نحنُ و بلاسخارت و مجلس الأمن !
رائد عمر
نشير بشكلٍ عابر أنَّ الست ” جينين هينيس بلاسخارت ” من مواليد 1973, قد شغلت منصب وزير الدفاع في هولندا للفترة من عام 2012 – 2017 , حيث جرى تعيينها بعد ذلك كممثّل دائم لبعثة الأمم المتحدة في العراق . وهنا لا نضيف لنبال النقد الكثيفة التي تسددت نحوها إثر لقائها بالسيد رئيس اركان الحشد الشعبي الملقّب بِ ” الخال او ابي فدك ” , ونكتفي بطرح تساؤلٍ صغيرٍ ونعلم مسبقاً أن لا إجابة عليه رغم بساطته المتناهية , لكنما نرى أنّ لذلك ابعاداً ما .! حيثُ الأمر ينحصرُ بينَ قوسين وربما اكثر , عن الصور الملتقطة لبلاسخارت مع ” ابي فدك ” , فهل كان التقاط الصور بطلبٍ منها او من ” الخال ” , ثمّ ما هي ماهيّة نشر هذه الصور في وسائل الإعلام , وما القصد من وراء ذلك .؟ خلال اليومين الماضيين , وكالنار في الهشيم او اسرع ! , انتشرت في السوشيال ميديا وسواها ترجمة المقابلة الصحفية لمجلة ديرشبيغل الألمانية مع بلاسخارت , وفي إجابتها لسؤالٍ من المجلّة الشهيرة عن قراءتها لمستقبل العراق بعد الأنتخابات الأمريكية ؟ فقالت السّت بالنّص :< ارى أنّ فوهة الخلافات بين الشعب العراقي كبيرة جدا , ولا نعتقد أنّ الأمر سينتهي كما نرغب نحن , ولكننا نمتلك رؤيةً قد تكون هي الأفضل , وسوف نعرضها على مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة , وهي أنّ العراق لا خيار له غير التقسيم , وليس الأقليم والإنفصال وليس التوحد لساحة معركة , الإنفصال لزرع السلام والمستقبل لأنّ عوامل تصفية المشاكل ومخلفات مضى عليها 17عاماً تلطخت بالدماء والأنتقام والحقد لا يمكن لأي قوة بالعالم أن تزيح هذا الشيء إلاّ بالعزل التام بين كل هؤلاء الخصوم ولا يعزلها سوى الأنفصال الكامل , وهذه رؤيتي الشخصية والأمر يعود للعراقين انفسهم , وانني مقتنعة بمهمتي واتمنى ان تكون هذه الرؤيا التي اوصلتها للأمين العام ومجلس الأمن واختصرتها بالحل الوحيد وهو ” التقسيم ” اذا ما يراد حل النزاعات في العراق ” .. انتهى . أيّ قراءةٍ مجرّدة او اعادة قراءة ” للبعض ” لحديث بلاسخارت لديرشبيغل , سيلحظ فيها التناقضات المدروسة وقُصر النظر الذي يبدو متعمدا ” وحتى على مستوى اختيار بعض المفردات ” , بجانب ما يبدو من مجمل حديثها وكأنها محاولة ” سايكولوجية – مستميتة لتضليل اعضاء مجلس الأمن والتأثير عليهم بهذه الصور الذهنية عبر الكلمات .! ومع ادراكٍ مسبق لبلاسخارت لصعوبةٍ ما في هذا التأثير , إنما كأنّ ” وراء الأكمّةِ ما وراءها ” , والإتهامات الشديدة لبلاسخارت في الإعلام ليست بقليلة , لكنها من دونِ دليلٍ ملموس بالطبع .من المثير للسخرية أن لا تشعر ممثلة الأمم المتحدة هذه بتناقض كلماتها في هذه المقابلة الصحفية , فهي تذكر في بداية حديثها: < أنّ ” فوهة الخلافات بين ” الشعب العراقي ” كبيرة جداً ! بينما تشير في مكانٍ آخرٍ من حديثها الى ضرورة العزل التام بين هؤلاء ” الخصوم ” ! , فأصلاً لا توجد اي خلافاتٍ بن الشعب العراقي , وقد جسّد العراقيون رأياً عاماً مجسّماً للتظاهرات والحركة الأحتجاجية ضد احزاب السلطة وولاءاتهم الخارجية , وهل العراقيون خصومٌ يخاصمون بعضهم , ولماذا وعلى ماذا .!؟ وهل هنالك مَن يجهل مَنْ هم الخصوم ! , كما لا ندري لماذا استخدام مفردة ” فوهة ” فهل الشعب العراقي مدفع في وجهة نظرها .؟ إذ اخترنا واكتفينا هنا بنقطةٍ واحدة من النقاط التي سجّلتها ” جنين بلاسخارت ” على نفسها في هذه المقابلة التي تمثل تقريرها لمجلس الأمن , واختيارنا كان للفت الأنظار , لكننا هنا ايضا ومن هذا الموقع الإخباري , نوجّه كلمةً موجزة لهذه السيدة , بأنّ التقارير المنتظمة لسفارات الدول الأعضاء في مجلس الأمن , في العراق , لابدّ أن تغدو اكثر موضوعية ومقبولية لدى المجلس مما كتبته ممثلة الأمين العام هذه , ولم يعد مستبعداً نقل هذه المبعوثة من الساحة العراقية , ونلحظ وجود تقصيرٍ ما للخارجية العراقية بهذا الشأن , وخصوصاً عبر الإعتراضات الجماهرية والإعلامية بوجود هذه الإمرأة في العراق وما يحيطها من سلسلة اسلاكٍ شائكة من علائم الإستفهام والإبهام .!