإذلال والإعدام .هذه الامثلة وغيرها تكشف لنا عدم وجود فعالية الخير .. وحالة الضياع التي نعيش فيها ، ومايقال عن العدالة الإلهية والعقاب في الدنيا والآخرة بعد الموت .. هو محض أمنيات البؤساء المغلوبين على أمرهم خصوصا إذا أخذنا بنظر الإعتبار ان الأديان صناعة بشرية .