نجم تونس يروي تفاصيل ليالي الحرب وهربه من الدوري الأوكراني

نجح التونسي محمد علي بن سالم، مدافع فريق إينهوليتس بتروفا، في الهروب من أوكرانيا بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب مع روسيا.

وكان اللاعب الأسبق لمنتخبات تونس للشباب احترف في الدوري الأوكراني العام الماضي في صفقة انتقال حر، إثر فسخ العقد الذي كان يربطه بنادي نجم المتلوي التونسي.

وخاض بن سالم 23 مباراة في مغامرته الاحترافية الأوكرانية، لم يسجل أو يصنع فيها أي هدف، قبل أن يضطر مؤخرا للفرار إلى تونس هربا من الحرب.

محمد علي بن سالم تحدث مع “العين الرياضية” حول مغامرة الهروب من أوكرانيا، بجانب خطوته المستقبلية بعد عودته إلى تونس، مستعرضا الفارق بين الدوري الأوكراني ونظيره التونسي، فضلا عن رؤيته لحظوظ المنتخبات العربية في الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم 2022.

معجزة الهروب من أوكرانيا

لم يخف محترف فريق إينهوليتس بتروفا سعادته الكبيرة بعد نجاحه في الهروب من أوكرانيا والعودة إلى تونس بعد أيام من المعاناة، وقال في هذا الصدد: “الوضع كان عاديا وكنا نعيش حياة طبيعية، وفجأة بدأت الحرب بشكل مفاجئ”.

وتابع: “خضنا معسكرا في تركيا، ومن سوء حظنا أننا عدنا لأوكرانيا ليلة الحرب”، مضيفا: “في البداية كان القصف بعيدا عن العاصمة، واقتصر على المناطق الحدودية، ثم بدأت التحذيرات من اجتياح كييف، وبدأ القصف يطالها، وهو ما دفع بعشرات آلاف السكان للنزوح ومغادرة البلاد”.

وأضاف: “كنا نستعد لمباراة دينامو كييف لكن القصف أجل كل شيء، وطلبوا منا مغادرة العاصمة، حيث ظن الجميع أنها هدف العمليات الروسية.. غادرنا كييف نحو بتروفا التي تبعد حوالي 500 كم”.

وقال أيضا: “مع الوصول لبتروفا بدأ إحساس العيش في الحرب يظهر، خاصة مع اكتظاظ المحليات والنقص الكبير في عدد السيارات”.

وتابع بن سالم: “غادرت أوكرانيا بمجهوداتي الخاصة، كان هناك ضغط كبير من عائلتي وأصدقائي نظرا لخوفهم الشديد من عواقب الحرب.. في البداية حاولت السفر لبولندا، لكن العديد من الأصدقاء نبهوني إلى الاكتظاظ والطرقات الممتلئة بالسيارات لحوالي 15 كم”.

وأتم : “غيرت الوجهة وقررت المغادرة عبر الحدود المجرية، الرحلة كانت طويلة ودامت 20 ساعة، لكن الطريق كان آمنا، وعند الحدود كانت الأمور سهلة للغاية، وبعد المجر سافرت لتركيا ومن ثم لتونس”.

الخطوة المستقبلية

دخل اللاعب الأسبق لمنتخبات تونس للشباب في صراع مع الزمن من أجل التعاقد مع ناد جديد للحفاظ على جاهزيته البدنية قبل انتهاء الموسم الحالي.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” سمح للاعبي الدوريين الروسي والأوكراني بالتعاقد مع أندية جديدة خارج فترات الانتقال التقليدية، وقال بن سالم في هذا الصدد: “قبل اندلاع الحرب كنت أفكر في فرض نفسي في أوكرانيا، تمهيدا للانتقال إلى فريق أقوى خلال الموسم المقبل”.

وتابع: “لديّ بعض الاتصالات وسوف أحسم ملف وجهتي القادمة في أسرع الآجال على أمل الحفاظ على جاهزيتي البدنية والفنية”، مضيفا: “العودة للدوري التونسي تظل ممكنة، ولو أني أتطلع لمواصلة اللعب مع ناد أوروبي”.

الدوري الأوكراني أم التونسي؟

وفي إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص الفرق بين الدوريين الأوكراني والتونسي، قال محمد علي بن سالم: “الملاعب مميزة في أوكرانيا والبنية التحتية جيدة، لكن في الحقيقة الكرة التونسية أقوى من الناحية التكتيكية والدفاعية، بينما تتميز البطولة الأوكرانية بالقوة الهجومية والفنيات”.

وأضاف اللاعب صاحب الـ26 عاما: “المستوى في أوكرانيا جيد لكن هناك فارقا كبيرا بين فريقي دينامو كييف وشاختار دونيتسك وباقي الأندية، المستوى عالٍ جدا والمحترفون مميزون خاصة في شاختار، ونتائج دينامو في الموسم الماضي كانت أفضل، لكن شاختار يمتلك مواهب كبيرة وطريقة لعب مميزة”.

المغرب أقرب العرب للمونديال

أبدى محمد علي بن سالم ثقته في قدرة منتخب المغرب على الترشح لنهائيات كأس العالم 2022، بحكم تفوقه الفني على الكونغو الديمقراطية.

وقال نجم إينهوليتس بيتروفا في هذا الصدد: “القرعة خدمت منتخب المغرب الذي سيواجه منافسا في المتناول،  وأعتقد أنه أقرب منتخب عربي للتأهل لنهائيات كأس العالم 2022”.

وتابع بن سالم: “مهمة الجزائر ومصر ستكون صعبة للغاية، خاصة أنهما سيواجهان منتخبين كبيرين وشرسين ويضمان بعض اللاعبين المميزين، بينما في المقابل، حظوظ منتخب تونس وافرة، ولو أنه يتعين عليه تحقيق نتيجة إيجابية خلال مباراة الذهاب أمام مالي”.