نحتاج القمة الثلاثية.. وحذرنا مبرر
د. فاتح عبدالسلام
القمة الثلاثية الوشيكة بين العراق ومصر والأردن، هي اول تجربة واعدة ورصينة من التنسيق العربي المشترك يكون العراق طرفا فيها، في خلال السنوات الثماني عشرة الأخيرة. كانت هناك عملية ترميم للعلاقات العراقية الخليجية لاسيما مع السعودية، وهذا مجال حيوي آخر لتجسير الهوة الكبيرة التي تسببت فيها الحكومات المتعاقبة في بغداد مع العرب. العراق في حاجة مستمرة لإقامة علاقات حسنة بالتوازن مع جميع جيرانه الستة. وتعدد الجيران ميزة لا تتوافر لكثير من الدول، ويجب ان تصب لصالح العراق وليس ضده، لأنّ تنويع العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول سيمنح البلد حرية الاختيار والسعي نحو الأفضل، كما انّ الدول المجاورة ستحرص على مراعاة التنافس في بلوغ السوق السلعية والخدمية العراقية من أجل تقديم أفضل منتوجاتها وخدماتها. انّ التفاؤل في تطور العلاقات العراقية العربية يحيط به الحذر دائما، ليس من باب التشاؤم، ولكن عدم وجود تفاهمات قوية بين دول الإقليم المؤثرة وذات الصلة بالعراق، يجعل كل التنسيقات تقف على ارض غير صلبة بما يكفي للوقاية من الصدمات المفاجئة، وما أكثرها في منطقتي الشرق الأوسط والخليج، والعراق يتوسطهما. القمم العراقية مع الدول العربية تحتاج الى تشريعات داخلية وإقرار عدد من القوانين التي تدعم سياقات العمل والإنتاج والاستثمار في الصناعة والتجارة والزراعة والعلوم والامن، بما يضمن استمرارية العمل ووثوق العرب به، وعدم انتكاسته مع تبدل الحكومات وما اكثرها في العراق. ليس امامنا من سبيل لتوطين الامن والتنمية في بلدنا قبل ان نبني تفاهمات داخلية موثوقة لا سبيل الى خرقها تكون الدعامة الأساس لما يجب ان نطلبه من إخواننا العرب الذين يمتلكون خبرات صناعية تحويلية متقدمة للإسهام العملي في تغيير طبيعة الاقتصاد العراقي الأحادي مع الوقت وبدعم مباشر وقوي من الصناعة النفطية، التي يجب ان تعزز وجودها بقيام صناعة بتروكيماوية، توجد مؤهلاتها الكاملة في بلدنا، لتكون الحماية للبلد عند حدوث اية اضطرابات في انتاج النفط وتسويقه واسعاره .