نجوم الباب الشرقي
هادي جلو مرعي
تقليد جديد إتبعته وسائل الإعلام المحلية وفي أحيان الأجنبية أيضا بأستخدام الساحة المقابلة لنصب الحرية مكانا لتجمع الصحفيين والمراسلين والمصورين والعاطلين عن العمل والبسطاء والباعة والناقمين وأهل الرغبة بالتظاهر إحتجاجا..في العراق يدلعون الكلمات والحروف، مثلما يدلعون أنفسهم، أو كما يدلع أحدهم طفله أو حبيبته ويغدقون على توصيفاتهم للمدن والشوارع والرجال والنساء بتغيير وتحريف الكلمات والمعان، وهذا ماحصل للباب الشرقي الذي يقع وسط العاصمة بغداد، وهو الموضع الذي كان مثار الإهتمام حتى وقت قريب، وربما شهد قمة المجد أيام الملكية حين أنشئت حديقة الشهيد الملك غازي، وقربه يقع جسر الملكة عالية (الجمهورية). وفيه مجد جواد سليم إنقلاب العسكر بعمله الرائع في ساحة التحرير( نصب الحرية) وهو الموضع الذي أقيمت في أنحاء منه دور للسينما والمسرح، وزاده حضورا إتصاله بشارع الرشيد والسعدون والمنطقة الخضراء وهي منطقة القصر الجمهوري بجانب الكرخ التي تتصل به عن طريق ذلك الجسر ،فعندنا يتحول (قاسم) الى (جاسم) ومن ذلك جاء تغيير تسمية الباب الشرقي بلسان العوام من الناس ليكون ( الباب الشرجي) وهي في الأصل تسمية قديمة قدم بغداد ومن أيام العباسيين لأنه من جهة الشرق ،وكانت أشهر مطربات وراقصات وسياسيي البلاد يجتمعون عنده وفي فنادقه العامرة وملاهيه الليلية وبغجاته وأسواقه ومنتدياته ومقاهيه الحافلة بالحركة والحياة.تقليد جديد إتبعته وسائل الإعلام المحلية وفي أحيان الأجنبية أيضا بأستخدام الساحة المقابلة لنصب الحرية مكانا لتجمع الصحفيين والمراسلين والمصورين والعاطلين عن العمل والبسطاء والباعة والناقمين وأهل الرغبة بالتظاهر إحتجاجا على سلوك سياسي أو قرار يصدر من هذه الوزارة او تلك أو للمطالبة بحقوق يظنها المحتجون معطلة لأصحابها ،وتجد أن البعض يجد متنفسا بوسائل الإعلام ويحاول ان يدلي بتصريح أو شكاية لواحدة من القنوات الفضائية التي تصل يوميا لعمل تقارير وللحصول على آراء الناس في قضايا محلية وحتى دولية بمقدار تأثيرها في الساحة المحلية.في الصباح الباكر يخرج فريق العمل من مبنى القناة الفضائية متوجها الى ساحة التحرير وينصب معداته هناك ،ثم يتوافد المراسلون والمصورون تباعا ،وفي أحيان عدة يأتي مصورو ومراسلو الصحف المحلية الى المكان بحثا عن موضوع، أو لتقص حقائق في شأن ما، كذلك صحفيون يعملون في إذاعات .ولكل سبب يدفعه للوقوف في المكان ،فالأسباب كثيرة في بلد مثل العراق ،وفي الغالب يكون الشعور لدى الصحفيين إن هنالك موضوعا ما يستحق الإهتمام،أو حدثا سيكون في وقت من النهار ولايجب أن يفوت،ويمكن معرفة مدى صحة ذلك التأثير للمكان بحجم الحضور الصحفي ووجود جماعات من المواطنين كذلك الإهتمام الأمني ،ولعل التظاهرات التي حصلت في أوقات سابقة كانت مبعثا لإهتمام غير مسبوق بالباب الشرقي.أناس لايعرفهم أحد ولايهتم لهم أحد يفدون كل يوم الى ساحة التحرير، وقد عرفوا أن تواجد وسائل الإعلام صار يوميا ،وفي أوقات الذروة الصباحية وساعات الضحى، وكل لديه هم ،لكنني تتبعت أحوال بعضهم فوجدت أن منهم العاطل عن العمل الذي يجد متنفسا في الوقوف بهذا الموضع وليكون مادة صحفية ومنهم من يأتي ليشتم جهة ما حتى لو كانت الحكومة.أحدهم يحضر من أشهر طويلة ويتحدث في القنوات الفضائية ،أخذ يصبغ شعره بالسواد ،ويهتم بمظهره، لاأحد يعرف له إسما، هو يتحدث بطريقة مضحكة لكنه يريد أن يكون من نجوم الباب الشرجي من حقه طبعا.